منتصر الزيات

زغردى أم الشهيد

الأحد، 23 مارس 2014 06:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفل العالم العربى فى أول يوم من فصل الربيع من كل عام بما يطلق عليه «عيد الأم وصاحب الاقتراح الكاتب الكبير الراحل «على أمين» الذى كتب فى مقاله الشهير «فكرة» متسائلا لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه «يوم الأم» ونجعله عيدا قوميا فى بلادنا وبلاد الشرق؟
ومنذ ذلك التاريخ أصبح عيد الأم مناسبة عربية قومية يتم الاحتفال بها سنويا فى 21 مارس من كل عام ورغم الإجماع الدولى حول وجود عيد للأم إلا أن تاريخ العيد اختلف من مكان لآخر ومن الشرق للغرب، فالعالم العربى اختار 21 مارس عيدا للأم بينما الأمريكان ومعهم غالبية الأوربيين احتفظوا بالثانى من مايو، وهنا تجدر الإشارة إلى حقوق الملكية الفكرية فى اختيار المناسبة عيدا للأم تبقى محفوظة للأمريكان مسجلة باسم «آنا جارفيس» منذ عام 1908.
تبقى مثل هذه المناسبات محل اعتراض داخل بلاد المسلمين، صحيح أن معارضتها تتزايد حينا وتتآكل أحيانا أخرى، يثير البعض شبهات الابتداع لكل الأعياد خارج نطاق عيدى الفطر والأضحى باعتبارهما العيدين الوحيدين فقط للمسلمين اللذين أثبتهما النبى - محمد صلى الله عليه وسلم - لقوله (إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها) وقوله: «من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» متفق عليه..‏ ويرى هؤلاء إحياء المناسبة تشبها بغير المسلمين باعتبارها تقليدا وفد من أمريكا.
وقد أعطى الإسلام للأم ما يكفل لها البر والاحترام طوال العام وليس يوما منه وقد قال سبحانه (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً) «النساء: 36»..‏ وقال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) «الإسراء: 23».‏ قال ابن عباس رضى الله عنهما: يزيد البر بهما مع اللطف، ولين الجانب، فلا يغلظ لهما فى ‏الجواب، ولا يحد النظر إليهما، ولا يرفع صوته عليهما، بل يكون بين يديهما مثل العبد بين ‏يدى السيد، تذللا لهما. ‏
والأميز فى وضعية الأم فى الإسلام أنه لا يمنع من برهما والإحسان إليهما كونهما غير مسلمين أو عاصين لقوله (وإن ‏جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا).‏‏
والحديث الأشهر للنبى صلى الله عليه وسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ‏رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتى؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم ‏من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أبوك» متفق عليه.‏
واستحسن آخرون الاحتفال بمثل هذه المناسبة باعتبار أنها من البدع الحسنة، وذهبوا إلى المسلك الذى ذهب إليه الإمام ابن رجب الحنبلى وغيره أن الأفعال التى يثاب المرء عليها ويشرع له فعلها بعد تحقيق الأصول الشرعية والأدلة المرعية عند الأصوليين لا تسمى بدعة شرعا وإن صدق عليها الاسم فى اللغة بمعنى أنها لا تسمى بدعة مذمومة شرعا، أو المسلك الذى ذهب إليه العز ابن عبدالسلام حينما قسم البدع إلى واجبة ومحرمة ومندوبة ومباحة، وقال فى حديثه عن المصافحة عقب الصلاة «واعلم أن هذه المصافحة مستحبة عند كل لقاء، وأما ما اعتاده الناس من المصافحة بعد صلاتى الصبح والعصر فلا أصل له فى الشرع على هذا الوجه ولكن لا بأس به، فإن أصل المصافحة سنة، وكونهم حافظوا عليها فى بعض الأحيان وفرطوا فيها فى كثير من الأحوال أو أكثرها لا يخرج ذلك البعض عن كونه من المصافحة التى ورد الشرع بأصلها».
وشهد المجتمع المصرى هذا العام جدلا واسعا عندما منح أحد الأندية المغمورة راقصة مصرية شهيرة جائزة الأم المثالية رغم كونها غير رسمية ولا تعبر عن الدولة المصرية.
أيضا تحفظ كثيرون على عدم عناية الدولة المصرية بأمهات الشهداء وبالطبع كل يغنى على ليلاه فأنصار الحكومة الحالية يطالبون بتكريم لأمهات الضباط والجنود سواء فى هيئة الشرطة أو القوات المسلحة الذين يسقطون قتلى فى مواجهات مع الخارجين على النظام وآخرهم العميد ماجد أحمد إبراهيم صالح والعقيد ماجد أحمد كمال اللذان قتلا أثناء مداهمة مخزن مفرقعات بالقليوبية والجنود الستة الذين قتلوا غدرا فى مسطرد بعد صلاة الفجر.
واحتفل معارضو النظام الحالى عبر مواقع التواصل الاجتماعى بعدد من أمهات من قتلوا فى مظاهرات أو فعاليات مناهضة أو أثناء فض اعتصام رابعة العدوية، وأبرز من تم الاحتفاء بهن السيدة سناء عبدالجواد والدة أسماء البلتاجى والسيدة صابرين ممدود والدة حبيبة، والسيدة أسماء السيد عطوة والدة هالة أبوشعيشع التى قتلت أثناء مشاركتها فى مسيرة بمدينة المنصورة والتى قالت إن ابنتها شهيدة لأنها خرجت فى سلمية فموتها فى سبيل الله، والسيدة هدى محمد والدة «على متولى» 18 سنة و«عبدالرحمن متولى» 20 سنة راضية التى قالت بهذه المناسبة رغم خلع قلبى حزنا لكن طالما الجنة هى المقابل فقد رضيت، إن شاء الله يكونوا مع النبى صلى الله عليه وسلم، هؤلاء مصريون سقطوا فى صراع فتنة نسأل الله أن يكونوا من الشهداء سواء كانوا يدافعون عن النظام أم يعارضونه، الذى لا ينبغى أن نشعر بالتعاطف معه هو من يرفع السلاح غدرا ويقتل دون دليل أو بينة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة