يوسف الحسينى

إلى المرشح المحتمل عبدالفتاح السيسى

السبت، 01 فبراير 2014 06:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السيد المرشح المحتمل المحترم عبدالفتاح السيسى..
بعد التحية والسلام، اعتاد الناس فيما اعتادوا أن يوجهوا رسائلهم بما تحمل من شكوى وشكر أو مظلمة أو مديح إلى الحاكم الذى يقوم على أمر البلاد وبيده مصالح العباد والرعية ولم يذهب أحد لمخاطبة المرشح المحتمل لحكم أرض.. إلا رجل واحد فى تاريخ المعارف الإنسانية وهو «الحجاج بن يوسف الثقفى» الذى اختلف عليه الكثيرون من أهل التأريخ، فغَبُن الكثيرون حقه وأنصفه القلة من الخاصة المدققة، فقد أرسل الحجاج لطارق بن عمرو عندما علم أنه مرشح للولاية على مصر ونظرا لما عرف عن الحجاج كرجل ثاقب النظر وقائد يتحين الفرص وكرهه الشديد للفتن فقد كان يهتم كثيرا بطبائع الشعوب وتاريخها مما ساعده فى كيفية التعامل مع الجند وترقيات القادة وكيفية دخول المدن، فكان على دراية بطبائع أهل مصر وهو ما تبدى بوضوح فى وصيته لطارق بن عمرو لكى يأخذ حذره فى الحكم ولا يستأسد على أهلها وأنا هنا أعيد عليك رسالة الرجل وبها تفسير أراه مفيدا لكل عادل ومقلقا لكل ظالم فقال الحجاج عن أهلنا بمصر هم:
1 - «قتلة الظلمة» وليس القتلة فى حديث مطلق و«هادمى الأمم» وهنا جاء إطلاق الوصف بعد ربطه شرطيا على الحالة السابقة ألا وهى تعرضهم للظلم وجاء إطلاق الوصف لتأكيد أنهم لن يتركوا الأمة الظالمة حتى يهدموها بالكلية.
2 - «وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها» وهنا جاء الوصف بالتصوير ليؤكد مدى حنو المصريين فى مودتهم لكل من حمل لهم خيرا ثم عاد الحجاج لصيغة التحذير «وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجياف الحطب» فأعطى الحذر بعدا معنويا آخر وهو أن كل من يحمل شرا سينتهى منه المصريون بحيث لا يبقى منه شىء يذكر كما تفعل النار فى حطبها بل ووصف الحطب بالجيفة المتحللة بحيث يفهم قارئ الرسالة مدى رغبة المصريين وإصرارهم فى التخلص من جالبى الشرور ثم عاد ووصفهم «وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل» وكأنه يؤكد على طارق بن عمرو بأن قوتهم أساسها الصبر وأصلها الجلد وقلبها التحمل. فعاد وأضاف «ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم».
3 - «فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه» وهذا ما فعلوه سابقا مع محمد على وجمال عبدالناصر ينوون فعله معك إلا أنه نبه «وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه» وهذا مصير مبارك ومرسى وأكمل الحجاج «فاتق غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم» وهنا إشارة الحجاج لحب المصريين لله وكيف لا وهم أهل التوحيد والعبادة للواحد القهار.
السيد المرشح المحتمل المحترم عبدالفتاح السيسى، أكتب إليك كتابى هذا وأنا أحد أبناء هذه البلاد وأحمل من صفاتهم ما أفخر به وأقول لك ما قاله الحجاج وأزيد عليه، إن وليت الحكم وعدلت فلك منا الأمان ولك علينا الطاعة وإذا اجتهدت وأصبت ودفعت بالوطن للأمام فلك منا أجران، أجر الطاعة وأجر العون أما إن توليت عنا وأدرت لنا ظهرك فلك عندى حق النصح فإن لم تمتثل لك عندى حق التذكير فإن وجدت منك إصرارا على باطل ليس لك على أمر وسأكون أول من يقف فى مواجهتك بأشرس مما واجهت به السابقين عليك لأننى وثقت بك وأتيت بك.
أخاطب فيك رحابة صدر وسعة أفق وضميرا يقظا يفرق بين المنافقين ومقبلى الأيادى وبين المخلصين ومقبلى تراب مصر فنحن صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائنا وأعداء الله.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

A

كفايه ........"توريث" ......و"تأليه" ....و"إفساد" مع فائق ا

عدد الردود 0

بواسطة:

مستر اكس

تسلم ياجو

عدد الردود 0

بواسطة:

aljalabey

سد النهضة

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmedelsenosy

احسنت يا يوسف

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

لماذا نصر على التشبث بالماضي

عدد الردود 0

بواسطة:

رضاك ياالله

ليس هناك شيك على بياض

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة