مثقفون: عبد الرحمن مقلد طاقة إبداعیة وموهبة حقیقیة

عقد، أمس، قصر ثقافة دمياط، ندوة لمناقشة ديوان "نشيد للحفاظ على البطء" للشاعر عبد الرحمن مقلد، وسط حضور عدد من مثقفى دمياط منهم الروائى والكاتب محسن يونس والكاتب الشاب محمد سامى البوهى، وناقش الديوان كل من الكاتب والروائى سمير الفيل والروائى والناقد أحمد إبراهيم الشريف.

جاء ذلك بعد أن أصدر موقع الشعر والذى يديره الشاعر المصرى هشام الصياحى، مؤخرا، نسخة إلكترونية من ديوان "نشيد للحفاظ على البطء" والذى صدر عام 2011 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وفاز بالمسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة، وأشادت به لجنة التحكيم مؤكدة فى بيانها، عن طاقة إبداعیة وموهبة حقیقیة وتمكن طیع فى التعامل مع أدوات الإبداع الشعرى

وقدم سمير الفيل، قراءة متميزة للديوان أحاطت بكثير من القضايا الجمالية والفكرية فى الديوان، واقتربت إلى حد كبير من الدوائر النصية التى اعتمدها عبدالرحمن مقلد لضرب فكرة النموذج، مستهدفا حالة خاصة من الشعرية المزاحة، حيث يعتمد جهده الفنى على تفجير شعرية منسية، تخص الداخل أكثر مما تعتنى بالخارج.

كما كشف الكاتب والروائى سمير الفيل بقراءته للديوان عن خطاب يعتمد عناصر تحتفى ببنى جمالية فى طور التشكل الدائم، لا تستقر على حال، ولا تدعى الكمال، ولا هى تبنى دلالاتها عبر الأطر المتوارثة، والأشكال الصارخة فى تكرارها استعاريا، وإيقاعيا، ومن هنا جاء الاختلاف الذى تميز به ديوان عبد الرحمن مقلد.

بينما أكد الروائى والناقد أحمد إبراهيم الشريف، أن الديوان تملأه الرؤية التى تحتوى حكمة ناتجة عن تجربة مكتملة، فعبد الرحمن فى الديوان يعرف لماذا وجد الشعر ولماذا كتبه الإنسان. . بالطبع ليس لأنه لم يجد ما يفعله. . لكنه كتب لأن الحياة لا تستقيم إلا بالشعر. . لأن هناك صيادين فقراء تائهة مراكب صيدهم فى انتظار أن يشعل عبد الرحمن مقلد فنار قصيدته ليصلوا. . ولأن هناك نساء ساحليات يستحقنن أن يعشقن فى هذا الحياة كى يصبح للحياة معنى وكى تكتمل رجولة العالم وإنسانيته.. وأن هناك فقراء جف ريقهم فى انتظار كلمة صبر من فم الشاعر كى يحس بهم العابرون أو حتى شركاؤهم فى الغرف الضيقة.. وهناك الحياة التى تسرق منا أرواحنا دون أن ننتبه.. وهناك البحر وراء كل ذلك فى انتظار ما يكتبه "مقلد" أو كما قال هو "يغنيه".

وعرض الروائى والناقد أحمد إبراهيم، للإنسانية التى يمتلئ بها الديوان، وللحكمة التى تميز بها عبد الرحمن مقلد رغم أن ديوان "نشيد للحفاظ على البطء" هو الديوان الأول لعبد الرحمن مقلد إلا أنه يخلو من العيوب التى عادة ما تسقط فيها الدواوين الأولى.

يذكر أن ديوان "نشيد للحفاظ على البطء" صدر عن هيئة قصور الثقافة 2011 وحصل على المركز الأول فى المسابقة المركزية.