تعتبر الحناء من المواد التى تفرط السيدات فى استخدامها ضمن أدوات تجميلها، خاصة فى المجتمعات الشرقية، واعتادت بعض الشعوب على تخصيص يوم من أيام العرس يسمى "يوم الحنة"، ويتم فيه تزيين العروسين بالحناء، كإحدى عادات وتقاليد تلك الشعوب.
ونحن فى مصر نهتم جداً بالحنة ونعتقد فى شفائها أو تخفيفها لبعض الآلام، خاصة فى اليدين والقدمين، بل وتقدرها نساؤنا جدا, وظهر مؤخراً ما يعرف بـ"رسم الحنة"، حيث تضاف بعض المواد الكيميائية إلى الحناء لتسهيل عميلة رسمها وتثبيتها على البشرة فى أماكن مختلفة بالجسم.
وفى هذا السياق، يقول الدكتور سعيد محمد سعيد، استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية، إن تلك المواد الكيميائية تؤدى إلى نوع من "رد الفعل"، حيث تتفاعل المواد المخلوطة بالحنة أو أى شىء غريب لا يستطيع الجلد تقبله مع "المناعة" التى قد لا تستطيع مقاومته، مما يسبب ظهور طفح جلدى (wheal) بارز لونه أحمر فاتح قد يتغير على حسب تلك المواد، ولكن تكمن خطورته فى أنه قد ينتشر فى الجسم بأماكن أخرى إذ لم يتم تشخيصه بدقة وعلاجه بسرعة وبالطريقة المناسبة.
ويوضح "سعيد", أن المواد المضافة للحناء تسبب الارتكاريا، والتى قد تصل إلى درجات حادة منه, ومن أهم أعراضها الهرش الحاد الذى يؤدى إلى تقرحات جلدية وظهور "بثور" تسبب التهابات شديدة فى الجلد وتغير لونه للأحمر بدرجات متفاوتة وارتفاعه عن مستواه الحقيقى, وتتحول الالتهابات إلى تقرحات شديدة قد تنتشر فى الجسم كله إذ لم يتم علاجها فى الحال.
ويشير استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية إلى أن الارتكاريا الناتجة عن المواد الكيميائية المضافة لـ"الحنة" نوعان، منها الحاد والمزمن، أما النوع الحاد منها فلا يسبب أعراض المرض لمدة تتعدى اليومين بعد علاجه, أما النوع المزمن منه قد تصل فترة علاجه إلى أكثر من أسبوع، وتظهر فى تلك الفترة الأعراض المذكورة سلفاً كاملة وبشكل حاد جداً.
وينصح الدكتور سعيد بتجنب الاستخدام المفرط لـ"الحنة"، وإن أمكن عدم إضافة مواد كيميائية غير معروفة عليها قد تسبب ارتكاريا الجلد، دون استشارة طبيب، أو إذا لزم الأمر نقوم بعمل اختبار مسبق لها, كما ينصح بالامتناع عن الهرش حال الإصابة بأى طفح جلدى حتى لا يسبب التهاب الجلد ويضاعف من الحالة المرضية، مع ضرورة عدم الإهمال فى مثل هذه الحالات، واستشارة طبيب متخصص فور الإصابة.
ويؤكد استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية، أن علاج الارتكاريا يكون باستخدام (Anti Histamine) "أنتى هيستامين"، وهو أحد أنواع الكورتيزون الموضعى ولا ضرر منه، مع استخدام بعض المراهم الموضعية لمنع الهرش، بالإضافة إلى استخدام ملطفات فى صورة كريم أو مرهم، مع الاهتمام بعميلة النظافة المستمرة، خاصة فى الأماكن المصابة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة