زيارة الرئيس إلى الصين تفتح آفاق نحو انطلاقة اقتصادية كبرى لمصر.. خبراء يتوقعون ارتفاع الاستثمار الصينى لـ100 مليار دولار خلال 5 سنوات.. والسياحة الصينية تزيد لمليون سائح بأرباح 5 مليارات دولار سنويا

توقع خبراء الاقتصاد أن تحقق زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للصين نتائج مذهلة نظرا لحجم الاقتصاد الصينى، وتزامنا مع الظروف الحالية المرتبطة بانخفاض أسعار البترول عالميا وانخفاض النمو الصينى لنحو 7,4% من 11،2%.

ورأى الخبراء وبعض المسؤلين أن الشراكة مع الصين ستحقق استثمارات تتراوح من 60 إلى 100 مليار دولار خلال الخمس سنوات القادمة وما يعزرها حجم السياحة الصينية لمصر.

ففى حال وصول السياحة لأكثر من 3 ملايين سائح، ستدر ما يترواح من 12 إلى 18 مليار دولار سنويا.

من جانبه يؤكد الدكتور حسن فهمى رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة أن زيارة الرئيس فتحت آفاقا واسعة أمام الاقتصاد المصرى وفتحت مشروعات عملاقة ستنفذها الصين فى مصر بما تملك من قدرات مالية كبيرة وخبرات عالمية فى مجالات الطاقة والسكة الحديد والصناعات المتنوعة.

وقال رئيس الهيئة العامة للاستثمار لـ"اليوم السابع" إنه يتوقع أن يتضاعف حجم الاستثمار الصينى فى مصر على الأقل 3 مرات الفترة القادمة.

وقال رئيس الهيئة العامة للاستثمار إن زيارة الرئيس أكدت على أهمية موقع مصر فى ظل وجود مشروع عملاق مثل قناة السويس بخلاف المشروعات العملاقة لتخزين الغلال وأيضا اعتبار مصر نواة لكل أسواق أفريقيا.

وأضاف رئيس الهيئة العامة للاستثمار إنه مع الاستفادة الكبيرة لمصر فإن الصين أيضا ستستفيد من السوق المصرى الكبير ومن موقعنا وما نملكه من خامات استراتيجية وصناعات هامة، واعتبر أن زيارة الرئيس بمثابة انطلاقة اقتصادية عملاقة لمصر وسيكون لها نتائج إيجابية للغاية الفترة القادمة وفور تنفيذ بنود الاتفاقيات المشتركة.

من جانبه قال الدكتور مصطفى النشرتى أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة مصر الدولية إن نجاح زيارة الرئيس للصين بسبب التخطيط الجدى لها والإعداد المناسب قبل الزيارة خاصة فى مجالات الطاقة والسكك الحديدية والسياحة.

وأضاف أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة مصر الدولية لـ"اليوم السابع" إنه تم توقيع استراتيجية شراكة وإنشاء عدة محطات لتوليد الكهرباء باستخدام تكنولوجيا نظيفة والرياح والشمسية والفحم بخلاف اتفاقيات لجذب السياحة وخط طيران مباشر لبكين واتفاقيات أخرى تتعلق بالتعليم الفنى لتخريج خبراء لتشغيل المصانع، وبحث إنشاء جامعة صينية فى مصر كل ذلك يصب فى مصلحة مصر التى قامت بتغيير نموذج التنمية والاعتماد على مشروعات عملاقة، منوها إلى أن الصين بحاجة إلى رمال سيناء البيضاء الأولى فى العالم لإنتاج السيلكون وبحاجة أن نستورد فحمها لتشغيل مصانعنا سواء الأسمنت أو محطات الطاقة.

وكشف أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة مصر الدولية أنه يتوقع أن يصل الاستثمار والتبادل المصرى الصينى إلى نحو 100 مليار دولار خلال 5 سنوات فى ظل حرص الصين على تنويع الاستثمار فى الفائض الاقتصادى لديها وأغلبه فى صورة سندات بأمريكا.


ولذا هى أيضا ترغب فى تنمية الاستثمارات فى الدول التى لديها مزايا مثل مصر.

وكشف أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة مصر الدولية أن الصين قطعا ستسغل مشروع فوسفات أبو طرطور لتصنيع الأسمدة وتصديرها لكافة دول العالم، بالإضافة إلى تحديث شبكات الكهرباء وخطوط السكة الحديد وتحويلها لشبكة إلكترونية بدلا من يدوية وهى لديها خبرات كبيرة فى هذا المجال، علاوة على إمكانية الإنجاز فى وقت قياسى وبأسعار تنافسية.

وقال أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة مصر الدولية إن جذب السياحة الصينية لمصر مهم من خلال توقيع شراكة مع كبرى الشركات للبدء فى تشغيل خط جوى مباشر من القاهرة لبكين.

الدكتور أحمد عبد الحافظ الخبير الاقتصادى والاستاذ بجامعة 6 أكتوبر يتوقع أن تكون نتائج زيارة الرئيس للصين سريعة الأثر وتحقق كحد أدنى 30 مليار دولار خلال سنتين ويمكن أن تتضاعف تصل لـ 60 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة شريطة إتمام كافة الاتفاقيات مع الجانب الصينى.

وكشف الخبير الاقتصادى إن الصين وأغلب رجال العمال باتوا ينظرون لمصر بعد رفع تصنيفها الإنمائى من قبل المؤسسات الدولية، ويصب فى مصلحة مصر أيضا انخفاض أسعار النفط وهبوط قيمة بعض العملات العالمية مثل الروبل الروسى مما يمهد لجذب ملايين السياح لمصر التى تعد من المقاصد منخفضة الأسعار مقارنة بدول مثل أسبانيا وفرنسا.

وقال الخبير الاقتصادى لـ"اليوم السابع" إن الزيارة هامة وإيجابية جدا وستساهم فى جذب السياحة الصينية لمصر بما يحقق ما لا يقل عن 5 مليارات دولار سنويا حال تشغيل خطوط طيران مباشرة ومنح مزايا للسياح الصينيين.

وتحدث سونج أيقوة سفير الصين بالقاهرة عن العلاقات التجارية بين البلدين، وقال إنه فى عام 2013، تجاوز لأول مرة حجم التبادل التجارة 10 مليارات دولار، مما جعل الصين أول شريك تجارى لمصر، وفى الأشهر العشر الماضية تم توقيع عقود مشاريع مقاولات بين البلدين بمليار و340 مليون دولار بزيادة 12% مقارنة بالعام الماضى فى نفس الفترة، وازداد الاستثمار غير المباشر من الصين إلى مصر 67 مليون و100 ألف دولار بزيادة 36% مقارنة بالأعوام الماضى"، موضحاً أن السفارة المصرية ببكين ترتب لهذه الزيارة التى تمثل انطلاقة جديدة للعلاقات الصينية المصرية.

وبلغ إجمالى الاستثمارات الصينية فى مصر 8.3 مليار دولار خلال الأعوام (2007- 2012) تتركز فى قطاعات المشروعات الصناعية والإنشائية والخدمات، مشيرا إلى أن العام المقبل سيشهد افتتاح 4 مشروعات صينية جديدة فى مصر بإجمالى استثمارات تتعدى 300 مليون دولار.

يقدر حجم الاستثمارات الصينية فى مصر بنحو 471.19 مليون دولار فى الفترة ما بين 1970/1/1حتى 2014/10/30 بعدد شركات 1206 شركة وذلك، وفقا للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.

ويأتى القطاع الصناعى فى المرتبة الأولى باستثمارات تبلغ 276 مليون دولار بعدد 632 شركة، وتبلغ حجم الاستثمارات فى القطاع الخدمى 83.82 مليون دولار بعدد شركات 381 شركة، وتحتل الاستثمارات الإنشائية المرتبة الثالثة بـ82.40 مليون دولار بـ59 شركة، تليها الاستثمارات فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 13 مليون دولار وعدد شركات مؤسسة 76 شركة، تحتل الاستثمارت الزراعية المرتبة الخامسة 12.07 مليون دولار بعدد شركات 45 شركة، وتحتل المرتبة السادسة والأخيرة الاستثمارات الزراعية بعدد شركات 13 شركة باستثمارات 3.57 مليون دولار.

وتقدر الاستثمارات الصينية فى مصر وحجم التبادل التجارى بلغ نحو 10 مليارات دولار منها قرابة 2 مليار دولار فقط صادرات مصرية.

وارتفعت معدلات التبادل التجارى بين مصر والصين من 6.2 مليار دولار فى عام 2008 وصولا إلى 9.5 مليار دولار فى عام 2012، فيما يبلغ إجمالى الاستثمارات الصينية فى مصر 8.3 مليار دولار خلال الأعوام 2007/ 2012 وتتركز معظمها فى قطاعات المشروعات الصناعية والإنشائية والخدمات.

وترتكز الاستثمارات الصينية فى قطاعات المشروعات الصناعية والإنشائية والخدمات بالإضافة إلى استثمارات متوقعة بـ مليار و500 مليون دولار بمنطقة خليج السويس إضافة إلى 500 مليون دولار من الصين التى تسعى بدورها من خلال "شركة إيجيبت تيدا الصينية "على تنمية 6 كيلومترات مربعة فى المنطقة الاقتصادية لشمال غرب خليج السويس والتى تبلغ مساحة تطوير المرحلة الأولى منها 20 كيلومترا مربعا.

وستبلغ "استثمارات تيدا الصينية فى البنية التحتية لتنمية 6 كيلومترات، وتسعى تيدا لجذب ما يتراوح بين 150 و180 شركة فى المنطقة - التى ستطورها على ثلاثة مراحل - وستعمل تلك الشركات فى مجالات تجميع السيارات وصناعات الدواء والنسيج والبلاستيك ومستلزمات البترول.

كما أشارت إحصائيات وزارة الاستثمار المصرية إلى أن عدد الشركات العاملة فى مصر التى تساهم فيها الاستثمارات الصينية 1197 شركة حتى مايو 2014، بمساهمات فى رءوس أموال تبلغ 473 مليون دولار تقريبا وعمالة تصل إلى 10 آلاف عامل.

وتطبيقا لهذه الفكرة، طرح الرئيس شى جين بينج فى العام الماضى مبادرة" الحزام والطريق"، مؤكدا أن الصين ستعمل على تسريع بناء الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الـ21 وستعزز التعاون مع الدول المعنية، ومعلنا فى نوفمبر الماضى مبادرة إنشاء البنك الأسيوى للاستثمار فى البنية التحتية وتخصيص الصين 40 مليار دولار أمريكى لإنشاء صندوق طريق الحرير لمساعدة الدول المعنية بهذه المبادرة.

وفى حقيقة الأمر، يوصف التعاون بين الصين ومصر فى قطاعى الاقتصاد والتجارة بأنه مثمر للغاية مع كون الصين الآن أكبر شريك تجارى لمصر حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين فى عام 2014 حوالى 11.5 مليار دولار أمريكى، ودخول المنتجات صينية الصنع منازل الملايين من المصريين لتسهل حياتهم اليومية، وتواجد الشركات والمؤسسات الصينية مع الشعب المصرى حتى فى حالة عدم الاستقرار التى شهدتها مصر فى الفترة الماضية. إن مصر تعمل بجد الآن لكى ترسم طريق التنمية الملائم لخصائصها الوطنية وتقوم بكل ما فى وسعها لجذب الاستثمارات وإصلاح الاقتصاد، وتنتهج سياسة تجارية تعتمد على التوجه للخارج نظرا لكون التعاون الخارجى أفضل السبل للحصول على خبرات جديدة وتكنولوجيات فائقة وأفكار متطورة لبلوغ أعلى مستويات النهضة والتنمية.

وشهد الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، منذ قليل، توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة النقل وشركة إفيك إنترناشيونال لإنشاء خط القطار (السلام- بلبيس)، كما شهد توقيع مذكرة تفاهم أخرى لإعادة تأهيل وصيانة السكك الحديدية. كما شهد الرئيس السيسى، تسليم خطابى تعاون من وزير التموين والتجارة الداخلية خالد حنفى، إلى رئيس شركة شينا الصينية، لإنشاء مركز صوامع لتخزين الحبوب فى دمياط وبناء مدينة متكاملة فى دمياط. ووقع الجانب المصرى مع الصين مذكرة تفاهم لإنشاء مصنع لتحويل قش الأرز إلى ورق بمحافظة البحيرة، ومذكرة تفاهم فى مجال الشبكات الذكية. (تحديث1) بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم فى مجال توليد الطاقة باستخدام الفحم، ومذكرة تفاهم فى مجال توليد الطاقة الكهرومائية على نهر النيل، ومذكرة تفاهم بين الشركة القابضة للكهرباء ومجموعة السويدى، وشركة إفيك انترناشيونال، ومذكرة تفاهم فى مجال إنتاج الطاقة الشمسية، ومذكرة تفاهم بشأن تطوير وإعادة تأهيل ورش أبو ضاحى بالتبين للسكة الحديد، ومذكرة تفاهم بشأن إعادة تأهيل وصيانة وتمهيد الطرق باستخدام التكنولوجيا الحديثة


موضوعات متعلقة..
تفاصيل ثالث أيام زيارة الرئيس للصين.. السيسى يشهد توقيع 30 اتفاقية تعاون أبرزها إنشاء القطار فائق السرعة.. ويزور الحزب الشيوعى.. ويجتمع مع رئيس الوزراء الصينى.. ويلتقى ممثلى شركات السياحة الصينية