"خلايا جذعية.. زرع بنكرياس.. مضخة.. أنسولين"، أسماء لعلاجات تتردد يوما بعد يوم على مسامعنا لعلاج الأطفال المصابين بمرض السكر، منها ما تم تجربته وغيرها لم تثبت فاعليته حتى الآن، أو يثار حولها جدل كبير بسبب تزايد الإعلانات عنها وعن فعاليتها، ورغم عدم مصداقية هذه الإعلانات إلا أن الكثير من الآباء والأمهات الذين يعانى أطفالهم من مرض السكر ينتظرون الأمل حتى إذا كان كذبا، فما حقيقة هذه العلاجات ومدى فعالية كل منها وأفضل العلاجات المتاحة لمرض سكر الأطفال؟
يوضح الدكتور هانى نعيم استشارى السكر والغدد الصماء وزميل كلية الأطباء الملكية بلندن أن سكر الأطفال من النوع الأول ينقسم إلى 3 أنواع ، (أ)، و(ب)، وسكر الكبار الذى يصيب الأطفال، مشيرا إلى أن النوع (أ) يحدث نتيجة أن الجسم يفرز أجساما مناعية تهاجم خلايا البنكرياس المفرزة للأنسولين، أما النوع (ب) يحدث نتيجة لالتهابات البنكرياس التى تتسبب فى موت الخلايا المفرزة للأنسولين وغيرها.
أما بالنسبة لسكر الكبار الذى يصيب الأطفال، فهو ينتج عن الوراثة سواء من الأبوين، أو من أحد الأشخاص فى العائلة.
ويتطرق إلى العلاجات، التى تلقى رواجا كثيرا لعلاج الأطفال مرضى السكر، ومن هذه العلاجات "الخلايا الجذعية وزراعة البنكرياس والأنسولين ومضخة الأنسولين وغيرها من العلاجات، مشيرا إلى أن الخلايا الجذعية هى خلايا لديها القدرة على التحول لأى نوع آخر من خلايا الجسم، حيث إنها تتحول إلى خلايا "بيتا" المفرزة للأنسولين.
ويتابع أنه بالنسبة لعلاج النوع الأول (أ) بالخلايا الجذعية الذى يفرز أجسام مناعية تهاجم خلايا بيتا المفرزة للأنسولين بالبنكرياس، فهنا سيفشل العلاج بها أن مثلما هاجمت الأجسام المناعية خلايا بيتا ستهاجمها مرة أخرى.
بالنسبة لعلاج النوع الأول "ب" بالخلايا الجذعية، فتكون نسبة النجاح من 30إلى 40% ، ولكن بعد سنتين سيعود وضع البنكرياس كالسابق، لأن عمر الخلايا الجذعية فقط من سنتين إلى 3 سنوات ، وفى حالة إعطاء الطفل مثبطات المناعة لوقاية الخلايا الجذعية تضعف مناعة الطفل ويمكن أن تؤدى الإصابة بالأنفلوانزا إلى تدهور حالته أو وفاته.
أما سكر الكبار الذى يصيب الأطفال ،حيث يفرز البنكرياس الأنسولين بشكل زائد، فيكون جسم هؤلاء الأطفال مقاوما للأنسولين مما يزداد إفرازه أكثر من الطبيعى، ففى حالة العلاج بالخلايا الجذعية للضغط على البنكرياس ليفرز الأنسولين بشكل أكبر ستكون نتيجة العلاج جيدة ، لكن مدة صلاحية الخلايا من سنتين لـ3 سنوات فقط.
وحول علاج الأطفال المصابين بمرض السكر من النوع الأول بالخلايا الجذعية، يشير استشارى السكر والغدد الصماء إلى أن الخلايا الجذعية لها قليل من الفائدة المؤقتة، بالنسبة لـ40% من أطفال السكر من النوع الأول (ب) الذين يمثلون أقل من 10% من إجمالى الأطفال المصابين بمرض السكر.
ويؤكد أن العلاج بالخلايا الجذعية لاقت نجاحا فقط فى علاج الحالات المستعصية، كالتهابات الأعصاب التى يعانى منها مرضى السكر ومن يعانون بالقدم السكرى.
ومن جانب آخر، يتحدث د.هانى نعيم عن علاج الأطفال المصابين بالسكر عن طريق زراعة البنكرياس قائلا: إن زراعة البنكرياس اختراع رائع للنوع الأول (ب) ونتائجة أفضل كثيرا من الخلايا الجذعية، لكنه يحتاج لمعجزة حتى يتم تطبيقة فى مصر لصعوبة العوامل الفنية، لافتا إلى أنه حتى يتم زراعة البنكرياس فى مصر يجب أن يتم تفعيل قانون نقل الأعضاء، ليسمح بنقل البنكرياس من شخص متوف منذ ساعة فقط، لأن بعد ذلك يتلف ويفسد .
أما عن علاج الأطفال بحقن الأنسولين، فيشير إلى أن العلاج به ينقسم إلى أنسولين قاعدى وآخر قائم على الطعام ،وبالنسبة للأنسولين القاعدى فهو يتواجد بنسبة مع الأنسولين فى الدم ويكون طويل المفعول ويتخذ الشكل الطبيعى لإفراز الأنسولين، موضحا أن مع العلاج بالأنسولين الجديد تم التوصل إلى أخذ أنسولين قاعدى يأخذ مرة أو مرتين فى اليوم ويعطى الاحتياجات التى يريدها الطفل، وإنسولين الطعام الذى يغطى احتياجات السكر بالنسبة للوجبة، فمع الأنسولين تتمكن أسرة الطفل من إعطائه الجرعة المناسبة للوجبة التى يتناولها وتعطيه الحرية فى تناول نوعيات وكميات الطعام للطفل.
ومن ضمن علاجات سكر الأطفال مضخة الأنسولين، ويقول زميل كلية الأطباء الملكية بلندن أن مضخة الإنسولين عبارة عن جهاز مخزن للأنسولين مع وحدة كبس يتم التحكم فيها بواسطة جهاز يخرج منه وصلة فى نهايتها سن لضخ الأنسولين تحت الجلد، ويقوم الطبيب بضبط المضخة مسبقا على كمية الأنسوليين القاعدى الذى يحتاجة الجسم ثم يقوم المريض بقياس معدل السكر بالجهاز قبل كل وجبه
يضيف الطبيب أن الجهاز يقوم بقياس كم النشويات التى يتم تناولها فى الوجبه ويدخل المريض هذه المعلومة إلى المضخة التى تقوم بدورها بضخ كم الإنسولين ،لمعادلة الوجبة ،حيث إن المضخة تعتمد تماما على المعلومات التى يعطيها المريض، ومن ثم فهى ليست بنكرياس صناعى، وتقوم المضخات الحديثة بقياس مستمر لمستوى السكر بالدم ،ويستطيع المريض متابعة السكر فى أى لحظة ،وفى حالة حدوث هبوط للسكر عند المريض يتوقف الجهاز عن العمل لمدة ساعتين حتى لا يستمر الهبوط , وميزتها أنها توفر على الطفل الوخز المتواصل بالحقن .
يستكمل أن استخدام المضخة أفضل علاج حتى الآن ،لكنه يتطلب التوعية وأن يكون الطفل وأسرته أذكياء ، ويتراوح سعر المضخة يتراوح مابين 22 ألف حتى 65ألف جنية بالإضافة إلى مستهلكاتها الشهرية .
كما يشير استشارى السكر إلى أن من العلاجات الجديدة التى تعالج الأطفال بالمصابين بمرض السكر "أميلين " عبارة عن مركب دوائى مساعد للأنسولين للحماية من مضاعفات السكر على العين والكلى والقدم السكر ، حيث إنه يقلل من احتياجات الأنسولين للجسم بنسبة جيدة مابين 30إلى 50% ويقلل بشدة نسب مضاعفات السكر ،كما أن هذا المركب مرتفع الثمن جدا ولم يتوفر فى المنطقة العربية حتى الآن ، ومن العلاجات الأخرى الأنسولين المستنشق الذى يتم استنشاقة من الأنف بديلا للحقن ولم يدخل مصر حتى الآن .
أخبار متعلقة
ثورة جديدة فى علاج السكر.. "ستيفيا" طبيعى 100% بدون أى سعرات
زيادة مرضى السكر لـ7مليون ونصف دعت لإنشاء جمعية لخدمتهم فى الدلتا باعتبار أن بها 40 % من السكان.. البنكرياس الصناعى ابتكار جديد فى علاج السكر.. وعلاقة وثيقة بين الإصابة بالسمنة والسكر وخاصة فى الأطفال
تعرف على أهم علاجات مرض سكر الأطفال.. زرع البنكرياس الأفضل وتطبيقه فى مصر يحتاج معجزة.. ونتائج عمليات الخلايا الجذعية مؤقتة ومضخة الأنسولين تحتاج طفلا وأسرة من نوع خاص.. والأنسولين أحسن علاج متوفر
الجمعة، 07 نوفمبر 2014 07:51 م
مضخة أنسولين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله مرزوق
مفيش حل غير الحقن كل يوم حرام والله