يعيش بعض الأشخاص حياتهم كلها دون استعمال العقلانية والتجرد، وهذه العوامل مهمة لإنعاش العقل وتساعد على تطوير الشخصية باستمرار، فالاعتقاد أن اتخاذ المنهج العاطفى فى الحياة بشكل دائم هو أمر حميد لا يمكن التخلى عنه اعتقاد خاطئ، وهذا التفكير ليس سليما، فبجانب المنهج العاطفى يجب أن يحل المنهج المتجرد محله ويسيطر تماما على الشخصية ولو لبضع لحظات قصيرة خلال اليوم الواحد أو بين الحين والآخر.
بهذه الكلمات أكد أخصائى النفسية والعصبية الدكتور مصطفى محمود على ضرورة ترك الإنسان العاقل المتطور المؤمن بالتغيير، لعقلانيته تسيطر عليه لمدة قصيرة كل فترة، واعتناقه لـ"التفكر المجرد" فى أمور الحياة التى تخص حياته بشكل خاص، والتى تخص أيضا الأحداث والأمور المحيطة به وبعالمه وتؤثر عليه بشكل عام.
هذه الطريقة فى التفكير كفيلة بتحويلك لشخص عادل، متفكر، شديد التفكر والعقلانية وعدم الشخصنة والحكم على الأمور والفصل فيها بشكل واعٍ تماما، حتى أمورك الشخصية، وتصحح مسار شخصيتك ومنهجك فى الحياة.
هذا الأسلوب فى "التفكر" نوع من "الفلترة" أو "التنقية" المنتظمة التى يقوم بها الشخص بشكل منتظم، ويساعد نفسه على تطويرها وتحسينها والوصول لدرجات من العقلانية المطلوبة فى الحكم على أموره الشخصية والعامة، ولا شك أن العقل دائما يفكر متجردا، ولذا يكون حكمه فى أغلب الأوقات أقرب إلى الصواب دون النظر لاعتبارات حسية لا تفيد كثيرا ولا تطور من الشخص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة