على الرغم من أنه قليل الكلام ونادر الظهور عبر وسائل الإعلام، فإنه يحرص دائما على أن يترك الإنجازات التى يقوم بها تتحدث عنه، ويدع أفكاره ورؤاه التى وضعها كخبير مشهود له بالكفاءة فى مجال الطاقة هى التى تأخذ المساحة الأكبر عبر وسائل الإعلام لتظل شاهدا على أن مصر بخير مادام بها رجال يحبونها لدرجة تصل إلى حد العشق.
إنه المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول والثروة المعدنية، الذى عرفته عن قرب فوجدته وبكل صدق يستحق أن نطلق عليه لقب «المقاتل» عن جدارة، فهو بالفعل مقاتل من الطراز الأول، حيث يخوض حربا شرسة منذ توليه الوزارة، وهى حرب من نوع خاص تتمثل فى مواجهته للمشاكل المزمنة التى يعانى منها المجتمع منذ عدة سنوات، والتى تتعلق بالنقص الشديد فى مصادر الطاقة، والذى يسبب إرباكا ملحوظا فى قطاعات عديدة على أرض مصر.
نعم وزير البترول يخوض الآن حربا من نوع خاص، حربا ضد البيروقراطية التى تسكن فى الكثير من الوزارات الحيوية، حربا ضد سياسات «خاطئة» تركها نظام الإخوان الذى ذهب وبلا رجعة، فقد حاول نظام الإخوان السيطرة على قطاع البترول بشتى الطرق لما لهذا القطاع من أهمية قصوى، وارتباط وثيق بالخدمات التى يحتاجها المواطن التى أبسطها الحصول على أنبوبة بوتاجاز بسهولة بدلا من «بهدلة» السوق السوداء.
ولأن المهندس شريف إسماعيل كان وما يزال نموذجا حيا للوزير الذى يشعر بمعاناة المواطنين فى الحصول على حقوقهم فى مجال «الطاقة»، فإنه ومنذ توليه الوزارة يسعى جاهدا من أجل استكمال مشروعات توصيل الغاز الطبيعى إلى المنازل، وذلك ضمن منظومة عمل كبرى تأتى فى إطار حرص الدولة على الانطلاق والتوسع فى مشروعات توصيل الغاز الطبيعى للمنازل فى مختلف محافظات مصر بهدف تقليل استخدامات البوتاجاز الذى يتم استيراد نصف استهلاكه من الخارج بما يسهم فى تخفيف أعباء الدعم الموجه للبوتاجاز وإتاحة مصدر طاقة نظيف والتيسير على المواطنين من خلال توصيل الغاز الطبيعى للمنازل، وقد علمت منه أنه ومع نهاية العام الحالى تكون الوزارة قد انتهت من توصيل الغاز إلى حوالى 6 ملايين وحدة سكنية فى جميع أنحاء مصر، وهذا ما يجعلنى أرى السعادة البالغة تبدو على وجهه، وهو يؤكد دوما على أن الدولة تسعى جاهدة الآن من أجل راحة البسطاء وتوفير متطلباتهم الأساسية والضرورية من الطاقة.
ولأن المهندس شريف إسماعيل يؤمن بأن العمل الحقيقى هو ما يتم فى المواقع ومناطق الإنتاج، لذا فليس من الغريب أن نراه باستمرار فى حالة حركة دءوبة هنا وهناك، وهو يتجول وينتقل من مكان إلى آخر فى جولات تتم بشكل شبه يومى من أجل الزيارات التفقدية لمواقع شركات البترول من أجل الاطمئنان على سير العمل فى برنامج إعادة تأهيل البنية الأساسية وخطط زيادة الإنتاج من برامج الحفر وتنمية الآبار ورفع كفاءة الكوادر البشرية، حيث يحرص بشكل أساسى على أن يستمع خلال هذه الزيارات لرؤاهم وأفكارهم حول سير منظومة العمل وخطط الإنتاج بالمواقع، مستعرضا فى نفس الوقت العديد من المشروعات التى أدت لرفع معدلات الإنتاج فى الفترة الأخيرة.
لذا أقولها وبكل صراحة أن المهندس شريف إسماعيل يعد من أفضل قيادات القطاع ويتميز بخبرته الكبيرة فى هذا المجال، وهو ما يجعله حريصا كل الحرص فى كل خطوة يخطوها، بل جعله يؤمن بضرورة البحث عن كل البدائل من أجل تخفيف العبء عن المواطن، لذا فقد لفت نظرى حضوره القوى فى الندوة التى أقيمت الأسبوع الماضى فى اليوم السابع، وهنا أتوقف أمام عدة أشياء أراها فى غاية الأهمية.
وأهم هذه الأشياء يتعلق بالفجوة بين احتياجات السوق المحلى من الغاز وبين المتاح منه بالفعل، فقد أشار إلى أنه توجد بالفعل فجوة احتياجات للمنتج، وتوجد أيضا فجوة مالية وهى الأخطر فى الموضوع.. كما أنه أشار إلى مسألة مهمة أيضا، وهى ضرورة تحريك أسعار الوقود على مدى 5 سنوات، وذلك للقضاء على العجز وسد الفجوة لأن سعر لتر البنزين يتكلف حوالى 5 جنيهات بينما يتم بيعه بثلث سعره.
وتلك الفجوة التى تحدث عنها المهندس شريف إسماعيل فى الغاز الطبيعى ومنتجات البترول لم تأت من فراغ، وإنما هى واقع ملموس نراه رأى العين فبالنسبة للغاز ما حدث فى السنوات الثلاث الماضية، أثر سلبا على ضخ استثمارات فى مجال البحث والاستكشاف وترتب عنه تناقص فى الإنتاج، لأنه لا يوجد حقل ينتج يستمر إنتاجه للأبد، كل حقل له عمر افتراضى يبدأ البحث والاستكشاف من 3 إلى 5 سنوات، ويبدأ الإنتاج لمدة سنة أو سنة ونصف السنة بمعدل ثابت، ثم يرتفع ثم يثبت بعد 8 سنوات، وبعدها يقل الإنتاج بصورة طبيعية إلى أن ينتهى. وحقول مصر أغلبها متقادمة، وفى ظل عدم ضخ استثمارات جديدة توقفت مسألة زيادة الإنتاج، هذا ما حصل فى الغاز، إلى جانب هذا، هناك سبب مباشر آخر يتعلق بحقول شمال الإسكندرية كان مفترضا أن تدخل الإنتاج منتصف عام 2014 ولم تدخل، ونتيجة لهذا حدثت الفجوة التى نعانى منها حاليا.
ولم يكتف الوزير بمسألة التنبيه بضرورة الحفاظ على مكتسبات المواطنين فيما يخص الدعم بل لفت أيضا إلى تلك الزيارة غير العادية فى حجم الاستهلاك المحلى من الطاقة، مؤكدا أنه يتم يوميا استهلاك كميات من الغاز الطبيعى تصل إلى 100 ألف طن، و40 ألف طن من السولار، وما يتراوح بين 35 و40 ألف طن مازوت. وهو فى تلك المسألة ينظر إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، حيث يستهدف فى المقام الأول توعية المواطن بخطورة الموقف، خاصة أننا نستهلك بالأسعار العالمية من الطاقة ما يقارب 365 مليار جنيه سنويا، فيما لا يتعدى حجم الإيرادات 60 مليار جنيه، وهو ما يتطلب ضرورة ترشيد الطاقة.
لذا فإنه ليس مستغربا أن نجد المهندس شريف إسماعيل قد وضع على عاتقه مهمة إحياء فكرة «ترشيد الطاقة»، هذا المصطلح الذى أخذ مساحة كبيرة فى اهتماماته، وهو ما يفسر لنا حرصه على مشاركة وزارة البترول فى الحملة القومية التى أطلقتها عدة شركات عالمية عاملة فى مجال البترول بمصر، وحملت اسم «بالمعقول»، للترويج للاستخدام الكفء والفعّال للطاقة فى جميع قطاعات المجتمع، مثل القطاع المنزلى والقطاع التجارى والقطاع الصناعى وغيرها من القطاعات الأخرى، وذلك من خلال نشر الوعى بمشكلة الطاقة فى مصر، فضلا على تقديم إرشادات واقتراحات للمواطنين لتعريفهم بأفضل السبل للحفاظ على الطاقة وأهمية اتباع ترشيد الاستهلاك، والتأكيد على ضرورة مشاركة مختلف فئات المجتمع للوصول إلى النتائج المرجوة من هذه الحملة، وهو محاولة الحد من استهلاك الطاقة خلال الفترة القادمة بنسبة تصل إلى %20، ووهى الحملة التى تتخذ شعارا لها هو «بالمعقول» لأن الهدف الأساسى منها هو دعوة كل مواطن مصرى للحفاظ على الطاقة بقدر ما يستطيع، وبشكل معقول لا يعوق أنشطته اليومية.
واللافت للنظر أن المهندس شريف إسماعيل حينما يعمل فإنه يعمل بكل جوارحه لدرجة أنه ينسى نفسه تماما، حيث إن هذا العمل يأخذه حتى من أبسط ضروريات الحياة، وهى الحفاظ على صحته فقد عرفته دائما فى حالة عمل متواصل وبإصرار تام على إيثار العمل العام على حساب حياته الشخصية.. وأعتقد أن هذا ليس جديدا على وزير بمثل هذه المواصفات التى قلما نراها إلا فى المخلصين إلى الوطن والذين يضعون قيادتهم السياسية نصب أعينهم ويعتبرونها القدوة والمثل، فكلنا نرى رأى العين ما يقوم به الرئيس السيسى من عمل متواصل ليل نهار من أجل إنجاز الكثير والكثير من المشروعات فى شتى المجالات من أجل تحقيق مستقبل مشرق للأجيال القادمة ومن أجل تخفيف العبء عن المواطنين البسطاء الذين أحبوه من قلبوهم والتفوا حوله فى كل الظروف، وفى كل الأزمات منذ القيام بثورة 30 يونيو وحتى الآن.
هكذا تكون مواصفات الوزير الذى يشعر باحتياجات المواطنين الذى يضع نصب عينيه دائما ضرورة تقديم كل الحلول الجذرية للمشاكل التى يعانون منها حتى لو كانت من المشكلات المزمنة، ومهما كانت درجة صعوبة حلها، فالوزير المقاتل لا يعرف شيئا اسمه المستحيل، ولا يعترف أصلا بأنصاف الحلول أو التعامل بـ«المسكنات»، لذا فإن المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول، حينما يقوم بإنجاز مشروع كبير يعود بالنفع على المواطنين فإنه لا ينتظر حتى سماع كلمة شكر، وإنما هو فى حقيقة الأمر ينتظر ما هو أبعد من ذلك، حيث ينتظر دائما أن يرى السعادة تعلو وجوه البسطاء من أبناء الشعب، كما أنه يضع نصب عينيه أن يرضى الله أولا وقبل أى شىء.