"صفر" الأحزاب فى الشارع.. كيانات سياسية بلا رصيد لابتعادها عن المشاركة المجتمعية.. وفجوة فى علاقتها مع المواطن لفقدان التواصل بعد فض "مولد" الانتخابات.. و"النادى الأهلى" الحزب الوحيد الذى وحد المصريين

الأحد، 07 ديسمبر 2014 11:10 م
"صفر" الأحزاب فى الشارع.. كيانات سياسية بلا رصيد لابتعادها عن المشاركة المجتمعية.. وفجوة فى علاقتها مع المواطن لفقدان التواصل بعد فض "مولد" الانتخابات.. و"النادى الأهلى" الحزب الوحيد الذى وحد المصريين جمهور الاهلى - أرشيفية
تحليل يكتبه محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"انتخبوا ابن المنطقة البار - رمز النخلة - النجمة - الشمس" رموز انتخابية مختلفة وشعار ثابت لم يتغير على مر الزمان، يتناثر هذا الشعار بمختلف أرجاء الأحياء الشعبية منها والراقية أيضًا بمجرد اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وذلك فى شاكلة لافتات معلقة بعرض الأزقة والحارات والشوارع والميادين، وأخرى عبر ترديد نفس الشعار من خلال مكبرات الصوت التى تجوب بها السيارات ليل نهار شوارع الجمهورية، وثالثة تصدر عن "الهتيفة" مؤيدى المرشحين داخل سرادق مؤتمراته الجماهيرية الصاخبة.

يأتى كل هذا العمل الدؤوب وسط انتشار مكثف وتحرك مستمر ومتواصل من المرشح خادم المنطقة المزعوم، الذى يسمع شكاوى ومطالب أهالى دائرته الانتخابية طوال فترة الانتخابات، ويحمل على عاتقه مهمة خدمة المنطقة والحرص على تطويرها من خلال التشريعات والقوانين التى سيعمل على إصدارها أسفل قبة البرلمان، ولكن ما يلبث أن يختفى المرشح الهُمام عن أعين الجميع بمجرد أن ينفض "مولد" الانتخابات، ويفوز هو بالمقعد البرلمانى "المصون"، والحصانة البرلمانية "الممنونة"، وهنا تنتهى علاقة المواطن والسياسى.

ولا يخفى عنا جميعًا، أن جمود المشهد واقتصار العلاقة بين المرشح البرلمانى سواء كان مستقلًا أو ممثلًا لحزب سياسى، وبين الناخب ابن الدائرة الانتخابية- أياً كانت المحافظة التابعة لها- على فترة الانتخابات انطلاقًا من فترة الدعاية الانتخابية وصولًا إلى يوم الاقتراع، تسبب فى خلق فجوة عميقة بين الطرفين، ونتج عن ذلك أن كان رصيد المرشحين والأحزاب السياسية باختلاف أيديولوجياتها الفكرية والسياسية، يساوى "صفر" لدى المواطن، فالطرف الأول "المرشح" لم يحقق شعاره الانتخابى "ابن المنطقة وخادمها"، والطرف الثانى "الناخب" لم يدلِ بصوته عن اقتناع لم يراه أحق بشرف تمثيله داخل البرلمان الموقر.

وهناك حُجة جاهزة لدى جميع الساسة المصريين وهى "قيود النظام الحاكم على الحياة الحزبية والديمقراطية"، فيندفعون لإطلاق تلك الحجة للدفاع عن أنفسهم بمجرد مواجهتهم بحقيقة "هشاشة" الأحزاب وافتقادها الظهير الشعبى سواء كانت أحزابا حديثة أو أحزابا ذات تاريخ عريق، فتكون تلك العبارة السهلة هى الملاذ الذى يلجأ له الساسة ليكون "شماعة" لتعليق ضعفهم عليها وتبرير نفور المواطنين منهم، دون أن ينظروا إلى سبب أكثر عمقًا وهو غياب المشاركة المجتمعية للأحزاب، وبُعد رموز وقيادات تلك الأحزاب عن ممارسة دورهم فى المساهمة التنموية بالقرى والنجوع والأحياء العشوائية جنبًا إلى جنب مع أجهزة الدولة، لتكون النتيجة النهائية أن السياسى مصدر اكتئاب ونفور للمواطن وليس مصدر سعادة أو أمل لمستقبل أفضل.

وفى المقابل، نجد أن الحزب الوحيد فى مصر الذى يلتف حوله جموع الشعب، حزب رياضى وليس سياسيًا وهو "النادى الأهلى"، فالنادى الرياضى الذى مر على تأسيسه أكثر من قرن من الزمان، استطاع تحقيق عشرات الإنجازات والبطولات الرياضية آخرها فوزه بـ"كأس الكونفدرالية الأفريقية" ليتمكن من رسم البهجة والفرحة على وجوه المصريين، بل مزجها بسعادة غامرة بفوز أشبه بالنصر داخل أعماقهم، بعدما أفقدتهم الأحداث السياسية الشعور بذلك الإحساس على مدار السنوات الماضية، ونكاد نجزم أن هذا الإحساس لم يتوقف لدى الكرويين والمهتمين بالرياضة والكرة فى مصر فقط، ولكن الأمر امتد لجميع المصريين من ربات بيوت وأطفال وشباب وفتيات ورجال من غير المهتمين بالرياضة، لنرى أمامنا مواطنين باحثين عن السعادة والفرحة فى أى شىء أيًا كان هو "رياضة، اقتصاد، فن، سياسة... إلخ"، وذلك بعدما سيطر عليهم شعور أشبه بـ"الحرمان" من هذا الإحساس.

وهنا نقف أمام حقيقة لا نستطيع إغفالها، أنه فى الوقت الذى عجز فيه الساسة والأحزاب السياسية فى توحيد المصريين على هدف وفكرة واحدة على مدار 4 سنوات من العمل السياسى الحر دون أى مبرر لوجود ضغوط من السلطة- منذ اندلاع ثورة 25 يناير- نجد أن النادى العريق قد نجح بفوزه بكأس الكونفدرالية للمرة الأولى فى تاريخه، فى توحيد المصريين وجمعهم على قلب رجل واحد، سواء فى المدرجات داخل الاستاد أو أمام شاشات التليفزيون بالمنازل والمقاهى، لتشجيع هذا الكيان رغم اختلاف انتماءاتهم للأندية المصرية، فلا تستطيع أن تفرق فى تلك اللحظات بين مشجعى الأهلى أو الزمالك أو الإسماعيلى أو المحلة أو المصرى البورسعيدى، وهذا ما عهدناه فى كثير من المباريات التى خاضها "النادى الأهلى"، خاصة فى مواجهة أندية من خارج القطر المصرى.



موضوعات متعلقة


تحالف عمرو موسى مرفوض حزبيا.. "تحالف الوفد" يرفض الانضمام له بعد إصراره على ترشيح شخصيات بعينها للقائمة.. ويؤكد: الوصول لبرلمان ناجح لن يحدث إلا بتمثيل حقيقى للأحزاب عبر القوائم










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

Ghada Awad

مجرد مزايدات

عدد الردود 0

بواسطة:

Hossam Awad

رموز وهمية ..

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس/ماجد

اعقلوها اولا ثم توكلوا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة