إبراهيم داود

الملك وليم إسحاق «1»

الثلاثاء، 04 فبراير 2014 10:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعتبر الواحد نفسه محظوظا عندما يتذكر من صادفهم من الفنانين والكتاب الكبار، الراحلون منهم يهلون عليك أحيانا وأنت تمشى فى الزحام، أو عندما تقطع طريقا كان يؤدى إلى بيت أحدهم، وليم إسحاق مثلاً، كان يسكن فى الحارة التى إلى يمينك وأنت ذاهب إلى باب اللوق من ميدان التحرير، هو الرسام العظيم الذى كان يختار الوجوه التى يريد رسمها، والذى لا يطيق جلسات وحوارات الأدباء والمشتغلين بالسياسة، إذا نزل من شقته يكون متجهاً إلى مقهى زهرة البستان للعب الطاولة، هو لا يلعب إلا مع اللعيبة، يلعب بطريقة متوازنة، ولكنه إذا أحس أن خصمه تجاوز، يهاجم بضراوة ممتعة، فى هذه اللحظة لا يكون مشغولاً بالمكسب، ولكنه يترك أثراً لن ينساه خصمه والمتفرجون، سجن الملك مع الشيوعيين أواخر الخمسينيات، أخذ منه مأمور السجن لوحة، بروزها ووضعها فى مكتبه، وفى زيارة لإحدى المنظمات الدولية تسمرت سيدة فرنسية أمامها، وطلبت من المأمور شراءها، فطلب مبلغاً كبيراً، ودفعته، وقال لها إنه يملك عدداً كبيراً من لوحات الفنان نفسه، وحدث اتفاق بينهما، تم نقل الملك إلى زنزانة أخرى، ووضعوا أمامه فازات الورد والتفاح، وظل سبع سنوات يرسم لوحات يبيعها سجانه، ووليم سعيد، لأنه لم يعد مضطراً إلى تقطيع الحجارة أو ممارسة أى أعمال شاقة.

فى السبعينيات سافر إلى أمريكا وعاد متزوجاً من سيدة تصغره بثلاثين عاماً، كانت تأتى له مرة فى السنة، فى شقته الواسعة بالتحرير خصص غرفة للساعات، غير مسموح لأى شخص بدخولها، هى غرفة عمليات نظيفة ومرتبة وحسنة الإضاءة، مجهزة بمعدات دقيقة يجلس فيها ساعة فى الصباح وأخرى فى المساء، فى أواخر الثمانينيات قال له الأطباء أنه لن يعيش أكثر من ستة أشهر، ولم يصدقهم، وكان عنده حق، وللحديث إن شاء الله بقية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة