إعلان تطهير سيناء من الإرهاب قبل مؤتمر "دعم الاستثمار" فى مارس 2015.. مصدر أمنى: القوات المسلحة تبدأ موجة جديدة من العمليات خلال أيام لتصفية "بيت المقدس".. مجتمعات صناعية وفق خطة تشرف عليها الحكومة

تبدأ القوات المسلحة موجة جديدة من العمليات العسكرية فى شمال سيناء مطلع الأسبوع المقبل، لتدمير ما تبقى من معاقل وبؤر إرهابية للعناصر التكفيرية المسلحة، وتصفيتها بشكل كامل بعدما حققت الموجة الأولى من العمليات نجاحات كبيرة خلال الأيام الماضية، على أن يتم التركيز فى العمليات المنتظرة على معاقل جماعة "أنصار بيت المقدس"، والأماكن التى تختبئ بها، والمتورطين فى معاونتهم، وإمدادهم بالمال والسلاح.

وقال مصدر أمنى لـ"اليوم السابع"، إن شمال سيناء شهدت خلال اليومين الماضيين هدوءًا ملحوظًا من جانب قوات الجيش والشرطة، واقتصار الأمر على مداهمات محدودة وعمليات تقليدية بقرى جنوب الشيخ زويد وشرق العريش، من خلال عناصر الجيش الثانى الميدانى، ومجموعات التدخل السريع القادمة من المنطقة المركزية العسكرية، والقوات الخاصة بالأمن المركزى، لافتًا إلى أنه يجرى الآن عمليات تخطيط وإعداد وتجهيز لعلميات عسكرية نوعية أكثر تطورًا فى التخطيط والاستعداد القتالى، لتصفية أكبر عدد ممكن من العناصر المسلحة، وحصار البؤر الإرهابية دون انتظار خروجها لمواجهة القوات.

وكشف عن أن عناصر القوات المسلحة سوف تشن هجمات مكثفة خلال الأيام المقبلة على معاقل للعناصر التكفيرية بقرى جنوب الشيخ زويد، باستخدام الأسلحة الثقيلة والآليات المدرعة المزودة بمعدات قتالية حديثة ومتطورة قادرة على توجيه ضربات قاتلة للجماعات الإرهابية المسلحة مصحوبة بمعاونة جوية من مروحيات الأباتشى الهجومية، التى تصب نيرانها على الأوكار المستهدفة وفقًا لأحدث تكتيكات الرمايات الجوية، التى تعتمد على اصطياد الأهداف عن بعد وتوجيه ضربات ناجحة من مسافات تتجاوز 6 كيلو مترات.

وأكد المصدر، أنه تم تحديد سقف زمنى لإنهاء العمليات العسكرية فى سيناء قبل شهر مارس المقبل، المزمع خلاله تنفيذ المؤتمر الاقتصادى العالمى لدعم مناخ الاستثمار فى مصر من خلال توجيه الدعوة لمستثمرين عرب وأجانب للتعرف على البيئة الاستثمارية الجديدة، والمناطق الواعدة فى خريطة التنمية المصرية، والتى سيكون من بينها مناطق عديدة بشمال سيناء، موضحًا أن العمليات سوف تشهد طفرة نوعية خلال الفترة المقبلة لتصفية الوجود الإرهابى قبل مارس المقبل.

وأشار إلى أن العمليات العسكرية فى سيناء من الممكن أن يتم إنهاؤها فى مطلع شهر فبراير من العام المقبل، لوضع سيناء على خريطة التنمية الاقتصادية قبل مؤتمر مارس بفترة كافية، واختبار مدى ظهور بؤر إرهابية أو إجرامية جديدة بها خلال تلك الفترة، لافتًا إلى أنه سيتم إشراك أهالى سيناء فى عملية التنمية، وتأسيس شركة مساهمة تجمع عدد كبير من القبائل لإنشاء عدد كبير من المؤسسات الصناعية فى تلك المنطقة الإستراتيجية المهمة، التى تتمتع بشواطئ على البحر المتوسط، تمكنها من التحول إلى مدينة سياحية عالمية خلال السنوات العشر المقبلة.

وأوضح، أن القوات المسلحة سوف تسارع من وتيرة العمليات العسكرية خلال الأيام المقبلة، فى ظل تكثيف التأمين على سواحل البحر المتوسط من خلال القوات البحرية تحسبًا لدخول عناصر إرهابية من خلاله إلى أراضى شمال سيناء، لافتًا إلى أن هناك تحركات ودوريات بحرية على أعلى مستويات التسليح تتحرك باستمرار وتراقب سواحل المتوسط لضبط أية محاولات تسلل، بالتعاون مع قوات حرس الحدود العاملة فى نطاق تأمين الجيش الثانى الميدانى.

وأكد المصدر، أن المنطقة الحدودية العازلة بين مصر وقطاع غزة سوف يتم الانتهاء منها خلال شهر على أقصى التقديرات بعد صرف التعويضات المستحقة لأصحاب المنازل الواقعة فى نطاق أعمال الهدم التى تنفذها عناصر المهندسين العسكريين، لافتًا إلى أن سيتم القضاء على ظاهرة الأنفاق نهائيًا بعد الانتهاء من إقامة المنطقة العازلة، وإقامة أحواض مائية وخنادق بها لإغراق أية أنفاق قد تحاول العناصر الإرهابية إقامتها فى المستقبل.

شهدت مدينة رفح المصرية أمس تحركات أمنية موسعة، وقال شهود عيان، إن القوات أحكمت سيطرتها بشكل كلى أمس على كل مداخل ومخارج الكتلة السكنية القائمة بعد مسافة الـ500 متر التى أخليت وهدمت المنازل بها على الشريط الحدودى.

وبحسب أهالى فى مدينة رفح، أن القوات تنتشر بكل الشوارع وتقيم حواجز ثابتة ومتنقلة وتدقق فى أوراق من يدخلون المدينة، ومعرفة تحركاتهم إذا كانوا من خارجها.

وقال الأهالى، إن من تبقى منهم فى نطاق الكيلو الأول من الحدود مع قطاع غزة، ينتظرون الوقت الذى تصلهم تعليمات إخلاء منازلهم لهدمها، وأكدوا أن إشاعات ترددت فى غضون الساعات الماضية عن اقتراب موعد إخلاء منازلهم، إلا أنهم لم تصلهم أى تعليمات رسمية بهذا الخصوص.

وقال اللواء محمود سعدنى رئيس مدينة رفح، إنه جارٍ استكمال أوراق من تبقى، ولم يتم صرف التعويضات له من الأهالى الذين هدمت منازلهم فى وقت سابق، وأوضح أنه لم تصل تعليمات مؤكدة من الجهات المختصة بإخلاء 500 متر جديد.

وكان اللواء السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء، قد أعلن أنه تمت حتى الآن إزالة جميع المنازل السابق حصرها فى المنطقة "بعد إخلائها"، وعددها 680 منزلاً بخلاف عدد 122 منزلاً سبق هدمها نتيجة لتفجير أنفاق بجوارها.. وبإجمالى 802 منزل، وأضاف المحافظ، أنه قد تم صرف التعويضات المالية اللازمة.

وأشار إلى أن صرف التعويضات المالية يتم بواقع مبلغ 1200 جنيه عن المتر المربع من المبانى الخرسانية، ومبلغ 700 جنيه عن المتر المربع من المبانى ذات الحوائط الحاملة، مضافًا إليها مبلغ 100 جنيه عن المتر المربع من الأراضى المقام عليها مبانى، ومبلغ 900 جنيه للأسرة نظير تأجير مسكن بديل لمدة 3 أشهر.

من ناحيتها تستعد محافظة شمال سيناء لتنظيم حفل تكريم موسع للأهالى الذين غادروا منازلهم طواعية على الشريط الحدودى مع غزة تقديرًا لموقفهم الشجاع رغم صعوبته.

أعلنت مصادر أمنية بشمال سيناء، أن الحملات الأمنية التى شهدتها مناطق شرق العريش ورفح والشيخ زويد خلال الـ24 ساعة الماضية، لملاحقة المجموعات الإرهابية قد أسفرت عن ضبط 12 مشتبهًا يجرى التحقيق معهم بمعرفة أجهزة أمنية مختصة.

كما تم حرق وتدمير 16 بؤرة إرهابية من المنازل 4 والعشش 12، وأفرجت قوات الأمن بشمال سيناء عن 11 من الذين سبق إلقاء القبض عليهم، بعد أن تبين عدم تورطهم فى أحداث استهداف القوات.

وشددت قوات الأمن من تواجدها بالمناطق الحدودية، وقال مصدر أمنى إن القوات تتصدى لكل محاولات عصابات المهربين اختراق الحدود، وألقت أجهزة الأمن القبض على أحد المهربين، والذى أصيب خلال مطاردات أمنية لمجموعة مهربين على الحدود المصرية مع الأراضى الفلسطينية.

وأشار المصدر، إلى أن المهرب المصاب نقل للعلاج فى مستشفى خاص بالعريش، جراء إصابته بطلق نارى بالساق، وتم إلقاء القبض عليه ونقله للعلاج تحت حراسة القوات الأمنية لأحد المستشفيات الحكومية.

وكانت قوات الأمن قد طاردت مجموعة ضمت نحو 8 مهربين أثناء محاولتهم تهريب شحنة مخدرات إلى إسرائيل عبر الخط الحدوى.

وأعلنت مديرية أمن شمال سيناء، فى بيان لها، عن تمكن ضباط وحدة مباحث قسم أول العريش من ضبط سيارة أجرة شمال سيناء قيادة "م.م.ح"، بالكشف عن السيارة ورفع بصمتى الشاسية والموتور تبين وجود تغيير برقمى الشاسية والموتور، وأنه مبلغ بسرقتها فى المحضر رقم 4490 لسنة 2011 جنح النزهة بالقاهرة.

وفى مجال تنفيذ الأحكام، تم ضبط عدد "44" محكومًا عليهم، و تمكن ضابط مباحث قسم أول العريش من ضبط المحكوم عليه "م.م.ط"، فى قضية مخدرات والمحكوم عليه فيها غيابياً بالسجن المؤبد وغرامة 100 ألف جنيه بجلسة 3/10/2012 .

وتمكن ضباط قسم مباحث التموين من ضبط عدد "5" قضية تموينية منوعة.

وفى مجال جهود إدارة المرور لضبط المخالفات المرورية بكل أنواعها، تم ضبط عدد "196" مخالفة مرورية متنوعة.

وسمع بمدينة بالعريش ليلاً دوى انفجارات متلاحقة، وقال شهود عيان إن 3 انفجارت سمعت أصواتها بمناطق جنوب وشرق العريش، إضافة إلى إطلاق نار بكثافة.

وقال مصدر أمنى، إن القوات تطلق بين الحين والآخر نيران وقنابل صوتية تحذيرية.

وتجوب دوريات أمنية شرطية شوارع مدينة العريش، بالتزامن مع تطبيق حالة حظر التجوال، والتى تخضع لها مدن ومراكز العريش، والشيخ زويد ورفح.