مؤسس حملة "الدفاع عن الشاعر القطرى السجين" : الأنبياء تعرضوا للنقد ولم يفعلوا مثل "آل تميم".. على حطاب: قضية "ابن الذيب" هى الاختبار الوحيد الذى واجهته حكومة الدوحة وفشلت فيه تماما

السبت، 05 أبريل 2014 12:27 م
مؤسس حملة "الدفاع عن الشاعر القطرى السجين" : الأنبياء تعرضوا للنقد ولم يفعلوا مثل "آل تميم".. على حطاب: قضية "ابن الذيب" هى الاختبار الوحيد الذى واجهته حكومة الدوحة وفشلت فيه تماما جانب من الحوار
أجرى الحوار - مصطفى عنبر - تصوير - حسن محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«لم يسبق على مر العصور أن صدر حكم على شاعر بالسجن المؤبد ثم تخفيفه إلى السجن 15 سنة بسبب قصيدة.. ولم يسبق أن تُحمَّل قصيدة مهما كان لونها أو شكلها تهما كالحث على قلب نظام الحكم أو إهانة الذات الأميرية، مع العلم أننا لا نعلم أشكال الإساءة للذات الأميرية»، هكذا وصف على الحطاب، الناشط الحقوقى المستقل ومؤسس حملة الدفاع عن الشاعر القطرى محمد بن راشد العجمى الملقب بـ«ابن الذيب» الحكم الصادر ضد الشاعر بالسجن 15 عاما لاتهامه بإهانة الذات الأميرية القطرية والحث على قلب نظام الحكم بسبب إلقائه قصيدة عنوانها «ثورة الياسمين».

وفى حديثه لـ«اليوم السابع» أوضح الحطاب - سعودى الجنسية وموكل من ابن الذيب لعرض قضيته فى المحافل الدولية - أنه تماشيا مع مادة بالدستور القطرى تحصن الذات الأميرية حتى من الانتقاد الموضوعى الذى تكفله الحقوق والأعراف الدولية، لم تتضمن قصيدة ابن الذيب كلمة أو إشارة للذات الأميرية قائلا: «أعتقد أن هذه المادة بالدستور القطرى تحولت من مجرد حماية الذات الأميرية إلى تقديسها، وتناست السلطة القطرية أن الأنبياء والرسل تعرضوا للنقد ولم يفعلوا مثلما فعلت».

سألناه فى البداية: لماذا جئت إلى مصر؟
فأجاب: أولا أود التنويه بأن قضية ابن الذيب هى أكبر قضية تم تداولها فى الأوساط الخليجية وداخل قطر تحديدا، لأنها جسدت أطول حكم سياسى رسمى حتى الآن، أقرته محكمة التمييز فى قطر، التى توازى محكمة النقض فى مصر.

وأنا جئت إلى مصر لمواصلة حملة «الدفاع عن الشاعر» التى بدأناها فى أوروبا خلال يوليو من العام الماضى، حيث انطلقنا من لندن ثم باريس، ووجدنا تعاطفا كبيرا من المجتمعات المدنية، ونظمنا مؤتمرا صحفيا بمجلس العموم البريطانى شارك فيه النائب البريطانى المعروف جورج جالوى، وأبدى عدد من المحامين تعاطفهم واستعدادهم لتبنى القضية، وفى باريس فعلنا نفس الخطوات فضلا على إجراء عدة لقاءات تليفزيونية.

فى مصر زرت حزب التجمع وتبنى الدكتور رفعت السعيد تدشين حملات تضامنية تشمل عقد مؤتمرات وتصعيدا إعلاميا وزيارات للسجين، بحيث يكون الضغط متواصلا من أجل إطلاق سراحه حيث تعتبر قضيته الاختبار الوحيد الذى واجهته الحكومة القطرية حتى الآن وفشلت فيه فشلا ذريعا.

هل صحيح أن قصيدة ابن الذيب حملت فى طياتها إهانات للذات الأميرية؟
القصيدة مكونة من 11 بيتا تكلم فيها محمد بن الذيب عن ثورة الياسمين كحال أى عربى تفاعل وتأثر بثورتى تونس ومصر، وأراد من خلالها ترسيخ مبدأ مشاركة الشعوب فى اختيار حكامهم وثروات بلادهم وتقرير مصيرهم، وكان من ضمن الأبيات بيت يقول فيه إنه بما أننا نستقدم من الغرب سياراتنا وملابسنا والسياسات أيضا فلماذا لا نستقدم القانون والحرية.
ولكن السلطة القطرية وجهت للقصيدة تهما أكبر من الواقع بكثير، مثل الحث على الانقلاب على الحكم، والإساءة للذات الأميرية رغم أن الأنبياء والرسل تعرضوا للنقد ولم يفعلوا مثلما فعل الأمير القطرى وكونى موكلا رسميا من السجين وبعد أن استنفدنا كل الطرق القانونية تم تخفيف الحكم بعد الاستئناف على ابن الذيب من المؤبد إلى السجن 15 عاما، وكانت حيثيات الحكم أن الشاعر ذكر القصيدة فى محافل رسمية وأمام العديد من الجماهير ما قد يثير الناس، غير أن النيابة العامة فى قطر لم تقدم أى دليل على ذلك.

هل تعتقد أن النظام الحاكم أصدر أوامر لجهة التحقيق لتصعيد القضية إصدار حكم قاس؟
أعتقد أن السلطة الحاكمة فى قطر لم ترسم من بداية القضية ما وصلت إليه المحاكمة الآن، حيث إن الغرض من اعتقال ابن الذيب كان فى البداية نوع من التهديد وأخذ تعهد عليه بعدم تكرار ذلك، ولكن الكبرياء السياسى المنفصل عن القانون عندما رأى الشاعر بعد اعتقاله يرفض التوقيع على التعهد وبعدها تم تسريب تسجيل صوتى له مدته 10 دقائق تكلم فيه عن تعاطى قطر من الدول الخارجية وزعمها دعم الحريات فى ليبيا وباقى الدول، وهو ما أحدث ضجة كبيرة، اتخذت القضية منحنى آخر حتى يتم تصعيدها من أجل تلفيق تهم لابن الذيب، وأصبحت النيابة العامة الخصم الأساسى فى القضية، حيث إن قاضى التحقيق هو من نطق بالحكم، وهذا يعتبر خرقا واضحا للقانون لأن القاضى لا بد أن يكون مستقلا تماما عن النيابة العامة.

ومن الواضح أنه كان هناك تأثير سياسى مباشر من السلطة الحاكمة وتحديدا من الشيخ تميم بن خليفة، أمير دولة قطر الحالى، على مجريات التحقيق، وأعتقد أن هذا يرجع إلى أن الثقافة التى يمليها الحكام فى الخليج وعوائلهم على شعرائهم بأن يكونوا «شعراء بلاط» بمعنى أن يمدحوا الحاكم فقط، وعندما خالف هذا الشاعر الثقافة المعتاد عليها فى المنطقة الخليجية، وأصبح يعبر عن الشارع اعتُبر خارجا عن المألوف وجارحا لكرامة الحاكم.

الشارع القطرى لم ينتفض بعد الحكم على ابن الذيب.. لماذا؟
فى الشارع القطرى الكثير من المتعاطفين مع قضية ابن الذيب إلا أن الخوف من سطوة النظام الحاكم الذى لا يسمح بوجود منظمات مجتمع مدنى ولا إعلام حر أدى إلى منع المجتمع من إظهار التعاطف مع ابن الذيب.

دائما تستطيع قراءة المجتمعات ونبض الشارع فى أى بلد من خلال المساحة التى تعطيها الحكومة للمجتمع المدنى الذى يمثل ظل الحكومة، والقارئ للوضع القطرى يجد مجتمعا يعيش رفاهية اجتماعية وبمعزل تام عما يدور داخل الأروقة السياسية، وكان هناك وعود من الشيخ حمد بن خليفة قبل تنحيه عن الحكم بأن يكون فى قطر مجلس شورى منتخب خلال منتصف 2013، لكن هذه الفكرة اختفت تماما وأعتقد أن طرحها كان تجاوبا مع المتغيرات التى أحدثتها الثورات العربية وبعد أن هدأت وتيرة تلك التغيرات اختفت الفكرة.

النائب العام القطرى اتهم حملتكم بالعمالة وتنفيذ أجندات خارجية.. ما رأيك؟
هذه الحملة ستقف لحظة خروج ابن الذيب من السجن وهذا دليل على أننا ليس لدينا أجندة خفية ضد أحد ولم ننظر إلا لمصلحة السجين الذى مضى أكثر من عامين وأربعة أشهر فى زنزانة انفرادية ما يعتبر انتهاكا صارخا لحق السجين الذى لم نستطع زيارته حتى الآن.

هل لديكم معلومات عن حالة ابن الذيب فى محبسه؟
ما نعرفة من معلومات تصلنا من أفراد أسرته الذين يستطيعون زيارته، وقد أخبرونا أن روحه المعنوية مستقرة لأنه مؤمن بالمبدأ الذى انتهجه، كما أنه لم يتعرض لتعذيب أو عنف جسدى، لكنه يتعرض لتعذيب نفسى، حيث يوجد فى زنزانة خالية تماما من المساجين أو بمعنى آخر «حبس انفرادى» حتى ينهزم نفسيا وينحنى ويقدم اعتذارا عما كتبه.

هل تعتقد أن قضية ابن الذيب أحدثت تأثيرا سلبيا على السلطة فى قطر؟
هذه القضية أبرزت مدى هشاشة النظام فى قطر الذى لم يقم على مشاركة الشعب ولم يعترف بالمجتمع المدنى وغير قائم على قانون ولا دستور يدعم العدالة الاجتماعية حتى أصبح النظام يعانى الخوف الشديد من أبسط الأشياء، سواء الانتقاد أو الكلمة الحرة، فيما أن أعتى الأنظمة الديمقراطية لا تهاب أى انتقاد بل تراه حقا مشروعا وتخلق المعارضة باعتبارها أمرا صحيا لتصحيح الأخطاء.

هل سبق أن عارض ابن الذيب النظام فى قطر؟
محمد بن الذيب لا يعتبر معارضا بقدر ما يعتبر نفسه شاعرا يؤثر ويتأثر كما تأثر الكثير من العرب بالثورات التى حدثت فى البلدان العربية، وهو كشاعر عندما تتحرك عاطفته نحو الغزل يكتب غزلا وعندما تتحرك تجاه موقف إنسانى يكتب هكذا، لكن فى هذه المرحلة تفاعل الشاعر مع ثورات الربيع العربى فتكلم عن ثورة تونس وحق الشعوب فى المشاركة السياسية وتساءل إلى متى يظل مبدأ توريث الحكم فاعلا؟ ولماذا لا يكون للشعوب الحق فى تقرير مصيرها؟

كيف تعاطت منظمات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان مع القضية؟
فى أول 10 أشهر لم يكن هناك أى تفاعل من منظمات حقوق الإنسان العالمية لكن عندما صدر حكم على ابن الذيب بالسجن المؤبد ظهر تفاعل كبير من منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس وتش ومنظمة العفو الدولية وعنونوا تقاريرهم فى هذه القضية بـ«شاعر ثورة الياسمين» وتجاوز هذا التعبير صدى الحقوق والإعلام إلى الصدى الأدبى واستقبلنا قبل 4 أيام وفدا من أهم منظمة أدبية على مستوى العالم pen Organization جاءوا إلى قطر لمقابلة السجين والنائب العام القطرى لكنهم وجدوا الأبواب مغلقة أمامهم، وكان النائب العام يتحاشى مقابلتهم لأنه لا يملك أدلة لتبرير الاتهامات التى وجهت لـ«ابن الذيب» وفى مقابلة للنائب العام القطرى قال إننا لم نحرك كل القضايا تجاه السجين، ولو حركناها لصدر ضده حكم بالإعدام، ونحن نعتبر هذه التصريحات خيانة لعمله لأنه ليس مخولا بانتقاء التهم.

باعتبار أن ابن الذيب من أشهر شعراء قطر.. هل كان له علاقات بأحد فى العائلة الحاكمة؟
محمد بن الذيب كان يتمتع بعلاقات جيدة مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى وأبنائه حيث إنه كان شاعر قطر الأول.

هل ترى أن شروط المحاكمة العادلة توافرت فى القضية؟
بالطبع لا.. فالمحاكمة لم تتوافر بها شروط المحاكمة العادلة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة