"أمراض القلب عند الأطفال"، من الأمراض التى لها تأثير كبير على صحتهم، وفى بعض الأحيان تجعلهم غير قادرين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعى، مما يؤثر على الحالة النفسية للطفل والأهل.
فى التقرير التالى نحاول إلقاء الضوء على أمراض القلب عند الأطفال وأسبابها، وكيفية اكتشافها، والتعامل معها.
وحول هذا يقول الدكتور أشرف عصمت استاذ جراحة القلب بكلية طب قصر العينى، إن أمراض القلب من أشهر الأمراض التى تصيب الأطفال، وأغلبها بسبب العيوب الخلقية فى القلب، ومنها عيوب بسيطة وأخرى مركبة، كوجود ثقب بين الأذينين والبطينين، والعيوب المركبة رباعى فالوت، لافتا إلى أن هذه العيوب لها عدة أسباب ومنها العامل الوراثى وزواج الأقارب أو تعاطى الأم بعض الأدوية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، والتعرض للأشعة والتلوث.
ويستكمل د. أشرف أنه للاكتشاف المبكر لإصابة الأطفال حديثى الولادة بأمراض القلب يجب فحص الطفل من قبل طبيب الأطفال، وعند ملاحظة أى أعراض كالنهجان ووجود زرقان فى الشفاه، فى هذه الحالة يتم عرض الطفل على طبيب أطفال متخصص فى أمراض القلب.
يتابع استاذ جراحة القلب أنه لتشخيص إصابة الأطفال بأمراض القلب، يجب إجراء أشعة موجات فوق صوتية، وفى حالة إصابة الطفل بالعيوب الخلقية المركبة يكون العلاج عن طريق عمل قسطرة على القلب، وعلى حسب نوع العيب الخلقى أو المرض يكون العلاج بالقسطرة أو بالتدخل الجراحى، وفى حالة إذا كانت الإصابة بضيق فى الصمام الرئوى فيكون العلاج عن طريق التوسيع بالبالون.
وفى نفس السياق يذكر الدكتور محمد فريد الجندى استاذ ورئيس أقسام القلب بمعهد القلب القومى، أنه من الضرورى فحص الجنين داخل بطن الأم لتجنب إصابته بعد الولادة من أية عيوب خلقية تصيب القلب، حيث يتم التعرف على العيوب الخلقية التى تصيب الطفل وهو داخل رحم الأم من خلال الموجات الصوتية على قلب الجنين أثناء الحمل، وفى حالة اكتشاف إصابة الطفل بعيب خلقى وهو داخل رحم الأم فيتم إجراء جراحة للجنين وإصلاح العيوب الخلقية أثناء الحمل وإعادته مرة أخرى لإكمال نموه.
ويشير د. محمد إلى أنه للتعرف على العيوب الخلقية أو اكتشاف مشكلة فى القلب عند الأطفال بعد الولادة فيكون ذلك من خلال ظهور عدة أعراض، كوجود زرقان فى لون الطفل أو أصوات غريبة فى القلب، مؤكدا أن ظهور زرقان فى اللون بعد الولادة بشكل مباشر يعد دليلا على عيوب خلقية مركبة فى القلب كاختلاف وضع الشرايين.
ومن جانبه يوضح الدكتور محمد عبد الرازق استشارى أمراض القلب، أنه لم يعد الطفل المصاب بأمراض القلب يمثل عبئا على الأسرة كما كان سابقا، فمع التقدم فى أساليب العلاج والقسطرة التشخيصية والعلاجية والعمليات الجراحية، تصل نسبة نجاح القسطرة العلاجية وجراحات القلب المفتوح للأطفال بمستشفيات الأطفال إلى 90%، حيث إنه يتم إجراء ما يتراوح بين 1200 و1500 جراحة سنويا للأطفال وجميعها عمليات قلب مفتوح تتعلق بالعيوب الخلقية البسيطة منها والمعقدة، كما يجرى مثلها بالمستشفيات الجامعية فى مختلف أقاليم مصر، لافتا إلى أن نسب نجاح عمليات القلب المفتوح بمصر تقترب من معدلاتها فى الدول المتقدمة.
ويشدد د. محمد على دور الأسرة فى رعاية الطفل المصاب بالقلب وخاصة الأم، مؤكدا أن هؤلاء الأطفال يكونون أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والنزلات الشعبية فى الشتاء ، وللأم دور بارز فى تعليمه كيفية استخدام أجهزة استنشاق الرزار المحمل بالدواء، وكذلك البخاخات العلاجية، مع تعليمه كيفية الاستنشاق بعمق، مشيرا إلى أن الأطفال المصابين بأمراض القلب يحتاجون إلى سعرات حرارية قد تصل إلى الضعف عن الطفل العادى ويجب أن يكون الغذاء متوازناً ويحتوى على الفتيتامينات والأملاح المعدنية والأطفال عموما يحتاجون إلى سعرات حرارية عالية محتوية على البروتينات لبناء الجسم.
كما ينصح الأم بمراعاة جداول التطعيمات الدورية والتطعيمات المنشطة فمرضى القلب من الأطفال الأكثر عرضة للأمراض المعدية عنهم فى الأطفال الطبيعيين، ومن الضرورى مراجعة مراكز الأمومة والطفولة لمتابعة قياسات النمو لدى الأطفال، خاصة مرضى القلب، واتباع تعليمات الاستشارى حتى ينعم أطفالنا مرضى القلب بصحة جيدة.
أبو قلب رقيق وصغير.. تعرف على أسرار وجع قلوب الصغار.. زرقان الجلد والنهجان مؤشران لإصابة الطفل بأمراض القلب.. والمصابون أكثر عرضة للأمراض المعدية ونزلات البرد.. ونصائح ذهبية للحفاظ على صحة ابنك المصاب
الأحد، 28 ديسمبر 2014 05:57 م
طفل - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة