جروبات العائلات عبر "فيس بوك" تقضى على حلم "لمة العيلة"

الخميس، 12 يونيو 2014 08:34 م
جروبات العائلات عبر "فيس بوك" تقضى على حلم "لمة العيلة" صورة ارشيفية
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مساحة تواصل لم تمنحها لهم ضغوط الحياة وظروف البعد عن حلم العائلة الواحدة، الذى يقارب تحقيقه حدود المستحيل يوماً بعد آخر، هى المساحة الحرة التى انتقلت من لمة العيلة فى منزل واحد إلى اللمة فى "جروب" على "فيس بوك" يجمع أفراد العائلة الواحدة، ويعفى أفرادها من هموم الزيارات العائلية والواجبات الأسرية التى تاهت وسط زحام العمل والسفر والضغوط، وهو ما دفع معظم العائلات لاستبدال زيارات الواجب بكومنت على "فيس بوك"، أو لايك لصورة وكلمة مبروك للمجاملة بدلاً من حضور مناسبة عائلية، أو الاطمئنان على الأخبار من خلال محادثة مجمعة توصل أطراف عائلة فضلت "فيس بوك" طريقاً للتواصل العائلى السهل السريع.

"أنا من عيلة، عيلتى، عيلتنا، عيلة الهنا"، وغيرها من عناوين التجمعات العائلية التى انتشرت مؤخراً على "فيس بوك" لمد التواصل تحت عنوان "جروب العيلة"، وهو ما تتحدث عنه "سونيا محمد" واحدة من أفراد عائلة "ندا"، التى أنشأت "جروب" خاصاً بها، بعنوان "أنا أنتمى لعائلة ندا"، ووضعت مجموعة من الطقوس العائلية الخاصة تحت خانة "جروب سرى" أو secret grope، لحفظ سرية العلاقة الخاصة جداً بين المشاركين، وتقول "سونيا": فكرة الجروب كانت فكرة واحد من العيلة، وكان هدفه تجميع العيلة كلها فى مكان واحد، دلوقتى فى ناس كتير مسافرة برا مصر، ده غير أن كل واحد مشغول فى حياته، عشان كده عملننا الجروب، لو فى فرح كلنا بنهنى وبنتكلم عن عيلة العريس أو العروسة ونحط الصور، ونفتكر الذكريات بتاعة العريس أو العروسة وهما صغيرين، ولو فى عزاء كلنا بنبلغ بعض، وفى رمضان كل يوم بنحط صورة لشخص من كبار العيلة ونتكلم عنه".

"زفاف أحد الأقارب، موعد مع والدة العروسة، السؤال على أخبار أحد الأفراد، والمحادثات المجمعة فى المناسبات، إلى جانب صور تعود لذكريات تجمعات عائلية قديمة أو حديثة قسمها أفراد العائلة فى ملفات منفصلة، هى طقوس جروب "عيلة الهنا"، الذى جمع عائلة أخرى تتحدث عنها "خديجة حامد" قائلة: "عيلتنا كبيرة أوى وكل واحد فينا عايش فى حتة، كنا محتاجين مكان واحد نجمع فيه ذكرياتنا كلها، بدل ما الدنيا تلهينا وما نفتكرش بعض، وكمان صورنا وذكرياتنا من وإحنا صغيرين لحد ما كبرنا".

البعد عن لمة العائلة الحقيقية هى خطورة "جروب العائلات" التى تحدثت عنها الدكتورة "سامية خضر"، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس التى علقت على لمة العائلات على "فيس بوك" قائلة: اللجوء لمساحة مفتوحة تتيح التواصل هو المهرب الوحيد من الضغوط وانقطاع العلاقات الاجتماعية، بسبب مشاغل الحياة، وهى وسيلة جيدة لتقريب المسافات وإعادة روح العائلة، وهو ما وفرته مواقع التواصل الاجتماعى نظراً لتغيير السلوكيات والعادات الاجتماعية تبعاً لتغير ظروف الحياة والنسيج الاجتماعى، ولكن الخطورة فى اختفاء التواصل الملموس تماماً، وقضاء الوقت كله على الإنترنت، فيما عدا ذلك تعتبر الجروبات العائلية بديلاً "للمة العيلة" التى اختفت تقريباً.

















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة