ينتابنا شعور غامض مشمئز رافض عندما نتعامل مع المتحولين جنسيا أو غير الأسوياء فى نمط حياتهم الجنسية، فما هو التفسير النفسى والاجتماعى لهذا الفعل تجاه من يخضعون لعمليات التحول الجنسى؟ أو أولئك الشواذ أو غير الطبيعيين فى ممارساتهم؟.
الإجابة لدى أطباء النفس والاجتماع، الذين يحللون طبيعة نفسية وفكر الإنسان ومدى قدرة تحمله على رؤية تلك الظواهر الغريبة، ومدى قدرته على التكيف معها والتعامل معها بشكل طبيعى دون حواجز أو أزمات.
من جانبه أوضح الدكتور محمد محمود، أخصائى النفسية والعصبية، أن الإنسان مخلوق على الفطرة، يرفض كل ما ينافى فطرته ويؤذى سريرته، ومثل هذه الأفعال أو التحولات المنافية للطبيعة بالنسبة له هى نوع من خرق لهذه الفطرة بالنسبة له، يشعر خلالها بالاشمئزاز والكره والبغض، وهنا التفسير النفسى لما يحث له، يحدث له نوع من الاضطراب النفسى الناتج عن الصدمة النفسية السريعة، بسبب رؤيته لما يخل ميزان التوازن الفطرى لديه، والتحول مما هو فطرى وعادى وطبيعى، إلى ما هو غير طبيعى وغير مستساغ بالنسبة له، سواء لعقله أو لفطرته أو لنفسيته.
وأضاف الدكتور محمد محمود، أن الإنسان الطبيعى يتأثر بشكل عميق، لأن رؤية المتحول جنسيا تشعر الإنسان بالتناقض، والجمع بين المتناقضات غير المتساوية وغير الطبيعية، ولا مثالية فيها مثلما خلقها الله تعالى، فضلا عن ذلك، فالإنسان لا يحتمل نسيان ماضى الشخصية المتحولة جنسيا، فلا يمكنه نسيان نوعه وجنسه السابق – سواء أكان رجلا أم امرأة – أو نسيان حياته الجنسية السابقة.
وأكد الاستشارى النفسى، أنه تهجم على رأس وعقل الإنسان الكثير من الأفكار غير المرتبة نظرا لهذا الاضطراب وهذه الصدمة النفسية، وعدم القدرة على الوصول لمحتوى سوى فى هذا النطاق، وسريعا يبادر ذهنه بعض الأفكار المتناقضة وإجاباتها غير المتسقة فى المستقبل، مثل كيف سيغير هذا المتحول حياته كلها من ملبس وطريقة عيش وحياة وأصدقاء ويتعامل بجنسه الجديد؟، وهل هو سوى أو مريض نفسى؟، وكيف سيمارس حياته الجنسية؟ كلها أسئلة وأفكار إجاباتها غير شافية وتشعر الشخص بالمزيد من التذبذب النفسى تجاه الشخصية المتحولة جنسيا.
وأكمل محمد محمود، أما من الناجية المجتمعية، فلا شك أنها مبنية بناء رصينا على هذا التذبذب النفسى ولا تنفصل عنه، ولا يعى الكثيرون ممن يطالبون بضرورة تقبل المتحولين جنسيا، بأن العرف المجتمعى وهذا النبذ الذى تجريه الجماعات المحيطة بالمتحولين جنسيا، هو رد فعل طبيعى لذا التذبذب النفسى الناتج عن صدمتهم النفسية وعقلهم الذى لا يستسيغ مثل هذه الأفكار أو التحولات الصادمة،هذا ما أكد عليه الدكتور محمود غلاب أستاذ طب النفس الاجتماعى.
وأضاف، "المجتمع يرفض لأن أفراده رافضون، فالعقل الجمعى هو نتاج العقليات الفردية مجمعة، ولذا فما يفكر فيه الفرد داخل المجتمع ويتسق مع ما يفكر فيه غيره، هو نوع من الفكر الجماعى وبالتالى يتم اتخاذ موقف جماعى تجاه أية قضية، كالتحول الجنسى، غير المقبول حتى الآن حتى فى المجتمعات الغربية بالنسبة الكاملة كما يعتقد البعض، فالأمر يرتبط بالفطرة وأصل الإنسان، وهذا التفكير لا تحكمه بلدان، إنما يحكمه فكر وشعور، ولذا تجده من الصعب قبوله فى أغلب العقول، وبالتالى فى أغلب المجتمعات مقارنة بفئة أصغر قد تتقبله".
قد يرى البعض فى هذا التحول الجنسى فسادا للمجتمع، وذبذبة وخلخلة لنظامه المنتظم المتراص، ومن هنا يبدأ الرفض الحقيقى له.