انتشرت تجارة المخدرات بصورة كثيفة فى مصر، وما زالت ترتفع نسب توزيعها بصورة يومية وعلى مدار الساعة، بل والأغرب من ذلك أن عدة مناطق فى القاهرة تنتشر فيها طوابير شراء الكيف، حيث إن مدمنى المواد المخدرة لا يتوقفون عند حد معين، وينتقلون من مناطقهم التى يعيشون فيها لشراؤها من مناطق يذاع صيتها بجودة الأصناف التى يتم بيعها، وأسعارها المناسبة لهم، وما زالت الحكومة لم تقوم بحل قوى أو جدول زمنى للحد من تجارة الموت، أو حتى وضع خطط أمنية قوية لملاحقة تجار السموم القاتلة وتبيدهم بصورة كبيرة.
وتشهد مناطق العاصمة منافسة ساخنة بين تجار المخدرات بجميع أنواعها، حتى أن الدواليب المختلفة والمتخصصة فى التجارة فى تلك السموم القاتلة تقدم العروض والخدمات الجيدة، حتى تكسب الزبون الدائم، ليقترب من تلك المناطق الممنوع فيها وجود كاميرا بين طيات ملابسك.
وعندما تسير لحظات معدودة فى تلك الأماكن تجد أغرب الغرائب، فهناك شاب متوقف أعلى عربة خشبية وينادى بصوته العالى قائلاً: "مين قال أنا.. حشيش .. بانجو .. هيريون.. زورونا تجدوا ما يسركم"، ولوهلة تظن أنك داخل سوق العتبة الذى تباع فيه الملابس ويتراص البائعون للنداء على بضاعتهم وثمنها، ولكن هنا نوعاً مختلفاً، حيث إن البائعين يتمايلون يميناً ويساراً من شدة الدخول فى حالة المخدر الذى تعاطونه منذ لحظات، وينادون على بضاعتهم دون خوف من شرطة أو غيرها.
أما الزعيم والمتحكم فى عمليات البيع والشراء بالدولاب قائلاً: "محدش يخاف إنتوا فى حمايتى"، وتظن أنك فى مشهد من فيلم الجزيرة، حيث يقول فيه الفنان أحمد السقا "أنا الحكومة"، كيف يحدث كل ذلك والدولة والشرطة بجميع رجالها السريين ومخبريها عاجزة عن إنهاء تلك المهازل.
وفيما يلى نرصد أبرز دولايب تجارة المخدرات فى مراكز ومناطق العاصمة، والتى تشهد تنافسًا قويًا على بيع ونشر سمومهم فى أجساد الشباب:-
دواليب أباطرة "الجيارة" أحفاد المعلم "كتكت" فى مصر القديمة
أشهر تاجر خرج من منطقة الجيارة بمصر القديمة فى الأيام الأخيرة، وألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه بمصر القديمة، والتى تدعى "المعلمة نجاح"، وهى إحدى بنات إمبراطور الكيف بالجيارة ويدعى "كتكت"، وينتشر بيع المخدرات بكل أنواعها فى تلك المنطقة، بالقرب من مسجد عمرو بن العاص، والذى يعتبر أقدم مساجد قارة أفريقيا، وتعد المنطقة من أفقر المناطق فى العاصمة، وبداخلها أكبر عدد من مكابس الحشيش فى مصر.
قصة منطقة "الجيارة" مع تجارة المخدات تعود إلى السبعينيات، حيث كان يوجد فيها واحد من أخطر أباطرة تجارة المخدرات هو محمد عبدالعال الشهير بكتكت صاحب القامة القصيرة الذى كان يسير بحماية كبيرة من البلطجية، وذاعت شهرة كتكت إلى البلدان المجاورة مثل لبنان والسودان، ولحسن حظ أهالى المنطقة أن يحدث تعديل وزارى فى ذلك الوقت ليتولى اللواء أحمد رشدى حقيبة الداخلية فقام بتطهير منطقة الباطنية والجيارة من بؤر المخدرات؛ وشهدت المنطقة حربًا دارت رحاها بين قوات الأمن المركزى وأفراد مافيا تجارة المخدرات، حيث استمرت المعركة لأكثر من يومين لعبت فيها حورية الأخت الشقيقة لكتكت أكبر تاجر مخدرات، والتى أدت دورها الفنانة نادية الجندى فى فيلم الإمبراطورة، حيث كانت من ضمن أشهر تجار المخدرات فى المنطقة.
وتعتبر منطقة "الجيارة" حالياً ملجأ كبيرًا لجميع ذوى السوابق، حيث ينتشر فيها أعمال البلطجة وتجارة المخدرات والفتونة التى اختفت منذ أيام "عاشور الناجى"، والواقعة الأغرب هى وجود لافتة تم تعليقهاً على بعد خطوات من مسجد عمرو بن العاص فى المنطقة، ومكتوب عليها "ممنوع بيع المخدرات نهائياً".
والأغرب من ذلك كله أنه يوجد سوق كامل فى تلك المنطقة، وعلى بعد خطوات من نفق الملك الصالح، وما أن تقترب منه تشاهد أحد الأشخاص متوقف على سيارة خشبية وينادى بأعلى صوت: "مين قال أنا.. حشيش.. بانجو.. هيريون.. زورونا تجدوا ما يسركم".
وفى هذا السوق الخفى على الجميع – الذى يعمل تحت ستار سوق الخضار - تباع علنياً جميع أنواع المواد المخدرة، فتذكرة الهيروين مثلاً ثمنها "30 جنيهًا فقط"، وكل أنواع الحبوب المخدرة وأصناف المخدرات بأنوعها متوفرة فى ذلك السوق، ويقوم صاحب المزاج بالتجول وشراء الصنف الذى يريده.
وفور دخول قدميك لسوق الخضار بالجيارة، تجد من يقترب نحوك ويهمس فى أذنيك: "يا كابتن عاوز حشيش؟"، ويشتهر هذا السوق بالمنطقة باكملها بأنه مركز لبيع جميع أنواع الحشيش والبانجو والمواد المخدرة بكل أصنافها، ويوجد فى مدخله عدد كبير من الأطفال الذين يقومون بمهمة "المراقبة" للتنبيه حال وصول غرباء عن المنطقة أو رجال شرطة.
ومنذ أن حاول الأهالى التعدى على المقدم طارق الوتيدى رئيس مباحث قسم شرطة مصر القديمة، والشرطة لم تدخل المنطقة حتى يومنا هذا، ونادراً ما تجد رجل شرطة أو حتى مخبرًا فى تلك المنطقة، أو حتى كمائن فى مداخلها ومخارجها.
دواليب "هراس" و"شارع مكة" و"شارع السلام" و"الخليل إبراهيم" بعين شمس
تنتشر المخدرات بمنطقة عين شمس فى عدة أماكن وعلى نواصى بعض الشوارع، وأشهر دواليب المنطقة هى دولاب "هراس" ودولاب "شارع مكة" ودولاب "الخليل إبراهيم" ودولاب "شارع السلام" ودولاب "سيد بلال"، وجميعها تمارس مهنة الاتجار فى الحشيش لبيعه لعدد من مريدى الكيف.
وأقوى وأخطر دواليب تجارة الحشيش بعين شمس "دولاب هراس" المتواجد بمنطقة "عرب الجسر"، حيث إن أخطر وكر لتجارة الحشيش وجميع أنواع المواد المخدرة، ورجال مباحث عين شمس فشلوا لسنوات فى القضاء على كبار تلك الدواليب الشهيرة بالمنطقة.
دولاب "نكلة" و"نبوت" و"الفرد" و"العرب" بمدينة نصر والزاوية الحمراء
وفى مدينة نصر، يعتبر "دولاب العرب" من أكبر البؤر لترويج عملية بيع المخدرات والاتجار فيها، إذ يتردد عليه الزبائن من كل صوب وحدب، وفى منقطة الزاوية الحمراء يوجد دولاب "شارع السوق" بمنطقة المساكن، و"دولاب الهجانة" فى منطقة عزبة الهجانة.
وفى الزاوية الحمراء ينتشر عدد كبير من تجار الحشيش وبالأخص فى منطقة "الخارطة"، و"دولاب نبوت" والذى يقع بشارع الشركات فى منطقة شارع السمك القديم، وهو عبارة عن منزل فى الطابق الأرضى، وبه شباك حديدى كبيرة ويتوقف أمامه عدد من "الناضورجية" وآخرون يقومون بتنظيم طوابير المشترين، وكذلك "دولاب نكلة" بمدينة النور ويقع فى منطقة "خرابة" قديمة بداخلها عدد من العربجية، وأغلبية المتاجرين فى ذلك الدولاب الهاربين من أحكام ومن الهاربين من السجون فى ثورة يناير.
وكذلك "دولاب الفرد" وصاحبه متواجد فى الشارع بنفسه ويقوم ببيع الحشيش "عينى عينك"، ومتواجد من ناصية شارع أحمد حشاد، ويقوده مسجل خطر هارب من 15 سنة حكم بالسجن، ويقوم باستغلال عدد من الشباب الصغيرين فى السن والعاطلين ويقوم بتوزيع عليهم المواد المخدرة وترويجها على الزبائن.
حرب الزبائن بين دولابى "المدبح" و"أبو القاسم" بالسيدة زينب
منطقة السيدة زينب التى تقع غرب العاصمة، ينتشر فيها حالياً وبكثافة شديدة عدد كبير من تجار المخدرات بكل أنواعها من "حشيش" و"بانجو" و"هيروين" وأقراص بكل مشتملاتها، وتشهد تلك المنطقة حالياً حربًا شرسة وعنيفة بين التجار فى دولابى "المدبح" و"أبو القاسم".
ويأتى دولاب "منطقة المدبح" على رأس أوكار ترويج المخدرات، ويعتبر المكان الأشهر للتعاطى والاتجار خلف مسجد على زين العابدين القريب من مستشفى سرطان الأطفال، كما يشتهر دولاب "أبو القاسم" بتجارة المواد المخدرة بالمنطقة، وذلك فى أحد الشوارع المظلمة المتفرعة من شارع مجلس الأمة حيث يتواجد عدد من الشباب لبيع المواد المخدرة التى يحملونها فى طيات ملابسهم.
موضوعات متعلقة..
«بيت المقدس» تنفق على عملياتها من تجارة المخدرات وتصدرها عبر البحر المتوسط.. مصدر أمنى يكشف: الجماعات الإرهابية تسيطر على مزارع المخدرات بوسط وجنوب سيناء بالتعاون مع عصابات التهريب
أخطر 20 وكرًا لبيع المخدرات بالعاصمة.. أبرزها "دولاب هراس" بعين شمس و"الجيارة" بمصر القديمة.. و"المدبح" و"أبو القاسم" فى السيدة زينب.. والتجار ينادون على بضاعتهم "فى عز الضهر": حشيش.. بانجو.. هيريون
الثلاثاء، 09 ديسمبر 2014 12:16 ص
حشيش وبانجو - أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد مهران
إلى السيد رئيس الوزراء ووزير الداخلية المحترمين
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن عادى بيحب البلد
رساله الى وزير الداخليه والسيد المشير الرئيس
عدد الردود 0
بواسطة:
waw
انا من عرب الجسر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد توفبق زهران
نريد وضع تسعيرة جبرية