إبراهيم داود

فى ذكرى محفوظ «2»

الثلاثاء، 09 ديسمبر 2014 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتعرف ما الذى جعلنى أستمر ولا أيأس؟ سأل نجيب محفوظ نفسه وأجاب: لقد اعتبرت الفن حياة لا مهنة، فحينما تعتبره مهنة لا تستطيع إلا أن تشغل بالك بانتظار الثمرة، أما أنا فقد حصرت اهتمامى بالإنتاج نفسه وليس بما وراء الإنتاج.. كنت أكتب وأكتب لا على أمل أن ألفت النظر إلى كتاباتى ذات يوم، بل كنت أكتب وأنا معتقد أنى سأظل على هذه الحال دائما.. أتعرف عناد الثيران؟ إنه خير وصف للحالة النفسية التى كنت أعمل بتأثيرها، توقف صاحب الثلاثية عن الكتابة خمس سنوات، منذ ثورة يوليو، لأن غياب المجتمع القديم أخذ معه كل رغبة فى نقده، كتب بعد ذلك أولاد حارتنا وقال النقاد إنها تقوم على أساس فكرة فلسفية، وقالوا إنها محاولة لإقامة الاشتراكية والعلم على أساس لا يخلو من صوفية، ولكن الأستاذ اعترف لفؤاد دوارة أن هذه الفكرة لم تخطر بباله بمثل هذا الوضوح أثناء كتابتها.

كان نقاد اليسار يقللون من شأن أدب الأستاذ، وقال أحدهم إنه مؤرخ أكثر منه فنانا، ولكن محفوظ كان يؤمن بأن وجهة النظر فى العمل الفنى تعرف بالإحساس، إذ ما أسهل التعبير المباشر عنها، وكان يرى أن الثلاثية فيها وجهة نظر مؤكدة «تجدها فى خط سير معين للأحداث، يمكن تلخيصها فى كلمتين بأنها الصراع بين تقاليد ضخمة ثقيلة وبين الحرية فى مختلف أشكالها السياسية والفكرية»، محفوظ لم يحب مكسيم جوركى كما أحب ديستوفيسكى وتشيكوف وتولستوى، لأنك لا تستطيع أن تتذوق الأدب الهادف فى رواياته إلا إذا انغمست فى الهدف.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة