أشار عدد من النقاد والروائيين، إلى أن هناك العديد من الأعمال الأدبية التى تناولت فئة "العمال" وعبرت عنهم بامتياز، منها "الحرام" ليوسف إدريس"، و"وردية ليل" لإبراهيم أصلان، إلا أنه فى الفترة الأخيرة انصرف الأدباء عن هذه الفئة، مؤكدين على ضرورة العودة للكتابة عن العُمال، وخاصة العاملين بمصانع الإنتاج.
الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد، قال، إن هناك أعمالا روائية كثيرة تناولت فئة "العمال" منها رواية "الحرام" ليوسف إدريس، عن عمال التراحيل، ولكنها لم تكن فكرة العمال بقدر ما هى تحدث عن القهر الإنسانى، والقضايا الإنسانسة.
وأضاف "عبد المجيد" أن فترة الستينيات من أكثر الفترات التى شهدت الأعمال الروائية التى تناولت العُمال، لأنها فترة الاشتراكية فى مصر، لكن هناك روايات مثل "المسافات، وصيف 67" قد عبرا عن العمال بشكل إنسانى.
وأكد "عبد المجيد" على أن رويات الفترة الحالية، إذ لم تكن تعبر عن العمال إلا أنها تعبر عن كل الشخصيات من الطبقة المهمشة، والفلاحين، والطبقة الفقيرة، إذ أنها عبرت عن أحلامهم وآمالهم فى الكون.
وقال الناقد هيثم الحاج على، إن أبرز من كتب عن فكرة وقيمة العمل، وقيمة العامل، هو الأديب توفيق الحكيم، وبذلك فتح الباب لأدباء آخرين، لتناول هذا الموضوع، وفتح الباب لظهور مجموعة من الروايات التى تتحدث عن المجتمعات العمالية رواية "وردية ليل" لإبراهيم أصلان، و"المسافات" لإبراهيم عبد المجيد والتى تناول فيها عُمال السكة الحديد، ورؤيتهم للحياة.
وأضاف هيثم الحاج، أن الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، كتب أيضًا عن عُمال غزل المحلة فى روايته "الفوريكة" التى تعتبر من النصوص السردية المهمة عن المحلة، موضحًا أن كل روائى عبر ببراعة عن الفئة العُمالية حوله، فكل روائى عاصر مجتمعه استطاع التعبير عنه بوضوح.
وأشار هيثم الحاج، إلى أن هناك أفلامًا سينمائية عبرت أيضًا عن عالم "العُمال" بإدقان من أهمها فيلم "باب الحديد" والذى كان يدور حول عُمال السكة الحديد، كذلك فيلم "صراع فى المينا" الذى وضح طبيعة عملم.
وقال الناقد الدكتور شريف الجيار، إنه ربما تأرجحت الرواية المصرية زمنيًا فى التعامل مع صورة العامل المصرى بكل فئاته وتخصصاته، ودعا لذلك التغير السياسى من فترة إلى أخرى، حيث نلحظ أن الخطاب الروائى المصرى ربما جسد صورة العامل، فى فترة الستينيات أكثر من أى فترة تالية.
وأوضح "الجيار"، أن ذلك يرجع إلى التوجه العام فى مصر فى تلك الفترة، إذ كان متجهًا نحو الاهتمام بالإنتاج، والطبقات البسيطة فى المجتمع المصرى، وكانت القيادة السياسية فى تلك الفترة بقيادة جمال عبد الناصر تأخذ بالاشتراكية التى تجعل الفلاح والعامل، شريكًا للدولة فى الإنتاج.
وأضاف "الجيار" أنه برغم كل هذا نلحظ أن معظم ما كتب فى تلك الفترة رصد مشكلات هذه الطبقة، أكثر من الاهتمام بأهميتها، ونذكر من هذه الأعمال عمال التراحيل الذين رصدهم يوسف إدريس فى روايته "الحرام"، وكذلك رواية "وردية ليل" لإبراهيم أصلان، وكيف أنه نقل إليه يوميات موظف البريد، فى بنية واقعية فنية، تكشف عن حياة هذا الطبقة المهمشة أيضًا، والتى تحتاج إلى اهتمام واعتناء داخل الدولة.
وأشار "الجيار" إلى أنه بمرور الوقت، وبما شهدته مصر من تغيرت على الصعيد السياسى، لم تحتفِ الرواية منذ السبعينيات وحتى الآن احتفالا يليق بالعامل الذى يعتبر فى تاريخ الحضارات ركيزة محورية فى بناء أى مجتمع.
وأوضح "الجيار" أنه فى الفترة الأخيرة، صدرت رواية أحلام وقمامة القاهرة، للكاتبة المصرية فوزية أسعد، وتدور حول عمال القمامة ومعاناتهم فى القاهرة بالتحديد.
وأكد "الجيار" على أن عُمال إنتاج المصانع فى احتياج إلى الاهتمام بهم، وتصوير واقعهم من خلال الأنواع الأدبية المختلفة.