مأساة عمال وأسر 120 ألف ورشة لصناعة الأثاث بدمياط.. ارتفاع أسعار الخامات والدولار وركود السوق تتسبب فى إغلاق مئات الورش.. قلعة صناعة الأثاث مهددة بالانهيار بعد هجرة العمال والصنايعية

تتعرض ورش صناعة الأثاث بدمياط والبالغ عددها أكثر من 120 ألف ورشة لحالة من الركود والكساد التى تسيطر على سوق صناعة الأثاث، وما يترتب عليه من صناعات أخرى منذ ما يقرب من 3 أسابيع، ويرجع السبب إلى ارتفاع أسعار المواد الخام وخاصة الأخشاب بمختلف أنواعها والأبلاكش التى شهدت ارتفاعا ملحوظا فى الأسعار وبصورة مفاجئة خلال الفترة الأخيرة، وهو ما أدى إلى تعطل العمل داخل الورش بعد رفض التجار والصناع الاستجابة إلى هذه الزيا دات المستمرة.

وسجلت أسعار كافة أنواع الأخشاب ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، حيث بلغت أسعار الخشب السويدى إلى 2800 جنيه للمتر المكعب بدلاً من 2200 جنيه، وأسعار الخشب الزان القصير ارتفعت إلى 3000 جنيه بدلا من 2800 جنيه للمتر المكعب، وارتفع سعر الزان الطويل إلى 3600 جنيه بدلا من 3300 جنيه للمتر المكعب.

وكذلك ارتفاع أسعار أخشاب البياض الرومانى حيث وصلت إلى 2000 جنيه بدلا من 1800 جنيه للمتر المكعب وارتفع سعر خشب البياض الفنلندى إلى 2300 جنيه بدلا من 2100 جنيه للمتر المكعب، ووصل سعر لوح الأبلكاش الكورى إلى 42 جنيهاً بدلا من 37 جنيهاً، كما ارتفع سعر لوح الأبلكاش الروسى بنفس المعدل تقريبا، ليصل إلى 40 جنيهاً واللوح الفنلندى إلى 48 جنيهاً.

ويقول أيهاب الحادق أحد الصناع: "إن أغلب مستوردى الأخشاب والأبلكاش يقومون باستيراده من دولة رومانيا، على الرغم من ارتفاع سعره عن باقى الدول الأخرى مثل "كرواتيا وأوكرانيا" التى يوجد بها أخشاب جودتها أعلى وسعرها منخفض عنها، وأضاف أن دمياط بها حيتان لتجارة الأخشاب سيطروا على الأسواق وتحكموا فى أسعار السوق على حساب الصناعة والصانع الصغير .

يقول مجدى مجد تاجر أخشاب مشكلة أساسية وهى المستورد وسعر الدولار، لأن الأخشاب يتحكم فيها سعر الدولار حسب العرض والطلب وعند زيادة حجم الوارد ينخفض سعر الأخشاب، ولكن فترة شحية المستورد يتفق التجار على زيادة الأسعار للحفاظ على نسبة الأرباح.

يقول عيسى الشرقاوى مصنع أثاث: "الأربع سنوات ما بعد ثورة يناير شهدت دمياط أسوء فترات الصناعة وهو ما ترتب عليه وقف الحال وانتشار البطالة"، وأضاف، الخامات تتزايد بارتفاع غير مسبوق والكساد واستيراد الأثاث المستورد "التركى والصينى " عوامل أثرت بالسلب على الصانع الصغير، بالإضافة لغياب دور الدولة وعدم توافر منافذ جديدة للتسويق وبيع المنتج إصابة المحافظة بحالة من الركود.

وأضاف محمد مسلم رئيس نقابة صناع الأثاث بدمياط: "أن الدولة لعبت دورا كبيرت فى توفير الخامات بأسعار تنافسية عن طريق الهيئة العربية للتصنيع، وتم فتح عدة أفرع فى دمياط لخدمة الصانع وأهم هذه الخامات هى خامات الدهان والتشطيب، ولكن احتكار سوق الأخشاب لصالح كبار التجار والمستوردين هو أمر لم يعد يقبل التهاون فيه بعد تأثر الصناعة بشكل كبير فى دمياط وإغلاق عدد من الورش والمعارض أبوابها".

وأضاف أنه لابد من وضع سياسة ورؤية عامة لاستيراد الأخشاب عن طريق وزارة الصناعة، وكذلك تنوع مصادر الاستيراد لمنع الاحتكار، مطالبا بوقف استيراد من رومانيا لارتفاع سعره.

وأشار مسلم إلى أنه عقد برتوكول تعاون مع وزارة الإنتاج الحربى لإنتاج مليون تخته، لمواجهة حالة الكساد، بحيث يكون نصيب الصناع ما بين 20:25 جنيها فى التخته الواحدة.

ويضيف المهندس جمال مارية رئيس جمعية حماية المستهلك: "لابد من تدخل أجهزة الدولة لحماية الصانع الصغير ومنع الاحتكار، وتحديد دول المصدر لاستيراد أخشاب تليق بسمعة الأثاث الدمياطى، وكذلك لابد من وضع قيمة تقديرية للأسعار ولا يترك السوق حرا، لأن تدهور الصناعة فى دمياط وما يترب عليها من إغلاق الورش يضر بالاقتصاد المصرى ويخلف البطالة بين أعداد كبيرة من الحرفين المهرة".

من جانبه وعد اللواء محمد عبد اللطيف منصور محافظ دمياط ببحث هذه المشكلة مع الجهات المختصة من وزارة الصناعة والغرفة التجارية والإنتاج الحربى لبحث أفضل الحلول، كما تم التعامل مع خامات الدهانات والتى تم توفير عدة منافذ لها بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربى و بأسعار مخفضة مضيفا ان الفترة القادمة ستشهد رواجا لسوق الأثاث بدمياط بعد أن أصبحت دمياط على الخريطة العالمية بعد إعلان رئيس الجمهورية تدشين مشروع المركز اللوجيستى العالمى لتخزين وتدول الحبوب والغلال بدمياط.


خلال تدشين البرنامج التمويلى لورش الأثاث بدمياط.. فخرى عبد النور: 952 مصنعا أعلنت توقفها عن العمل.. وسأسعى لتسويق الأثاث الدمياطى خلال زيارتى لروسيا.. ومحافظ دمياط: نسعى لتحويل دمياط لمركز تجارى عالمى