لم يمهل القدر الروائى المصرى خيرى عبد الجواد ليرى خروج روايته (نزهة المشتاق فى حدائق الأوراق) للنور فبعد حوالى ثلاثة أشهر من وفاته صدرت روايته التى تعد أفضل تأبين يمكن أن يحصل عليه.
خيرى عبد الجواد الذى توفى فى يناير الماضى يقدم للقارئ ما يشبه البستان الغنى بأهم كتب التراث العربى كاشفاً عن جانب من المصادر التى كونت ثقافته وكيف تشكلت شخصيته الروائية فى استقلال عن أعمال فتنته بسحرها.
يكتب عبد الجواد الذى استلهم الحكاية الشعبية فى كثير من رواياته وقصصه فصولاً عن الجاحظ وكتابه (الحيوان) وسيرة بنى هلال و(الشاهنامة) للشاعر الفارسى أبى قاسم، الفردوسى والظاهر بيبرس وسيرة جلال الدين السيوطى وحكايات الشطار والعيارين فى التراث العربى وطوق الحمامة لابن حزم الأندلسى وسيرة على الزيبق وأسامة بن منقذ مؤلف كتاب (المنازل والديار) وغيرهم.
ويقع الكتاب فى 220 صفحة متوسطة القطع وصدر فى القاهرة عن (دار العين للنشر) التى تنظم السبت ندوة لمناقشة الكتاب بحضور نقاد وأدباء قاسموا عبد الجواد رحلته فى الكتابة على مدى نحو 25 عاماً أصدر خلالها نحو عشر مجموعات قصصية وروايات منها (كتاب التوهمات) و(العاشق والمعشوق) و(كيد النسا) و(يومية هروب).
وقال الكاتب المصرى شوقى عبد الحميد يحيى فى مقدمة الكتاب إن عبد الجواد "كاتب حمل مشروعاً محدداً أخلص له منذ البداية يمكن تلخيصه فى البحث عن الوجود.. لم تفارقه فكرة الموت فى مسيرة أعماله."
وكان عبد الجواد مفتوناً بقصص (ألف ليلة وليلة) ويقول فى أحد فصول الكتاب إن فى مكتبته "كل طبعات الليالى النادرة" لكنه لم يرد أن يتم قراءتها كاملة على الرغم من إدمانه النظر فيها طوال الوقت."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة