حنان شومان

أسئلة حائرة وفتاة جامعة القاهرة

الجمعة، 04 أبريل 2014 07:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا امرأة أعيش فى مصر، إذًا أنا عُرضة للتحرش ليل نهار وفى أى مكان وزمان.. أنا امرأة أعيش فى مصر، إذًا أنا أعرف معنى وعمق جرح المرأة مما تتعرض له من تحرش..

أنا امرأة وأم لفتاة أخاف عليها مما تتعرض له فى شوارع المحروسة وأدرك معنى نظراتها أحيانًا حين تعود للبيت وهى غاضبة أو منكسرة أو خجولة..

ولأنى امرأة أود أن أناقش معكم قضية تبدو أنها مرتبطة بالتحرش رغم بعدها، وهى ملابس النساء، وما كانت فتاة جامعة القاهرة، فى الحادثة الأخيرة الأكثر شهرة، بالتحديد ترتديه مما دفع البعض لاتهامها بسوء الخلق وكأنها بما كانت ترتدى تبدو فى دعوة صريحة للتحرش

دعونا نتناقش بهدوء ودون صراخ فإن كنتم من أهل الصراخ سلام عليكم ولا تكملوا، أما إن كنتم من أهل الحجة بالحجة فسلام عليكم واستمروا فى القراءة.

وقد تحدث الكثيرون عن التحرش وأهله وظهرت مؤخرا مبادرات عدة محمودة من المجتمع المدنى تجاه هذه الظاهرة القبيحة الأبيحة، وخرج من يقول إنها آفة سياسية

وآخرون يبررونها بالعوامل الاقتصادية، وغيرهم يؤكدون أنها غيبة دينية، أما أنا فأقول إنها كل ذلك وأكثر، ولكنى أود فى مقالى هذا أن أتحدث عن عنصر آخر عن المرأة أو الفتاة

المصرية ليس بمنطق تامر أمين ولا بمنطق رئيس الجامعة وإن اعتذرا فلا شىء يبرر للرجل التحرش بامرأة حتى لو كانت بائعة هوى، فما بينه وبينها فى هذه الحالة هو اتفاق أو اختلاف حول سعر ومواصفات، وكما يقول أهل بلدنا «بين البايع والشارى يفتح الله».

ولكنى هنا أود أن أناقش جانبا آخر من الحكاية، فإن كان حدث تدن فى أخلاقيات الشارع وعلاقات الناس بعضها ببعض رجالاً كانوا أو نساء، فبنفس القدر حدث تدن فى ذوق المرأة المصرية فيما ترتدى وكيفما ترتدى ومتى ترتدى بشكل عام

ففى زمن مضى كان الإخوة العرب يرددون عبارة شهيرة فى حينها، وهى أن «اللى ماتجوزش مصرية يبقى ماتجوزش»، ذلك أن المرأة المصرية آنذاك كانت النموذج الأمثل للمرأة بغض النظر عن مستواها الاجتماعى أو الثقافى أو المادى.

فى زمن مضى كانت المرأة المصرية نموذجا للجمال ليس بملامحها، فالملامح خلقها الله ولا يد لنا فيما خُلقنا عليه، ولكن الذوق العام كان متناسقا، فمن سيدات الطبقة الراقية المتفرنجة لنساء المناطق الشعبية بالملاية اللف والمنديل أبو أوية الشهير الذى كان يناسب ملابسها ويضفى عليها جمالا وجاذبية

حتى الفلاحة فى الحقول كانت تعرف ماذا وكيف ومتى ترتدى ملابسها، فتاة جامعة القاهرة كان ترتدى ملابس قبيحة أكثر منها أبيحة، لأنها لا تناسبها ولا تناسب المكان الذى وجدت فيه.. بهدوء ولا تظن أنى أعطى الحق بذلك للمتحرش

صحيح أن كل إنسان حر فيما يفعل ما لم يضر، ولكن ألا يتساءل أحد أن سوء ذوق ما ترتدى النساء والرجال فى مصر يضر العين كثيراً!

الحق أنى أحيانا كثيرة أضبط نفسى، وأنا أتمنى أن أستوقف فتاة أو امرأة لأقول لها إن ما ترتديه قبيح وغير ملائم لها، والله حبا وليس كرها أو تحرشا، ولكنى أتراجع خوفا من علقة شوارعية ساخنة.

كما أن النظافة لا علاقة لها بالغنى والفقر، حسن الذوق أيضا لا علاقة له بالغنى والفقر، وعلينا أن نعترف بأن كل شىء فى هذا البلد صار فاسد الذوق، واجهات المحلات، كثير من المذيعات والفنانات اللاتى كن فى زمن مضى قبلة لذوق النساء، فهل القبح صار منهجا لحياتنا

وكما شوارعنا كما حاراتنا كما نساؤنا كما رجالنا، صار حسن الذوق عملة نادرة.
وحسن الذوق الذى أتحدث عنه ليس له علاقة بموضة، كما أنه لا علاقة كما ذكرت بفقر أو غنى، إذًا ما هذا الذى أفسد ذوق أغلب نسائنا ورجالنا على السواء؟!

سؤال يجب أن يكون همه على عاتق باحثين فى مجالات عدة وليس فى مجال واحد.
فتاة جامعة القاهرة حادثة تحكى عن ظاهرة التحرش المقيتة فى المجتمع المصرى، ولكنها أيضا تشير لفجاجة وقبح الذوق العام فيما نرتدى وكيف ومتى نرتدى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

لا شك هذه الظاهره او المشكله لها اسباب كثيره اهمها غياب الدوله والقانون

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

اذا غابت هيبة الدوله وغاب القانون تحولنا الى غابه وحيوانات لها غرائز لا يمكن كبحها

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

التقليد الاعمى للغرب ايضا مشكله - اذا لبسوا مينى جيب احنا نخليه على البحرى ميكروجيب

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

كثير من الطبقات لا يهمها الذوق او التناسق فى الملبس والمهم عندها اظهار مفاتن الاغراء

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

فى ظل الفوضى عادة تطفو مشاكل الفقر والجهل والرغبات المكبوته ونرجع تانى للنظام وسنينه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

لدينا فقر وبطاله وعنوسه - لدينا حفر وبلاوى ومخدرات تبحث عن اى ضال وتستهويه بالجاذبيه

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

بصراحه احنا عاجزين ومشلولين وفاشلين عن حل اى مشكله تواجهنا وهذه هى جوهر القضيه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

طبيب مصرى

كلام صحيح

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

قولوها صراحة - الكل برىء والشعب هو الجانى

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

مصيبتنا ان هناك دائما مافيا تدير العمليه الانتخابيه من الالف الى الياء

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة