بمشاركة علماء دين وممثلى الكنائس الشرقية وإيران والفاتيكان..الأزهر يطلق مؤتمرا عالميا لمواجهة الإرهاب..أحمد الطيب:الإسلام حرم قتل النفس أيا كان دينها.. و"داعش"يرتكب جرائم نكراء لتصدير إسلامهم المغشوش

الأربعاء، 03 ديسمبر 2014 04:17 م
بمشاركة علماء دين وممثلى الكنائس الشرقية وإيران والفاتيكان..الأزهر يطلق مؤتمرا عالميا لمواجهة الإرهاب..أحمد الطيب:الإسلام حرم قتل النفس أيا كان دينها.. و"داعش"يرتكب جرائم نكراء لتصدير إسلامهم المغشوش جانب من المؤتمر
كتب لؤى على تصوير حسن محمد حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن تنظيم "داعش" يرتكب جرائم بربرية نكراء لمحاولة تصدير إسلامهم المغشوش بالذبح وقطع رأس كل من يخالفهم الرأى، مضيفا: "لقد تجاوز التطرف الذى تقوده بعض الجماعات كل الأعراف".


 شيخ الأزهر والبابا تواضروس وكبار علماء المسلمين يفتتحون مؤتمر الأزهر لمواجهة الإرهاب<br>
شيخ الأزهر والبابا تواضروس وكبار علماء المسلمين يفتتحون مؤتمر الأزهر لمواجهة الإرهاب


وأضاف: "إن ما نعانيه اليوم مؤامرة من مؤامرات الأعداء على منطقة الشرق الأوسط لصالح إسرائيل وبقائها الدولة الأغنى فى المنطقة"، موضحا أنه تم غزو العراق عام 2003 تحت أسباب ملفقة، مشيرا إلى أن هناك أطرافا ترغب فى إبقاء العرب فى حالة هزال وضعف وانتشار الحروب بها.

جاء ذلك خلال فعاليات ملتقى الأزهر الشريف فى مواجهة الإرهاب والتطرف، مؤتمر "فى تاريخ الأزهر" بحضور 700 عالم دين إسلامى ومسيحى من 120 دولة لبحث سبل مواجهة الإرهاب والتطرف.


 المفتيان الأسبق والحالى ووزير الأوقاف وعلماء المسلمين فى حضور المؤتمر<br>
المفتيان الأسبق والحالى ووزير الأوقاف وعلماء المسلمين فى حضور المؤتمر


وأكد "الطيب"، أن الإسلام حرم الاعتداء على النفس الإنسانية، أيا كان دينها، وفى هذا إقرار بمبدأ التعايش السلمى، موضحا أن الإمامة أو الخلافة من مسائل الفروع، وليست من مسائل الأصول وأصغر طالب بالأزهر الشريف يحفظ عن ظهر قلب، قائلا "الإمامة ليست من أصول الديانات والعقائد وهى من الفروع".

 الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر<br>
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر


وتابع: "إن ما جمع كل التنظيمات الإرهابية هو تكفير المسلمين واستحلال دمائهم بعد ذلك، استنادًا إلى فهم خاطئ منحرف لنصوص الكتاب والسنة بعد تحريفهم مفهوم الكفر والانحراف عن معناه الصحيح ومعنى الإيمان الذى حدده النبى صلى الله عليه وسلم"، مضيفا "حيثُما قلَّبتَ النَّظَرَ فى خريطةِ الشرقِ الأوسطِ فإنَّه يَرُوعُك هذا الوضعُ المَأساوى، والذى يُعييك البحثُ فيه عن سببٍ منطقى واحدٍ يُبرِّرُ هذا التدميرَ المُتعمَّدَ الذى حاقَ بالأرواحِ والدِّيارِ والإنسانِ، وراحَ يَستهدِفُ تفتيتَ أُمَّةٍ، وفناءَ حضارةٍ، وزَوالَ تاريخٍ. والأزهرَ الشريفَ يُقدِّرُ حَقَّ التقديرِ جُهودَ خادمِ الحَرَمَيْنِ الشريفينِ فى سعيِه الدَّؤُوبِ لجَمعِ الشَّملِ العربى فى مُواجهةِ التحدِّياتِ والأخطاِر التى تُحدِقُ بالأُمَّةِ".

 عشرات الوفود يتابعون المؤتمر<br>
عشرات الوفود يتابعون المؤتمر


وقال: "إنَّنى لأُسائِلُ نفسى وزائرى ليلَ نهارَ عن أسبابِ هذه المِحنةِ العرَبيَّةِ، وهذه الفتنةِ العَمياءِ المَمزُوجةِ برائحةِ الدَّمِ والموتِ، والتفجيراتِ، وقطعِ رُؤوسِ البَشَرِ، والتهجيرِ بالمَلايين والتَّدميرِ للعُمران والأوطانِ فى وَحشيةٍ لم يَعرِفْها التاريخُ من قَبلُ، ولَن يَعرِفَها مُستَقبَلاً لغيرِ هذه الفصائلِ الطارئةِ علينا وعلى حَضارتِنا وثقافتِنا، والتى تَجاوَزت كلَّ الحُدودِ التى رسَمَتْها الأديانُ والأخلاقُ والأعرافُ الإنسانيَّةُ، وهذه الحدودُ هى فَرقُ ما بينَ الوحشِ المُفترِسِ، وبينَ الإنسانِ العاقلِ المُفكِّرِ".

وأوضح أن "نظريَّةَ المُؤامَرةِ ليست هى كلَّ ما هنالك، فهناك سَببٌ أعمَقُ يَذهبُ بَعيدًا فى أطواءِ تاريخِنا العربى والإسلامىِّ، ويَكادُ يَكونُ مَنهجًا ثابتاً فى علاقاتِنا الداخليَّةِ، ذلكم هو مَنهجُ الفِرقةِ والتنازُعِ والاختلافِ، ولا أُريدُ أن أتوَقَّفَ قليلاً ولا كثيرًا عند هذه الآفةِ التى حذَّرَنا القُرآنُ الكريمُ من مَغبَّتِها المُهلِكةِ، وذلك فى قولِه تعالى: "وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ أن اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" {الأنفال/46}.

واستطرد الأمام الأكبر، أن "أمَّتنا رغمَ ما خَصَّنا اللهُ به من بينِ سائرِ الأُمَمِ بمُقوِّماتِ الوحدةِ والاتِّحادِ، من لغةٍ وجنسٍ وعِرقٍ ودِينٍ وتاريخٍ وجُغرافيا أيضًا، وبرغم جامعتِنا العربيَّةِ ومُنظَّمةِ التعاوُنِ الإسلامىَّ، وقد مضى على إنشائِهما أكثرُ من نصف قرنٍ، فلا نزالُ نفتقرُ إلى اتِّحادٍ يُشبه الاتحادَ الأوربىِّ، وهو أمرٌ مُمكِن، وليس من عِدادِ المُستَحِيلاتِ، ولا يَحتاجُ إلَّا إلى صِدقِ النَّوايا والنَّظرةِ البَعِيدةِ واستِبعادِ الخِلافاتِ البَيْنيَّةِ، والعربُ لا شَكَّ مُؤهَّلون، بل قادِرون على صُنع هذا الاتِّحادِ أن أرادوا".

وأشار أن "الذى يجمعُ هؤلاء جميعًا قاسمٌ مُشتَرَك يَتمسَّكون به، يَحكُم كلَّ جَرائِمهم هو: تكفيرُ المسلمين بالذنبِ ثم استحلال دِمائِهم بعدَ ذلك، وهو يُعيد إلى الأذهانِ مذاهبَ قديمةً طَواها التاريخُ، قتَلت المسلمين بعدَ أن رمَتْهم بالكُفرِ والخُروج من الإسلامِ استنادًا إلى فَهمٍ خاطئٍ ومُنحرِفٍ لنصوصِ الكتاب والسُّنَّة.. وهؤلاء الغُلاةُ الجُدُد ينطَلِقون من هذا المُعتقَدِ نفسِه، بعد تحريفِهم مفهوم "الكفر" والانحرافِ به عن مَعناه الصحيحِ الذى حدَّدَه النبى (ﷺ) فى حديثِ جبريل - عليه السلامُ - وسارَ عليه المسلمون، وهو عدمُ تكفيرِ المسلمِ بالذنوبِ حتى لو كانت من الكبائرِ، ما لم يستَحِلَّها، وإنما الكفرُ هو إنكارُ القلبِ وجحدُه وخلوُّه من التصديقِ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورُسلِه واليومِ الآخِر... والقدرِ: خيرِه وشرِّه، أمَّا مَن آمَن بكلِّ ذلك وصَدَّق به فهو مُؤمنٌ وليسَ بكافرٍ".

فى سياق متصل قال إن هناك دولا غربية تسعى لتصدير أسلحتها والاستفادة من أموال العرب بل ونشر الفوضى والتفرقة بينهم. وتابع قائلا:"نقدر جهود خادم الحرمين الشرمين فى محاولاته الدؤوبة فى لم الشمل العربى".
وأوضح شيخ الأ زهر الشريف، أن التحديات التى تشغلنا ليلا ونهارا لا يمكن أن تأخذنا بعيدا عن قضية العرب والمسلمين الأولى، وهى القضية الفلسطينية، مضيفاً أن المؤتمر الخامس عشر للأزهر الشريف والذى سيعقد قريباً سيتم تخصيصه لنصرة الأقصى والقضية الفلسطينية.

من جانبه، قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الأقباط اشتركوا مع أخوتهم المسلمين فى صناعة انتصار حرب أكتوبر 73، مضيفا أن الكنيسة المصرية كانت دائما مدافعا عن الوحدة الوطنية.

وأضاف "تواضروس"، ، أن الكنائس تعرضت على أرض مصر للهجوم والحرائق المفتعله، وتابع: "نبحث عن أسلوب جديد لنحيا فى سلام.. وقلنا من قبل إن "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، وأوضح أن المبادئ الأساسية فى الحياة المسيحية هو الحوار الدائم، فلا ننسى أن تلاميذ السيد المسيح كانوا علىى حوار دائم معه رغم أن بينهم من كان طبيبا ورساما، مضيفا"عشنا بمصرنا فى كنائسنا من أجل أن نصلى كل يوم من أجل المدينة التى نعيش فيها ومن أجل أرضنا وجيراننا والجيش والوزراء والجنود ومن أجل العاملين والمرضى والمسافرين والأرامل والأيتام والفلاحين هكذا تعلمنا الكنيسة ، مشددا على أن الكنيسة المصرية عاشت بصورة وطنية لم تسع فى يوم لأى سلطة زمنية أو مكانية وشاهدة للوطن.

ونادى البابا، بعقد ندوات مشتركة بين المسلمين والمسيحيين وطباعة كتيبات مشتركة من أجل الوحدة الوطنية، وتابع "ونصلى إلى الله ليل نهار من أجل وحدة المجتمع وسلام الوطن" مضيفا "وعشنا فى مصرنا الحبيبة وكنائسنا ونصلى من أجل الخير ومن أجل رئيس الأرض والجيش والوزراء والجنود والعاملين والمسافرين والأرامل والأيتام والفلاحين، ومن أجل المغتربين.

وتابع قائلاً: "حينما جاءت فترة الربيع العربى لم يكن ربيعا، وسمعنا عن مجازر ومآسى لم يكن ذلك إسلاما الذى عرفناه، وجاءت 25 يناير و30 يونيو على أرض مصر والتى أعادت الأوضاع إلى نصابه ، مضيفا "وجاء حرق الكنائس يوم 18 أغسطس من العام الماضى إنما هى تضحية من أجل وطننا الغالى، وقلنا إن وطنا بلا كنائس أفضل من كنائس بلا أوطان".

فى سياق متصل، أكد مفتى نيجيريا صالح الحسينى، أن سبب الفرقة الآن هو تحريف مفاهيم الدين الإسلام، فمصطلحات الكفر والإيمان وغيرها معروف معانيها، ولكن على علماء الأمة توضيح هذه المفاهيم خاصة للذين شطحوا والذين حرفوا واستخدموا المفاهيم والمصطلحات لخدمة أغراضهم.

وأكد مفتى نيجيريا، أن الفرقة وعدم الاعتصام بحبل الله أدى إلى الفرقة والتشرذم وذهاب القوة وذهاب الدولة، والخروج على الشرع الإلهى واستبحات ما حرمه الله من الدماء إنما هو الإرهاب والبغى ومحاربته واجبه، مضيفا، والإرهاب أوضح وأظهر من كل تعريف يراد منه توضيحه وقد عرفه القرآن، والمبتدعة جمعوا كل الخصال الذميمة ولا علاقة لهم بدين ولا بعهد بأى أمة بالأمم، وهم بغاة من حيث ادعائهم وهتكوا العرض وسبوا النساء واغتصبوا الحرائر المسلمات واستولوا وسرقوا طغيانا وبغيا، وكفروا كل الأمة وعانيا ذلك فى بلادنا رغم أن معظمهم جهلاء، وقد تحقق فيهم حد الحرابة وبدعتهم أخطر من الخوارج الأولين، وطالب المفتى بعد النصح للذين يقفون ورائهم والحكومات أن تقطع كل الامدادات وتسمح بمرور هؤلاء المارقين ونثمن دور هذا المؤتمر لمحاربة الفكر الإرهابى.

فى السياق ذاته، أكد الأب بوليس مطر، رئيس أساقفة بيروت للموارنة بلبنان، أن المسيحيين ليسوا أقلية فى العالم العربى، والقرآن لم يتكلم عن الأقليات ولكن وصف المسيحيين بأنهم أهل الكتاب، مضيفا "وطامعون بأن يكون لنا مكان فى قلوبكم مثل الرسول العربى الكريم".

وقال إنه بالنسبة لمصير المسيحيين فى البلاد العربية مع إخواننا المسلمين فى السراء والضراء، ولم نكن حصان طروادة للغرب، ولن نكون، وأرى أن هذا اللقاء يجمع الأمة كلها دون وسيط ودون رقيب وأتمنى أن يكون هذا المؤتمر بداية لوحدة المسلمين لأنه فى هذه الوحدة تقدم للبشرية جمعاء.

وأوضح أن الحكام المسلمين لا يحكمون باسم الإسلام، والظلمات التى وقعت تاريخيا فى حكمهم ليس من الإسلام، ولكن من أشخاص لا يمثلون الإسلام، ويجب أن نعود إلى جوهر الإسلام والمسيحية، وما يحدث الآن فى العراق وتكفير المسلمين قبل المسيحيين، وتهجير المسيحيين لا بد أن نواجهه لأنه إرهاب ولا تكون مواجهة الإرهاب ماديا فقط ولكن فكريا أيضا.

جدير بالذكر أنه يشارك بالمؤتمر ممثلون من إيران ولبنان وكوسوفا ونيجيريا والإمارات والأردن والسعودية والهند وباكستان وتونس والجزائر والسودان والصومال وغيرهم، فيما لم توجه الدعوة إلى قطر وتركيا، كما سيشارك فى المؤتمر وفد من الفاتيكان بجانب ممثلين للكنائس الشرقية، وعلماء من المذهب الشيعى.

ويحضر المؤتمر عدد من الوزراء وهم (التعليم العالى والتربية والتعليم والأوقاف والشباب والثقافة)، بجانب سفراء الدول العربية والإسلامية والغربية.


 الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يلقى كلمته بالمؤتمر<br>
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يلقى كلمته بالمؤتمر



 كبار ممثلى الدول الإسلامية بالمؤتمر<br>
كبار ممثلى الدول الإسلامية بالمؤتمر


 الدكتور أحمد الطيب  <br>
الدكتور أحمد الطيب



 البابا تواضروس يلقى كلمته بالمؤتمر<br>
البابا تواضروس يلقى كلمته بالمؤتمر



 شيخ الأزهر والبابا تواضروس وممثل إحدى الدول العربية المشاركة<br>
شيخ الأزهر والبابا تواضروس وممثل إحدى الدول العربية المشاركة


موضوعات متعلقة


عالم شيعى بـ"مؤتمر الأزهر": الإرهابيون فاقوا الوحوش ضراوة










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة