وزير خارجية ليبيا: السيسى وضع الأمور فى نصابها وندعو لدعم قدرات الجيش الليبى

الإثنين، 01 ديسمبر 2014 09:30 ص
وزير خارجية ليبيا: السيسى وضع الأمور فى نصابها وندعو لدعم قدرات الجيش الليبى وزير الخارجية الليبى محمد الدايرى
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نفى وزير الخارجية الليبى محمد الدايرى بشكل قاطع وجود قوات مصرية أو طيارين مصريين يحاربون إلى جانب قوات الجيش الليبى داخل الأراضى الليبية. كما نفى ما تردد عن قيام طائرات مصرية بقصف فى بنغازى، مؤكدا أن الجيش الليبى هو الذى يضرب بقدراته الجوية معاقل بعض البؤر الإرهابية فى بنغازى وما حولها.

وقال فى حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم "هناك فى الواقع تعتيم سياسى على ماهية الدور المصرى بل وعلى كل الدور المصرى"، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قال بوضوح إنه يجب على المجتمع الدولى مساعدة ليبيا فى محاربة الإرهاب وهو يقوم بذلك ولكن هناك تعتيما على ذلك.

وأوضح أن الدعم المصرى يتجلى فى دعم قدرات الجيش الليبى ولا يتمثل فى مشاركة قوات مصرية فى عمليات على الأراضى الليبية حتى عن طريق طيارين مصريين، مؤكدا أن الموضوع يتمثل فقط فى دعم قدرات الجيش الليبى وهذا أيضا هو واجب المجتمع الدولى.. والأمر ينحصر فى أن مصر تقوم بدورها وننتظر أن يقوم الآخرون كذلك بواجبهم.

وقال الدايرى "إننا ندعو العالم مثلما دعا الرئيس السيسى إلى دعم قدرات الجيش الليبى لمحاربة الإرهاب"، وشدد وزير الخارجية الليبى على أن مصر دولة محورية وكلما ازدادت مصر قوة كلما زاد ذلك العرب قوة.. ونحن فى ليبيا كدولة جارة ولنا حدود مشتركة فان كل ما يدعم استقرار مصر السياسى ووضعها الأمنى يدعم كذلك فى الحقيقة الأمن والاستقرار فى ليبيا.

وأشاد الدايرى بحجم التعاون بين مصر وليبيا، وخاصة فى مجالات الصحة والكهرباء والتعليم وكذا الدعم الذى تتلقاه ليبيا من مصر فى مجال التدريب بالنسبة لعناصر الجيش الليبى على الأراضى المصرية مشيرا إلى أن هناك اهتماما ببسط الأمن على الحدود المصرية الليبية وهو ما يصب فى مصلحة أمن البلدين.

وأضاف "إن هناك مشاورات على أعلى المستويات مع القيادة السياسية فى مصر وأيضا الزيارات رفيعة المستوى، وهناك إكبار ليبى لهذا الاهتمام المصرى ودعم القاهرة للشرعية الليبية ودعم الوطن والشعب الليبى"، وقال الدايرى "إننا نلمس الاهتمام الشديد والمتعاظم والمستمر من جانب الرئيس السيسى بالشأن الليبى وهو ما ظهر بجلاء خلال جولة الرئيس السيسى الأوروبية التى شملت فرنسا وإيطاليا حيث أثار المسألة الليبية، وأكد أهمية الشرعية فى ليبيا، معربا عن قناعته بأن أهم مسألة أثارها الرئيس السيسى هو دعم قدرات الجيش الليبى فى محاربة الإرهاب".

وأشار إلى أن هذا الموضوع لا يحظى بالاهتمام الدولى الكافى بحكم أن هناك اهتماما بمناطق أخرى فى المنطقة العربية وخاصة بالعراق وسوريا.

وثمن وزير الخارجية الليبى قيام الرئيس عبد الفتاح السيسى بطرح موضوع ليبيا على مستوى دول الخليج منذ زيارته الأولى للمملكة العربية السعودية حيث تحدث بوضوح عن الشأن الليبى وأمن واستقرار ليبيا ودعم شرعية مجلس النواب منذ ذلك الحين.

الإرهاب فى ليبيا

وفى سياق آخر، شدد وزير الخارجية الليبى محمد الدايرى، على أن "داعش" وللأسف باتت متواجدة فى ليبيا، ونخشى تعاظم وجودها فى المستقبل، وهو ما يجعل لزاما على المجتمع الدولى دعم قدرات الجيش الليبى بالأسلحة والذخيرة والطائرات لمحاربة هذه العناصر الإرهابية.

وقال الدايرى إن دعوة الرئيس السيسى كانت واضحة فى هذا الإطار رغم المشاغل التى تمر بها مصر، مضيفا أن "الرئيس السيسى وضع الأمور فى نصابها عندما نبه العالم بأن هناك خطرا أخرى محدقا بالمنطقة بتونس والجزائر ومصر إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فى ليبيا".

وأوضح أنه بالرغم من الاختراقات العسكرية الناجحة التى حققها الجيش الليبى فى الفترة الماضية خاصة فى بنغازى، ولكن هذه النجاحات محدودة وتتطلب دعما لإمكانات الجيش الليبى فى محاربة الإرهاب.

وحول ما تأمله ليبيا من الاجتماع المقرر الخميس القادم بالخرطوم لدول الجوار الليبى على المستوى الوزارى، قال وزير الخارجية الليبى إننا نأمل تنسيق الجهود من أجل التوصل إلى رؤية يتم التفاهم حولها لاسيما وأن الاجتماع الأخير لدول الجوار والذى عقد بالقاهرة فى الخامس والعشرين من أغسطس الماضى، ومنذ ذلك الحين لم يتم عقد أى اجتماع على مستوى وزارى، مشيرا إلى أن مصر طرحت خلال هذا الاجتماع مبادرة سياسية ونحن نأمل أن يتم التوافق على إطار سياسى يدعم الشرعية الليبية ويدعم أيضا التوصل إلى حل سياسى فى ليبيا وخاصة أننا لاحظنا أن هناك نوايا لبذل مساع حميدة أو مبادرات، ونحن نتطلع إلى الاستماع لكافة الأطراف الإقليمية فى دول الجوار سواء كانت أفريقية أو عربية.

وشدد الدايرى على أن ليبيا تتطلع إلى أن يشهد اجتماع دول جوار ليبيا على المستوى الوزارى بالخرطوم توافقا بين الدول المشاركة حول أسس معينة بدون الخوض فى تجاذب لا يخدم المصلحة الوطنية الليبية وقضية ليبيا، وأكد وزير الخارجية الليبى أن "التجاذب الذى حدث فى الأشهر الماضية لا يخدم أحدا لا هذه الدول المتجاذبة من ناحية ولا قضية ليبيا من ناحية أخرى".

المشهد السياسى والأمنى الليبى

وعرض وزير الخارجية الليبى محمد الدايرى فى حديثه حقائق وملامح المشهد السياسى والامنى فى ليبيا حيث اكد أن هناك على المستوى الداخلى قضيتين أساسيتين أولهما هى التوصل لحل يفضى إلى بسط سيادة الدولة وإعادة الاستقرار السياسى والأمنى إلى ربوع ليبيا، وهو ما يحظى باهتمام الدول العربية، وعلى رأسها مصر وأيضا المجتمع الدولى من خلال المبعوث الدولى إلى ليبيا برناردينيو ليون.

وأشار فى هذا الصدد إلى أن هناك مسار "غدامس ١" الذى توقف، والآن يسعى المبعوث الدولى ليون إلى إطلاق "غدامس ٢".. وهو ينوى حسبما نعرف توسيع إطار المشاركة فى هذا المسار التفاوضى بأطراف أخرى غير الأطراف الأولى التى حضرت "غدامس ١" (حضرها ١٢ نائبا مقاطعين لاجتماعات طبرق و١٢ نائبا مشاركين فى طبرق).. وجدير بالذكر أن هناك ثلاثين نائبا رفضوا المشاركة فى اجتماعات مجلس النواب بطبرق وذلك من بين ١٨٨ نائبا فالأغلبية الساحقة تحضر اجتماعاته.

وأوضح الدايرى أن اجتهاد المبعوث الدولى ليون يرمى إلى إيجاد مسار تفاوضى بين المقاطعين وبين المشاركين فى إطار الشرعية.. والآن فإن برناردينيو ليون يسعى- بناء على ما يبدو أنه اجتهادات دولية وإقليمية- لتوسيع إطار المشاركة فى مسار "غدامس" إلى أطراف سياسية أخرى قد تكون فاعلة وقد تفضى إلى حل سياسى.

وأضاف إنه من الناحية الأخرى فإننى أشير إلى بيان مجلس النواب الصادر يوم الثلاثاء ١١ نوفمبر المنصرم الذى أشار إلى أنه يدعم الحل السياسى من ناحية ودعمه لمسار الامم المتحدة ممثلا فى برناردينو ليون من ناحية أخرى.

وقال الدايرى إن هذا البيان كان مهما للغاية بالنسبة لنا فى الدبلوماسية الليبية.

وأوضح وزير الخارجية الليبى انه فيما يتعلق بالشق الأمنى فإن هناك تحديات تتعلق وللأسف بالإرهاب وتتم عادة الإشارة إليه إعلاميا وعالميا من خلال مدينتى بنغازى ودرنة بحكم وجود أنصار الشرعية وجماعات "داعشية" أخرى أعلنت أنها منضوية تحت لواء "داعش" اعتبارا من الخامس من أكتوبر الماضى، مؤكدا أن إعلام "داعش" ظهرت وللأسف فى طرابلس يوم الأربعاء ١٩ نوفمبر المنصرم.

وأوضح الدايرى أن هذا يدعونا إلى القول بأن التركيز فقط على بنغازى ودرنة فقط أو على جنوب غرب ليبيا مثلما تركز بعض الجهات الغربية هو اجتهاد ضرورى ولكنه غير كامل بالنظر لوجود بؤر إرهابية أخرى فى غرب ليبيا كذلك، فأنصار الشريعة وللأسف ليست متواجدة فقط فى طرابلس وفى بنغازى ودرنة ولكنهم متواجدون أيضا فى بعض مناطق واقعة فى غرب ليبيا.

وأشار إلى أن أبلغ دليل على وجود الإرهاب فى غرب ليبيا كذلك هو ما حدث بالنسبة لاختطاف دبلوماسيين مصريين واختطاف السفير الأردنى لمدة طويلة فى طرابلس، وأخيرا فى الثالث عشر من نوفمبر الحادث البشع الذى استهدف سفارتى مصر والإمارات وهذه كلها أدلة أخرى على وجود الإرهاب فى هذه المنطقة من البلاد.

وأوضح وزير الخارجية الليبى أن تركيز الجيش الليبى ينصب حاليا على مدينة بنغازى، ولكن هذا لا يعنى أن مدينة درنة ستترك جانبا ولكن هناك جهدا سيتم بذله فى هذا الصدد.. لافتا إلى وجود اهتمام عربى ودولى بمناطق أخرى فى ليبيا يشوبها الإرهاب.

وردا على سؤال عما إذا كانت هناك جماعات ارهابية متشددة داخل ليبيا تتلقى دعما إقليميا ودوليا بالتمويل والسلاح.. أكد وزير الخارجية الليبى محمد الدايرى عن أنه كانت هناك فى السابق دولا إقليمية وذات تأثير فى منطقة الشرق الأوسط تقف وراء هذه الجماعات الإرهابية، كاشفا النقاب عن أن هناك تطمينات حديثة تلقتها الحكومة الليبية منذ أسابيع تفيد بأن هذا الدعم من جانب هذه القوى الإقليمية قد انتهى وأن هذه الدول أصبحت منضوية فى إطار دعم جهود المبعوث الدولى إلى ليبيا وجهود إقليمية أخرى لحل المسألة على أساس سياسى.

وأضاف الدايرى أن الحكومة الليبية تتابع هذا الموضوع وتتمنى إخلاص النوايا وصدقها، وأن ترفع هذه القوى الإقليمية يدها عن تقديم الدعم العسكرى والمال لبعض الجماعات والأطراف المتشددة فى ليبيا.

وأشار إلى أنه وفى الحقيقة فإن السلاح والأموال كانت تأتى لهذه الجماعات منذ فترة طويلة فضلا عن تركيز هذه الجماعات على تجميع السلاح منذ عام ٢٠١١.. قائلا "إن أحد مظاهر العبث السياسى والأمنى الذى تم فى ليبيا هو قرار سياسى بعدم استعادة بناء الجيش والشرطة الليبية".

وأوضح أنه كان هناك قرار سياسى- ولم يكن قرارا من جانب أغلبية الشعب الليبى التى تؤيد الشرعية الآن ممثلة فى مجلس النوب- ولكنه كان قرارا من بعض الجهات السياسية التى بدلا من إعادة بناء الجيش الليبى وقدراته اتجهت إلى بناء ما يسمى "بالدروع " وهى تشكيلات مسلحة لا تخضع فى الواقع إلى إطار نظامى.. وهذا هو ما تم للأسف وبالتالى فقد تمكنت هذه الجماعات الإرهابية من خلال تشكيلاتها المسلحة الجهوية والمؤدلجة من تجميع سلاح وكذلك التشكيلات الإرهابية تمكنت كذلك من تجميع سلاح على مدى هذه السنوات، فضلا عن عمليات الخطف التى تقوم بها حاليا لعدد من الأجانب بل ولبعض الليبيين للحصول على فدية مقابل إطلاق سراحهم، وكلها مظاهر موجودة للأسف فى ليبيا وتؤدى إلى حصول هذه الجماعات على أموال.

وحول الخطوة السياسية والعسكرية القادمة التى تستهدف الحكومة الليبية القيام بها.. قال الدايرى إن الخطوة السياسية هى التوصل إلى اتفاق يمكننا من عودة الحكومة المؤقتة إلى طرابلس وبسط شرعية الدولة على كل أراضى ليبيا.. قائلا "وربما يؤدى هذا إلى حكومة موسعة أخرى.. ولكن الإطار التفاوضى يقوده مجلس النواب فى هذه المرحلة".

وأشار وزير خارجية ليبيا إلى الزيارة التى قام بها رئيس مجلس النواب الليبى إلى القاهرة قبل أربعة أيام، حيث التقى بالمبعوث الدولى إلى ليبيا، بالإضافة إلى اجتماعه الهام مع الرئيس عبد الفتاح السيسى.

الأوضاع فى شرق ليبيا

وقال الوزير إنه على الصعيد العسكرى والأمنى فإننا مازلنا فى حرب ضد الإرهاب فى شرق ليبيا إضافة إلى أنه توجد بؤر إرهابية أخرى ينبغى استهدافها ولكن قدرات الجيش الليبى محدودة.

وأضاف "إننا ندعو العالم مثلما دعا الرئيس السيسى إلى دعم قدرات الجيش الليبى لمحاربة الإرهاب، وهو الأمر الذى أصبح موضوعا دوليا بعد قرار مجلس الأمن الصادر فى ٢٢ أغسطس الماضى بشأن "داعش" ومنظمات أخرى".. وأشاد الدايرى بقرار لجنة العقوبات بتوصيف "أنصار الشريعة" كمنظمة إرهابية.

وعما إذا كان هدف هذه المنظمات الإرهابية إقامة دولة خلافة ام تقسيم ليبيا.. قال وزير الخارجية الليبى إن المجموعتين الرئيسيتين وهما "أنصار الشريعة" أو المجموعات "الداعشية" التى ظهرت مؤخرا فى ليبيا هدفها إقليمى لإقامة ما يسمى بالخلافة الإسلامية، فالموضوع بالفعل فى إطار إقليمى يرتبط بتصور هذه القوى بوجود خلافة إسلامية، مشيرا فى هذا الصدد إلى أن أبو بكر البغدادى أعلن منتصف الشهر الماضى عن هذا المنهج وأن دولته سوف تمتد إلى ليبيا وتونس والجزائر.

وحول ما إذا كانت "داعش" بدأت تشكل حاليا- انطلاقا من ليبيا- جبهة مواجهة مباشرة مع الاتحاد الأوروبى.. أكد وزير الخارجية الليبى أن الديناميكية موجودة منذ فترة تقارب الثلاث سنوات فهناك جماعات لابأس بها من حيث العدد كانت تنطلق من ليبيا وتتجه إلى شمال سوريا للقتال وهذا كان عملا متواصلا على مدار الثلاث سنوات الماضية.

وأشار إلى أنه يقال حاليا إن زعيم تنظيم "داعش" فى ليبيا الآن هو شخص عراقى.. معتبرا أن الاتجاه المعاكس نحو ليبيا موجود فى أذهان المخططين للإرهاب فى سوريا والعراق.

وأكد الدايرى أنه إذا كان هناك خطر إرهابى على ليبيا وتونس والجزائر ومصر فهناك أخطار إرهاب على دول القارة الأوروبية.. موضحا أن الأوروبيين بدأوا يدركون ذلك بدرجات متفاوتة لاسيما من جانب فرنسا وإيطاليا.

وأعرب عن اعتقاده بأن هناك الآن اهتماما متزايدا بظاهرة الإرهاب فى ليبيا خاصة أن بعض المنظمات فى درنة أعلنت انضوائها تحت لواء "داعش" فى أكتوبر الماضى.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة