مع كل حادث أليم تزداد معاناة المصريين يوما بعد يوم فى كيفية التخلص من المشكلات المتراكمة منذ سنوات ولا نجد لها حلا غير سوف. مشكلات اقتصادية واجتماعية تكاد تنسف بالوطن إلى عالم مجهول لا ترى فيه أملا لبناء مستقبل جديد. لا شك أننا نعانى من قلة الموارد لكنه ليس هو السبب الوحيد فى تردى أوضاعنا فى مختلف المجالات. وهذا التردى جعلنا نعيش فى حالة من الانقسام حتى تفوقت السلبيات على الايجابيات فى سلوكياتنا. ولا يمضى يوم إلا ونسمع عن كارثة هناك وهناك.
حالة من العبث أصابت المصريين بالحزن والقلق نتيجة زيادة الحوادث المفجعة والتى أودت بحياة الكثيرين من أبناء مصر. جنود ماتوا دفاعا عن الوطن واخرون رحلوا كضحية من ضحايا الإهمال.
وما حال الحكومة حين تشير تقارير المنظمات العالمية إلى أننا نحتل مركزا متقدما فى حوادث الطرق؟؟ وأن هناك أكثر من عشرة آلاف يموتون سنويا بسبب ذلك، أى ما يقرب من ثلاثين شخصا يوما، ناهيك عما يموت من سوء الرعاية الصحية والهجرة غير الشرعية!!
إن ما تعانيه مصر الآن من مشكلات قاسية سببه غياب المحاسبة والإهمال المستمر للبنية التحتية فى كثير من أجزاء المحروسة. تتعاقب الحكومات وتوضع البرامج لكن لا ينفذ على أرض الواقع إلا القليل. وأغلب ما يتم تنفيذه لا يرتقى للمواصفات العلمية الموضوعة للجودة.
ولذلك، فليس عجبا أن يخرج علينا رئيس هيئة النقل بقوله "إن إصلاح الطرق يؤدى إلى زيادة نسبة الحوادث" لماذا يقول هذاالكلام وهو يعلم أن معظم الطرق فى مصر لا تصلح للاستخدام وتحتاج إلى صيانة عاجلة، إن انعدام التخطيط العلمى وغياب الروى المستقبلية أدى إلى انهيار معظم المرافق فى بلادنا وأصبح المسئولون يخططون ويديرون بطريقة "مشى حالك".
نحن لا نريد من الحكومة شعارات رنانة ولا تعويضات رخيصة بعد كل حادثة. بل مطلوب ما هو أكبر من ذلك؟ نريد خططا عاجلة لتطوير كل مرافق الدولة المتهالكة وغير الصالحة لخدمات المواطنين، وقبل كل ذلك لابد من الشفافية والمصداقية فيما يقال، ومحاسبة كل من يتسبب فى تحطيم الوطن وتبديد ممتلكاته وأمواله، محاسبة عادلة لكل مسئول يقصر فى أداء واجبه ولا يقوم به على أكمل وجه.
إن المحاسبة هى الضمان لتنفيذ القانون على كل العاملين بالدولة وأداة فعالة فى محاربة الفساد أينما وجد. نتمنى من الحكومة أن تنظر بعبين الاعتبار إلى أن تحقيق أى تنمية لا يمكن أن يتم فى وجود تهالك لمرافق الدولة من طرق وكبارى وشبكات مياه وكهرباء.
اهتموا بخدمات المواطنين لتحقيق الاستقرار الاجتماعى بين فئات الشعب؛ بدلا من الحديث عن الخلافات السياسية التى لا تثمر إلا خلافا فوق خلافكم.
نتمنى من الحكومة أن تبادر بسن وتنفيذ القوانين اللازمة للمحافطة على حياة الناس وتحقيق سلامتهم الغائبة فى كل مكان.. وألا تنتظر وقوع المصيبة لحل المشكلة. ويجب تنفيذ القانون على الجميع دون استثناء حتى يتقبل المجتمع كل ما يتم للصالح العام.
فى لحظة قدر مكتوب
رحل الركب عن الأنظار
صار المشهد بالمقلوب
دمعت عينى على الأرواح
والصمت تكبله جراح
وغلاف الكراسة يحكى
عن حلم الثورة الذهبى
عن أمل الغد المنهار
رحل الطفل وترك رسالة
هو قدر بين الأقدار
من ضمن ضحايا الإهمال
اللهم احفظ هذا الوطن من كيد الفتن وذل المحن طول الزمن
رحم الله شهداء مصر فى كل مكان.
حادث أتوبيس البحيرة – أرشيفية
