تسدل محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس بأكاديمية الشرطة، اليوم السبت، الستار على قضية القرن، المتهم فيها الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ونجليه علاء وجمال ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، ووزير داخليته حبيب العادلى و6 من كبار مساعديه بتهمة قتل المتظاهرين والفساد المالى والإدارى.
وينحصر حكم المحكمة فى الإدانة أو البراءة للمتهمين وربما يتم مد أجل النطق بالحكم للمرة الثانية، مع ضعف هذا الاحتمال، وفى حالة صدور حكم بالبراءة على مبارك ونجليه سيظلون سجناء ولا يفارقون السجون لصدور حكم ضد مبارك بالسجن 3 سنوات و4 لنجليه علاء وجمال فى القضية المعروفة بالقصور الرئاسية، حيث يرتدون البدلة الزرقاء، وفى حالة صدور أحكام بالإدانة فإنه للمتهمين الحق فى تقديم طعن على الحكم لنقضه، كما يحق للنيابة العامة الطعن على الحكم حال حصول المتهمين على البراءة.
وتدفع أجهزة الأمن بنحو 15 تشكيلا أمنيا وضباط العمليات الخاصة والمفرقعات والكلاب البوليسية وجنود الأمن المركزى لتأمين أكاديمية الشرطة وقاعة المحكمة أثناء النطق بالحكم، حيث يتم وضع الأكاديمية تحت القبضة الأمنية لمواجهة أية أعمال تخريبية وتأمين دخول وخروج القضاة والمتهمين والمحامين.
ويزحف العشرات من أبناء مبارك والقائمين على صفحات "آسف يا ريس" إلى أكاديمية الشرطة لحضور الجلسة، والاحتشاد أمام الأكاديمية حاملين صور مبارك خاصة التى يظهر فيها مرتديا الملابس العسكرية أثناء مشاركته فى حرب 1973، وعلى الجانب الآخر تحضر أعداد كبيرة من أسر الشهداء حاملين صور أبنائهم الذين استشهدوا فى الميادين العامة أثناء ثورة 25 يناير ويحملون لافتات تطالب بالقصاص العاجل والعادل، وتفصل قوات الأمن بين الطرفين بالحواجز الحديدية تخوفا من وقوع أية اشتباكات بينهما.
وأوضح مقربون من مبارك، أن معنوياته مرتفعة للغاية وأصر على حضور جلسة النطق بالحكم عليه، موكداً للمقربين منه أنه راضٍ بأى حكم يصدر ضده، فيما تتحسن صحته بشكل تدريجى ويستجيب للعلاج داخل مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، ويصطحب الرئيس الأسبق طبيبه الخاص بالقاعة تخوفا من تعرضه لأزمات مفاجئة.
ويحضر فيصل العتيبى وفريق الدفاع الكويتى المتطوع للدفاع عن مبارك الجلسة النهائية، فيما تغيب عن الحضور سوزان ثابت حيث لا تتحمل أن ترى زوجها داخل القفص بعدما شاهدته على مدار 30 سنة على عرش مصر، وتتابع كواليس الجلسة من بعيد عن طريق التلفاز برفقة زوجتى نجليها هايدى راسخ وخديجة الجمال ووالد الأخيرة، وحفيديها عمر وفريدة.
يترأس المستشار الجليل محمود كامل رشيدى بخبرة قرابة الأربعين عامًا القضية، بعدما نجح فى السيطرة على قاعة المحكمة طوال عشرات الجلسات، وأجبر المحامين على الالتزام بقواعد وآداب التحدث للقاضى.
ولد المستشار محمود كامل رشيدى، فى الأول من أغسطس عام 1952، بمنطقة حدائق القبة بمحافظة القاهرة، ثم تخرج من كلية الحقوق جامعة عين شمس بدور مايو عام 1974 بتقدير عام جيد جدًا مع مرتبة الشرف، وكان من المقرر أن يتعين بالجامعة لكنه التحق بالنيابة العامة فى 28 من مايو سنة 1975. بدأ "الرشيدى" العمل فى سلك القضاء معاونًا للنيابة بنيابة الأربعين فى محافظة السويس، ولم تمر سوى عدة أشهر، حيث تم ترقية الرجل الكفء إلى درجة مساعد نيابة، ثم مدير نيابة الأربعين، وبعدها مدير نيابة جنوب سيناء، وظل بها منذ عام 1975 وحتى 1980، ثم عمل بعد ذلك بنيابة بنها الكلية.
ومن النيابة انتقل الرشيدى إلى القضاء فى مطلع أكتوبر سنة 1982، حيث عمل بمحكمة شمال القاهرة، وتم ترقيته عقب ذلك ليتولى رئاسة محكمة مصر الجديدة، والتى عمل بها حتى 1991، ثم تولى رئاسة محكمة سوهاج وترقى بعدها لدرجة مستشار فى 31 أغسطس 1992، براعة "الرشيدى" وخبرته وحبه للعمل جعل قطار الترقيات لا يتوقف، حيث تم ترقيته رئيسيًا بمحكمة الاستئناف فى 30 يونيو 1998، وعمل كعضو الشمال فى محاكم جنايات الزقازيق والقاهرة والجيزة والإسماعلية والسويس، بالإضافة إلى عمله كعضو يمين فى نفس المحاكم، ثم أصبح رئيس الدائرة الثانية لمحكمة جنايات شمال القاهرة.
تولى الرشيدى الذى رفض السفر خارج البلاد وفضل العمل دائمًا على منصة القضاء المصرى، وفاز برئاسة نادى القضاة بالسويس، بعد اختياره وانتخابه باكتساح، وله مكانة كبيرة فى القلوب لما يتمتع به من وقار وعذوبة لسان.
المحكمة تسدل الستار على "قضية القرن" بالحكم على مبارك.. الرئيس الأسبق يصر على حضور الجلسة ويصطحب طبيبه الخاص.. وسوزان تتابع عبر التلفاز.. "آسف يا ريس" وأسر الشهداء أمام الأكاديمية.. و15 تشكيلا للتأمين
السبت، 29 نوفمبر 2014 06:02 ص
مبارك