بحضور حاكم الشارقة..

بالفيديو والصور.. دان براون: أكبر مأساة فى العالم أن تكون كاتباً

الجمعة، 07 نوفمبر 2014 03:09 م
بالفيديو والصور.. دان براون: أكبر مأساة فى العالم أن تكون كاتباً جانب من اللقاء
رسالة الشارقة - بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الأمسية الثقافية للكاتب الأمريكى دان براون، مؤلف الروايات الأكثر مبيعاً فى العالم، والتى أقيمت يوم أمس الخميس، ضمن فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من معرض الشارقة الدولى للكتاب، فى مركز إكسبو الشارقة، وحضرها جمع كبير من مختلف الجنسيات.



	دان براون يوقع أحد روايته لحاكم الشارقة
دان براون يوقع أحد روايته لحاكم الشارقة

وتناول المؤلف الذى بيعت من أعماله أكثر من 200 مليون نسخة، سنوات عمره الأولى التى لعبت دوراً فى تعلّقه بالكتابة، وانشغاله بمحاولات تفسير العلاقة بين الدين والعلم، فى رواياته الست التى صدرت بين عامى 1998-2013: "الحصن الرقمى"، و"ملائكة وشياطين"، و"حقيقة الخديعة"، و"شيفرة دافنتشى"، و"الرمز المفقود"، و"الجحيم"، وقال إنه منذ طفولته كانت والدته تصحبه باستمرار إلى الكنيسة، وتجذبه نحو التعلّق بالدين، فيما كان والده، مدرس الرياضيات، يدفعه إلى الاهتمام بالأرقام وتفسير كل ما يدور حوله على أساس علمى.
	دان بروان خلال حديثه فى الندوة
دان بروان خلال حديثه فى الندوة

وأضاف براون، عندما كنت صغيراً، كان فى جراج منزلنا لوحتين فنيتين، واحدة لوالدتى والأخرى لوالدى، وكانت كل لوحة تحمل رمزاً لأحد أمرين "الدين أو العلم"، وكان هناك صراع فى حياتى بين هذين المفهومين، وعندما أصبحت فى الثالثة عشر من عمرى، وجدت أن الدين والعلم هما أساس العالم اليوم، ومن دونهما لا يمكن أن تستقيم الحياة، مضيفاً أن الدين يطلب منك أن تتقبل كثيراً من الأمور، وتقتنع بها، فى حين أن العلم يدفعك نحو البحث والتحليل.
	جانب من الحضور
جانب من الحضور

وأشار براون إلى أننا نعيش اليوم فى فترة مثيرة، والخيط الذى كان يفصل بين الدين والعلم بدأ يختفى، حيث أصبح العلماء يتدخلون فى كل شىء، دون قيود أو ضوابط، ولذلك فإنهما أصبحا شريكين، وقال "للدين والعلم لغتان مختلفتان، ولكنهما ترويان نفس القصة فى محاولتهما تفسير ما يدور بالحياة، وفى هذا الزمن توثقت العلاقة أكثر بين هذين المفهومين، فنحن نعبد الله تعالى وفى كل لحظة لدينا فهم علمى أوسع لما يدور حولنا، بل يصعب علينا اليوم أن نتقبل كل شىء دون تفسير علمى واضح".

وأكد الروائى الشهير، أنه لا يجد أجمل من الجلوس تحت السماء كل ليلة وتأمل النجوم، كما علّمه والده منذ كان صغيراً، وسيظل مؤمناً بأن الكون، بكل ما يحمله من ألغاز، هو أكبر من قدرتنا على فهمه، وفى كل لحظة من حياتنا نشعر بوجود الله، وهذا اللحظة يشعر بها كل إنسان على سطح هذه الأرض، وتساءل: إذا كنا نتشابه فى المظاهر الروحية وفى إيماننا بالله، فلماذا نختلف على أدياننا؟ وأجاب: "أصل أدياننا واحد، ولكن مفرداتها ودلالاتها هى المختلفة، فكل الأديان بالعالم تحمل فى جوهرها نفس الحقائق الإنسانية: العطف أفضل من القسوة، والبناء أفضل من التدمير، والحب أفضل من الكراهية.
دان براون متحدثًا لجمهور معرض الشارقة الدولى للكتاب
دان براون متحدثًا لجمهور معرض الشارقة الدولى للكتاب

وقال دان براون، إنه شعر بهذا التقارب المطلوب مع الآخر المختلف عنه، عندما استقبله الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى فى جامعة الشارقة قبيل افتتاح معرض الشارقة الدولى للكتاب، حيث التقى طلاب الجامعة، واستمعوا إلى كيفية احترام إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، للأديان كافة، وحرصها على التعامل مع مختلف الجنسيات بروح التسامح والمساواة.

وتطرق براون فى كلمته التى قاطعها جمهور الحاضرين بالتصفيق مرات عديدة، إلى شجون الكتابة وهمومها، فأكد أن من واجب الكاتب أن يشجع على الحوار مع الآخر، رغم أن الكتابة ليست بالمهنة السهلة، مستدلاً على ذلك بمقولة الكاتب الإنجليزى الشهير جورج أورويل: "تأليف كتاب هو صراع مهلك، مثل مقاومة مرض مهلك"، مضيفاً بأسلوب ساخر: "أكبر مأساة فى العالم أن تكون كاتباً، والأكثر مأساوية منها أن يكون زوجك كاتباً!". وأشار إلى أنه مع ذلك، يقدر كثيراً دعم زوجته له، فهى أول من يقرأ أعماله، وهى بمثابة المحرر الأدبى للروايات الست التى قرأها ملايين الناس حول العالم.
	حاكم الشارقة يستقبل جمهور المعرض
حاكم الشارقة يستقبل جمهور المعرض

وتناول الروائى الذى تحول اثنين من أعماله إلى فيلمين سينمائيين قصته مع الفن السابع، وقال إنه لم يكن مقتنعاً فى البداية بتحويل أعماله إلى أفلام، نظراً لحبه الكبير للكتب، ولكنه عدل عن ذلك فى النهاية، بعد أن تولى رون هاوارد مهمة الإخراج، وتوم هانكس التمثيل، لافتاً إلى أنه كان سعيداً جداً بتعامله مع هذين النجمين الكبيرين فى مجالهما. مشيراً إلى أنه خلال الحفل الذى أقامته الشركة المنتجة لفيلمه الأول "شيفرة دافنتشي"، سأله أحد أصدقائه: عندما كتبت هذه الرواية، هل تخيّلت يوماً أنك ستكون فى فندق مع توم هانكس، فقلت: نعم، هذا كان حلمى!.

وختم دان براون كلمته قائلاً "من الخطأ الاعتقاد بأن أحدنا معصوم من الخطأ، أو أنه يملك الحق فى الحياة دون الآخر، ولذلك يجب علينا أن نعيش بعقول منفتحة، وأن نفكر فى كل شىء يدور حولنا"، مؤكداً أنه من واجبنا أن نفعل كما قال حاكم الشارقة، فى حفل افتتاح الدورة الحالية من معرض الشارقة الدولى للكتاب: "نحتاج إلى أن نشعل الشموع فى مواجهة الظلام المتصاعد".
	جانب من الإقبال الكبير على ندوة دان بروان
جانب من الإقبال الكبير على ندوة دان بروان

ورداً على سؤال وجهه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى دان براون فى ختام الأمسية الثقافية: "هل أنت مستعد لزيارتنا فى الشارقة مرة أخرى؟" قال براون "نعم، من دون شك، سيكون شرفاً لى أن أعود مرة أخرى إلى الشارقة".

وفى نهاية الأمسية، أجاب دان براون عن أسئلة عدد كبير من الحضور، وقال إنه يبحث باستمرار عن أفكار لرواياته المقبلة، لكنه لا يفكر الآن برواية مستوحاة من الإسلام أو المنطقة، رغم أنه قضى وقتاً طويلاً فى القراءة والبحث عنهما، لكن المعلومات لم تكتمل عنده بما يكفى لكتابة عمل روائي. وأكد أن الدين يشجع الناس على العمل المشترك، والحوار مع الآخر، ولكن المشكلة تكمن فى الناس غير المتدينين حقاً، الذى يختطفون الدين ويوظفونه لمصالحهم. مضيفاً أنه يحب الأبطال "المشابهين لنا"، والذين يستخدمون العقل بدل المسدس فى أعمالهم وحياتهم.

ووقع دان براون عدداً محدوداً من نسخ رواياته، ولم يتمكن من التوقيع لجميع الحاضرين بسبب أعدادهم الكبيرة، فيما قامت الدار الناشرة لأعماله باللغة العربية، بتوفير مجموعة من النسخ الموقعة على مداخل قاعة الاحتفالات، والتى تزاحم عليها الجمهور لتنفذ جميعها فى دقائق معدودة.

	جانب آخر من الجمهور
جانب آخر من الجمهور





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة