حركات الطفل وأفعاله مهما كانت بسيطة، هى عبارة عن رادار يكشف لك اضطرابات ومشكلات طفلك النفسية، الدكتور محمد سيد أخصائى الأمراض النفسية، يؤكد بهذه الكلمات على مدى أهمية ملاحظة الأم لأية تغييرات طارئة تصيب الطفل، فلا تهملى أية علامة جديدة يقوم بها طفلك دون أن تراقبيه جيدا، وبعدها تحددى مدى سلامته النفسية وما هى الاضطرابات الحياتيه والنفسية التى طرأت عليه.
وأوضح "سيد" أن الطفل لا يعبر مثلما تعبر إشاراته وأفعاله، أغلب الأطفال يحبون أن يرسلوا إليك إشارة، لا يتحدثون عما يحزنهم، وهو ما يظهر على أفعالهم، لافتا إلى أن الطفل المهمل فى ترتيب كتبه ودفاتره وحقيبته المدرسية هو الطفل الذى يعانى فعليا من إرهاق نفسى شديد واقع عليه، نتيجة ضغوط ما أو مشكلات يكتمها.
وتابع "الطفل لا يحتمل الضغوط ،ويعبر عنها بطرق غريبة، غالبا ما تدعو للضجر والغضب، كإهماله حقيبته المدرسية ويشعر بأنه مميز كلما وبخه أبواه أو معلموه على هذا الفعل، فيصبح مختلفا من وجهة نظره ومخالف للقواعد التى تقيده وتجعله مثل باقى الأطفال .
وكما يوضح أخصائى النفسية، فالطفل مرهف الشعور، وما دام يهمل فى ترتيب حقيبته فهى دلالة قوية على اهتزازه النفسى، وإرهاقه الشديد من الضغوط الواقعة عليه، ويجدها طريقه لتفريغ ورفض هذا الواقع الذى يعيشه، ويهمل فى أهم جزئيات حياته وهى كتبه المرتبطة بالتعليم الذى يعد عبئا نفسيا حقيقيا عليه، والتى على الأم البحث عنها بالتقرب منه، والدخول فى تفاصيل حياته بإرادته، ومحاولة تصفية ذهنه وتفكيره وإزالة الحمل من على صدره، خاصة إذا كانت ترى منه إصرارا وإلحاحا على إهمال الحقيبة كلما تم لفت نظره لذلك.