مرصد دار الإفتاء: الإرهابيون حولوا النساء لعبيد جنس لاستقطاب الشباب

الأحد، 07 ديسمبر 2014 10:19 ص
مرصد دار الإفتاء: الإرهابيون حولوا النساء لعبيد جنس لاستقطاب الشباب الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلن الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، أن مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أصدر تقريرًا جديدًا يرصد فيه ما يرتكبه تنظيم داعش الإرهابى من جرائم بحق المرأة تحت غطاء أوامر الإسلام وأحكامه، بتفنيد ما تستند إليه من أدلة وبراهين لشرعنة أفعالهم، رغم مخالفتها لأبسط قواعد الإسلام.

وأوضح نجم أن التقرير يؤكد أن شرذمة ممن يدعون الإسلام ويصفون أنفسهم -دون غيرهم- بأنهم من يقيمون دين الله فى الأرض يمتهنون المرأة ويستغلونها أبشع استغلال لتحقيق مآرب وأهداف دونية لا تمت للإسلام بأدنى صلة، حيث يتم التغرير بالنساء والفتيات المسلمات -كما الرجال والشباب- للانضمام لتلك التنظيمات الشاذة فكريًّا والمنحرفة عقديًّا وإنسانيًّا من أجل بسط نفوذها على رقعة من الأرض، والادعاء بإقامة دولة الإسلام وتنصيب أنفسهم أوصياء على المسلمين فى العالم، وذلك من خلال طرق ووسائل تخالف الشريعة الإسلامية وتتناقض مع قواعد الإسلام ومبادئه التى جاءت إنصافًا للمرأة وتكريمًا لها ورفعة لمكانتها حيث أعطى الإسلام المرأة قيمة إيمانية تعبدية، فضلاً عن قواعد تنظيمية حياتية تحقق مصالح المجتمع.

وأكد تقرير دار الإفتاء فى رده أن الإسلام نهى عن قتل النساء فى الحرب، فعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: "وُجدت امرأة مقتولة فى بعض مغازى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى الرسول الكريم عن قتل النساء والصبيان".

كما حثَّ الإسلام على معاملة الأسرى معاملة كريمة لا تهان فيها كرامتهم ولا تنتهك حرمتهم، دون اعتبار لاختلاف الجنس أو الدين أو كونه من الأعداء، وعَدَّ تلك المعاملة من صفات الأبرار، حيث قال الله عز وجل: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا"، حيث وضع الإسلام القواعد والأسس التى يحمى بها الأسير ويصون كرامته وإنسانيته ويرفع الظلم عن المظلومين وينشر العدل والرحمة بين الناس، وينقل الإنسان -كل الإنسان- من تلك المعاملة المهينة الهمجية التى يعامل بها أخاه الإنسان ليرقى به إلى السلوك الإنسانى القويم الذى لا فضل فيه لعربى على أعجمى إلا بالتقوى.

وأضاف التقرير أن التنظيم الإرهابى خالف جميع أحكام الإسلام ومبادئه فى معاملة المرأة فى الحروب، فقد قتل وسبى النساء وأعاد إحياء فصل كريه من فصول التاريخ البشرى الذى أجمعت دول العالم على تحريمه وتجريمه، حيث أعاد إحياء الرق ليخرق المواثيق التى أجمع عليها العالم كله، واتخذ من النساء سبايا، ليستأنف من جديد الفتنة والفساد فى الأرض، والفحشاء باستئناف شىء تشوَّف الشرع إلى الخلاص منه بل وأمر به.

ولفت التقرير إلى أن النساء تعتبر عنصرًا مهمًّا بالنسبة للتنظيمات الإرهابية فى جذب مزيد من الأعداد المنضوية تحت لوائه، حيث نجد انتشار ظاهرة سبى النساء واستعبادهن مما يؤكد استغلال هذا التنظيم للنساء بغية تحقيق أهدافه من خلال تفسيرات خاطئة لمفهوم الجهاد فى الإسلام ليلبس على قليلى العلم والعقل من شباب المسلمين دينهم، حيث حول النساء إلى سبايا وعبيد جنس يتم بيعهن لمن يدفع أكثر.

وفى إطار رصده لانتهاكات التنظيم التكفيرى الإرهابى، أكد مرصد دار الإفتاء أن هذا التنظيم يشكل خروجًا عن المألوف، عند الحديث عن وضع المرأة داخل التنظيمات الإرهابية التكفيرية، حيث عمد إلى تغيير الصورة المرسومة عن حجم العنف الذى يمارس ضد المرأة داخل هذه التنظيمات الإرهابية، ليحولنا إلى النقيض تمامًا حيث العنف الذى تمارسه المرأة، وأن هذا التنظيم الإرهابى عمد إلى تجنيد النساء منذ اللحظة الأولى لظهوره، حيث أنشأ عدة كتائب تحت مسميات مختلفة، يستغل فيها النساء كمحاربات ضد النساء أو كميليشيات إلكترونية تهدف إلى جذب مزيد من العناصر النسائية للتنظيم حول العالم.

وتعد كتيبة الخنساء هى النموذج الأبرز لدور المرأة داخل ذلك التنظيم التكفيرى الإرهابى، حيث لا يحق للمرأة أن تخرج دون محرم أو أن تكشف عن وجهها أو كفيها، وتتولى المرأة الداعشية بنفسها عمليات الاعتقال والتعذيب التى تمارس ضد النساء اللاتى خرجن عن قواعد التنظيم.

كما كشف التقرير أن تأسيس كتيبة الخنساء -إضافة لدور الرقابة الدينى الذى تلعبه- يبرهن على حجم التحولات التى تحدث داخل التنظيمات الإرهابية، فقد ابتكر تنظيم داعش إجراءات وأساليب جديدة تختلف عما كان معهودًا فى تنظيم القاعدة -التنظيم الأم الذى انشق عنه- حيث سمح تنظيم داعش للنساء بلعب المزيد من الأدوار التنفيذية، مما يمثل عنصرا جذبا للنساء والفتيات اللاتى قد يجدن فيه أحد أشكال تحرر المرأة داخل تلك المجتمعات المتطرفة شديدة الانغلاق.

وحول الدور الإعلامى الذى تلعبه المرأة داخل التنظيم، أفاد التقرير بأن التنظيم لم يكتف بحشد الأنصار من الشباب، ودعوة الأحداث منهم إلى تنفيذ عملياته الانتحارية، بل تجاوز ذلك إلى تحويل النساء إلى ميليشيات إلكترونية، والتى بدأ التنظيم فيها أخيرًا بشن حرب قوية، حيث تعد مواقع التواصل الاجتماعى هى ساحة الحرب لمن أسمين أنفسهن بـ"المناصرات".

ودشَّنت مؤسسة جديدة خاصة بالنساء تحت اسم "مؤسسة الزوراء"، لتعليم النساء وإعدادهن للحروب وحمل السلاح، وكذلك تعليمهن كيفية الإسعاف فى وقت الحروب، وتدريبهن على العمل الإعلامى، للعمل على استقطاب أكبر قدر ممكن من النساء للتنظيم.

وتتضمن هذه المواد الإعلامية إرشادات للمرأة حول كيفية دعم الجهاد، ومعرفة دورها فى دعم المجاهدين، وهذه تعد المرة الأولى التى يقدم فيها تنظيم إرهابى تكفيرى قائم على العنف والقتل معلومات تتعلق بالمرأة.

ومن جهة أخرى، رصد التقرير أهم وأبرز الأسباب التى تدفع بالنساء إلى الانضمام لهذا التنظيم دون غيره من التنظيمات التكفيرية الأخرى، منها: محاولة التكفير عن الذنوب والحياة الصاخبة التى عاشتها فى السابق، عن طريق الجهاد على حد قولهم، وهو ما دفع الكثيرات منهن لترك حياتهن الهانئة والذهاب إلى المجهول، إضافة إلى حب المغامرة، والمشاركة فى قتال الكفار والدولة الإسلامية على حد زعمهم، كلها عناوين قد تغرى صغار السن من الفتيات للذهاب فيما تعتقد أنه تجربة مثيرة، من دون الاكتراث بالنتائج والعواقب.

أضاف التقرير أن هناك عنصرا جذبا آخر للنساء فى تلك التنظيمات، قد يظهر جليًّا فى مدى الدعم والإعجاب المتحمس الذى يظهر بوضوح عبر شبكات التواصل الاجتماعى من نساء مسلمات أوروبيات يعبرن عن دعمهن لنساء داعش، وهذا يرجع إلى الرغبة فى تحدى تلك الصورة النمطية الغربية عن المرأة المسلمة الضعيفة مهضومة الحقوق، بصورة أخرى لنساء يحملن السلاح وقادرات على تنفيذ أقصى عمليات القتل وحشية بأيديهن، وربما نوع جديد من الثقافة الناشئة التى تطلق عليها "سلطة الفتاة الجهادية" والذى غالبًا ما يأتى على حساب نساء أخريات، إضافة إلى ذلك فهناك سبب آخر، وهو تزايد حدة الإسلاموفوبيا وصعود الأحزاب اليمينية فى أوروبا من الأسباب التى تدفع الفتيات الغربيات إلى الانضمام للتنظيمات الإرهابية؛ بالإضافة إلى أن طفولة تلك الفتيات أيضًا تلعب دورًا مهمًّا فى ذلك، حيث تعتقد أغلبية الفتيات بأنه "ليس لهن مكان فى المجتمع الذى يعشن فيه، ويشعرن بالإقصاء من جهات كثيرة، حتى من بعض المسلمين".

وأكد التقرير أن نساء منشقى القاعدة لسن سوى أدوات تستغلها قيادات داعش لتحقيق أهدافها، فى ظل رعبهن من أن يتعرضن للممارسات المتطرفة من قبل هذا التنظيم التكفيرى.

وشدد على أن جميع هذه الانتهاكات والخروقات الهمجية التى يرتكبها التنظيم الإرهابى بحق المرأة لا تمت لأى دين بصلة، وهى استغلال للمرأة باسم الإسلام، حيث كانت هذه الأفعال والانتهاكات الهمجية موجودة قبل وجود الإسلام، وجاء الإسلام وحرَّمها، فهو دين الحريات، واحترام كرامة الإنسان وحريته، أما هذه الجماعات التكفيرية التى تجتاح البلاد الإسلامية تعمل على مبدأ إلغاء الآخر المختلف فى الرأى والدين والجنس، مما يؤكد أن هذه التنظيمات الإرهابية هى أبعد ما يكون عن الإسلام وتعاليمه السمحة التى جاءت لإعلاء مكانة المرأة وصون كرامتها وتمكينها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة