دراسة بالجامعة الأمريكية عن "تأثير الاحتباس الحرارى على جودة مياه النيل".. تُطالب بالتقليل من حرق قش الأرز لتسببه فى ارتفاع الحرارة.. وخفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون من السيارات والمصانع

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014 05:09 ص
دراسة بالجامعة الأمريكية عن "تأثير الاحتباس الحرارى على جودة مياه النيل".. تُطالب بالتقليل من حرق قش الأرز لتسببه فى ارتفاع الحرارة.. وخفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون من السيارات والمصانع عمليات حرق قش الأرز
كتب هانى محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعدت شيرين البرادعى، مدرس فى قسم الهندسة الإنشائية والمعمارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بحثًا بعنوان "تأثير الاحتباس الحرارى على جودة مياه النيل"، حيث توصلت إلى أن من مخاطر الاحتباس الحرارى انخفاض مستوى تركيز الأكسجين المذاب فى نهر النيل، والذى يؤدى بدوره إلى تدهور جودة المياه، وانخفاض الإنتاج السمكى والزراعى للبلاد.

وقالت البرادعى، خلال البحث، إنه حينما تنخفض مستويات الأكسجين المذاب، تتعرض بعض الكائنات الحية والنباتات النهرية لخطر الانقراض أو قد تختفى تماماً، وهو الأمر الذى يؤثر بدوره على النظام البيئى بأكمله.

وسجلت "البرادعى" قراءات لدرجات حرارة الهواء للفترة من عام 1990 إلى 2012، أى 23 عامًا، لمحاكاة تركيز الأكسجين المذاب، وذلك فى مركزى أبحاث فى الإسكندرية والأقصر، تمت محاكاة درجات حرارة المياه ومستويات الأكسجين المذاب خلال شهرى أغسطس وفبراير حينما يكون تدفق نهر النيل هو الأكثر والأقل على التوالى وفقاً للبرادعى.

وحصل بحث البرادعى بعنوان "Effects of Global Warming on Critical Dissolved Oxygen Concentrations and on DO Sag Curve in the Nile River"، حول آثار الاحتباس الحرارى على تركيز الأكسجين المذاب ومنحنى انخفاضه فى نهر النيل، على جائزة أفضل بحثBest Session Paper فى مؤتمر International Conference on Biological, Civil and Environmental Engineering والذى عُقد بالإمارات العربية المتحدة.

وأثبتت البرادعى حدوث انخفاض فى تركيز الأكسجين المذاب فى فترة الثلاثة وعشرين عامًا، وهى فترة الدراسة، وتابع: انخفض تركيز الأكسجين المذاب فى الأقصر بنحو 3.8% فى فبراير و4% فى أغسطس، بينما انخفض فى الإسكندرية بنحو 1.4% فى فبراير و5.4% فى أغسطس، وتؤكد البرادعى "هذا يثبت أن الاحتباس الحرارى له أثر سلبى على تركيز الأكسجين المذاب فى نهر النيل، وبالتالى على جودة المياه".

وبالتوازى مع انخفاض مستويات الأكسجين المذاب، كان هناك ارتفاعاً واضحاً فى درجات حرارة مياه النهر فى فترة الدراسة، فقد بلغ متوسط درجة الحرارة فى الإسكندرية 29 درجة مئوية فى عام 1990، وبحلول عام 2012، كانت قد ارتفعت إلى 31 درجة مئوية.

أما فى الأقصر، بلغت درجة الحرارة 39 درجة مئوية فى عام 1990 وارتفعت إلى 41 درجة مئوية بحلول عام 2012، وتقول البرادعى "كنا نسجل أقصى درجة حرارة فى اليوم، حيث تعكس الآثار الحقيقية للاحتباس الحرارى، وتشير النتائج إلى أن آثار الاحتباس الحرارى قد انعكست فى ارتفاع درجة حرارة الهواء فى فترة الدراسة، وكنتيجة لذلك ارتفعت درجة حرارة مياه النهر، مما أدى هذا بدوره إلى انخفاض تركيز الأكسجين المذاب فى النهر".

وبالإضافة إلى الخطر الذى يشكله ذلك على بقاء النباتات والأسماك النهرية، إن انخفاض مستويات الأكسجين المذاب فى النيل يعنى أنه لا يمكن استخدام المياه فى بعض المحاصيل الزراعية، توضح البرادعى "لا يمكن استخدام المياه ذات التركيز المنخفض من الأكسجين المذاب فى رى المحاصيل الغذائية، مثل القمح ، فيمكن استخدام مثل هذه المياه فقط فى المحاصيل غير الغذائية، مثل الحشائش".

ولكى تكون المياه صالحة للاستخدام الآدمى يجب أن يكون للأكسجين المذاب تركيزاً محدداً، ويجب أن تتم معالجة المياه فى مصنع مخصص لذلك.

تضيف البرادعى "حينما يقام مصنع لمعالجة المياه فى موقع ينخفض فيه الأكسجين المذاب، لابد وأن تضاف الكثير من الكيماويات إلى المياه لكى تصبح صالحة للاستهلاك الآدمى، ولكن هذا بدوره يؤثر على الصحة، فضلاً عن كونه إجراءً مكلفاً للغاية."

يوضح تقرير التنمية البشرية لعام 2014 أن التغيرات المناخية سيصبح أثرها بالغاً تدريجياً، خاصة أن الثلاثة عقود الماضية كان سطح كوكب الأرض يزداد دفئاً عن أى عقد آخر منذ عام 1850، فقد تكون الآثار الناجمة عن ذلك على المدى الطويل آثارًا نهائية، حيث يذكر التقرير أن 15% : 40% من ثانى أكسيد الكربون المنبعث سيظل عالقاً فى الهواء لمدة تزيد على 1000 عام، وبالتالى سيؤثر على نسبة ارتفاع مستوى سطح البحر حول العالم.

وأشارت البرادعى، لمكافحة آثار الاحتباس الحرارى فى مصر، "يجب أن يقل حرق قش الأرز فى مصر لأنه يتسبب فى ارتفاع الحرارة، بالإضافة إلى العمل على خفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون من السيارات والمصانع، ويجب أن يشرع الناس فى الانتقال إلى المدن الجديدة والكبيرة لأن المعيشة فى المناطق ذات الكثافة السكانية ستتسبب فى إحداث المزيد من الانبعاثات الحرارية.

وأضافت ، أنه يجب أن نضع فى الاعتبار الآثار المحتملة للاحتباس الحرارى على نسب تركيز الأكسجين المذاب فى نهر النيل، وذلك عند اختيار مواقع لإقامة مصانع معالجة المياه، حيث إن اختيار الموقع الصحيح والمناسب قد يؤدى إلى تقليل الآثار السلبية على المياه، فإذا لم يتم الانتباه لذلك قبل البدء فى إقامة المصنع، سيكون تغيير موقعه أمراً مكلفاً للغاية".

وأضافت البرادعى، أن مصر تعتبر من أكثر الدول المعرضة لآثار ومخاطر التغيرات المناخية، برغم أن الانبعاثات الصادرة تشكل أقل من 1% من إجمالى انبعاثات غازات الدفيئة فى العالم، توضح العديد من الدراسات أن نهر النيل شديد التأثر بالتغيرات التى تحدث فى الحرارة والترسيب، لذا علينا أخذ بعض الخطوات الإيجابية لمعالجة هذه المشكلة المهمة والملحة ومكافحتها، أو على الأقل، التخفيف من آثارها".


موضوعات متعلقة:


"الزراعة": تراجع السحابة السوداء عن العام الماضى بسب الحملات المكثفة.. ومصدر: تحرير 457 مخالفة حرق قش أرز.. و"قطاع الإرشاد": نستعد لمحصول القمح الشتوى بـ7625 حقلًا إرشاديًا بهدف زيادة الإنتاجية الجمعة، 07 نوفمبر 2014 - 03:50 م









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة