"سلمى".. من 4 سنوات عزلة إلى قوة ضد "التوحد"

الأربعاء، 19 فبراير 2014 12:31 م
"سلمى".. من 4 سنوات عزلة إلى قوة ضد "التوحد" سلمى
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجه عابس لا تعكس ملامحه سوى الرغبة فى الانفصال عن الجميع، ركن بآخر الحجرة اعتادت أن تجلس به رافضة التعامل مع من حولها لا تعرف سوى الصمت طريقاً لتمضية اليوم، أو الصراخ وسيلة للتعبير، هكذا كانت "سلمى" ذات الأربعة سنوات من التوحد الذى تعاملت معه والدتها بصبر فى رحلة طويلة من البحث عن طريق للخروج من مرض يأس الجميع من علاجه، كما أوضحت أثناء سردها لحكاية "سلمى" فى المعاناة من مرض التوحد الذى بدأت آثاره فى الرحيل شيئاً فشيئاً بعد تلقيها علاج من نوع آخر فى المركز السويدى التخصصى لعلاج ذوى الاحتياجات الخاصة، وهو المركز الذى نجح فى إثبات قدرته على ععلاج أطفال التوحد بأسلوب جديد وضع فى قائمة المركز صوراً متنوعة لأطفال استطاعوا الابتسام والاختلاط بعد سنوات من العزلة.

حكاية "سلمى" ليست هى الأولى من نوعها، ولكنها من القصص التى تعتبرها "علياء النجار" رئيسة المركز السويدى لذوى الاحتياجات الخاصة، جديرة بالذكر وسط غيرها من القصص التى تحاول جمعها عن مرضى التوحد بداية من لحظات دخولهم إلى المركز ومروراً بمراحل التعافى، وحتى الوصول إلى نتيجة مرضية يعيش فيها الطفل حياته بشكل طبيعى كغيره من الأطفال.

أما عن "سلمى" فتسرد والدتها تفاصيل رحلة العلاج التى بدأتها منذ عامها الأول، قبل أن تمر أربعة سنوات كاملة انتهت بدخول سلمى إلى المركز لتتحول إلى طفلة جديدة، وتقول: سلمى تعانى من مرض التوحد، فى البداية كانت دائمة الصراخ تفضل العزلة ولا تختفى ملامح العبوس عن وجهها، لا تفضل الكلام، ولا تستطيع التفاعل مع الآخرين، وهى الأعراض التى بدأت بالزوال تدريجياً بعد شهر من دخولها المركز وعلاجها بطرق حديثة، توقفت عن الصراخ وتعلمت بعض الكلمات، وأصبحت قادرة على طلب ما تريده بكلمات بسيطة مثل "أنا عوزة أكل"، تتعرف بشكل طبيعى على الأرقام والحروف، وأصبح الخروج معها ممكناً بعد أن انقطعت على الخروج بها نظراً لحالة الصراخ المتواصل، بدأت تتفاعل مع الآخرين بشكل مقبول اجتماعياً، بعد أن فقدت الأمل فى أن تتحسن حالتها أو تتعامل مع الآخرين بصورة طبيعية.

وعن سلمى وغيرها من الأطفال اللذين خاضوا التجربة ذاتها تقول الدكتورة "علياء النجار": مرض التوحد ليس مرضاً مستحيلاً كما يظن البعض، فهو عرض أو طيف يمكن التعامل معه من خلال أسلوب جديد نتعامل به مع الأطفال لدمجهم مع الآخرين وتعليمهم الكلام والأرقام والحروف والاختلاط الاجتماعى بدون خوف من الآخرين، كما يقدم المركز المساعدة للأهالى على كيفية التعامل مع الأطفال بطريقة خاصة تناسب طبيعة حياتهم الخاصة، وتساعد على سرعة نجاح العلاج.















مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة