حنان شومان

تعبت من المعارضة.. نفسى أبقى موالاة

الجمعة، 06 يونيو 2014 10:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلك تجربة ربما تكون مررت بها أنتَ أو أنتِ بغض النظر عن عملكم أو سنين عمركم، ولكنها بالتأكيد تجربة تلخص حال كثير من أهل المحروسة ممن احتفلوا بفوز السيسى فى شوارع مصر، أو حتى من التزموا بيوتهم وجلسوا يرقبون المشهد ومازالوا ينتظرون مثلى.

منذ أن تفتحت عيناى على الحياة الاجتماعية والسياسية فى مصر مع منتصف سن المراهقة والجامعة، كنت أجد «حالنا مايل لا يسر عدو ولا حبيب»، أتلفت حولى فلا أجد شأناً واحدا يرضينى كمواطنة صغيرة حتى فى أصغر الأشياء، فلا شوارع كشوارع أوروبا ولا معاملة آدمية فى أى مكان مرتبط بالحكومة، ولا حياة لفقير لا يجد أملا، وأغلب ما كنت أسمعه من الكبار من حكايات وتعليقات عن الحياة فى مصر، كان فسادا فى فساد، فراخ فاسدة، لحمة فاسدة، لبن مشع، وهكذا لا شىء يشير لى أو يعلمنى إلا أن أكون معارضة وشرسة لذلك الحكم، وتلك الحكومات المتعاقبة، ثم تتعاقب الأيام على كما تتعاقب على مصر، ولا شىء يتغير بل تسوء الأحوال وكنت كلما كبرت عاماً رأيت الواقع أكثر وأكثر، وهكذا صرت معارضة بالفطرة لكل ما يمت للحكومات بصلة، وكنت كلما أرى الفساد يكبر، تكبر معارضتى ومظاهرها على الأقل بالنسبة لعملى، وهى كلمتى، فلم أكن أملك سواها، وعليك أن تفصل بين إحساسى وموقفى المعارض دوماً عن حبى لبلدى، فقد كنت مثل آخرين من جيلى تعلمت بالفطرة أن حب الوطن فرض على، لكن حب الحكومة حاجة تانية خالص، ولم تكن الكراهية فى قلبى والمعارضة تخص الحكومة، وأغلب أعمالها، ولكن المأزق أنى كنت معارضة وكارهة للمعارضة الرسمية للحكومة ذاتها، أو على سبيل الدقة كثير من معارضيها، لأنهم بلا فخر كانوا أسوأ من الحكومة ذاتها، فلم أنضم يوماً لحزب أو حركة أو جماعة أو جمعية، واكتفيت بأن أكون حرة، لسانى من دماغى على الحكومة وأحياناً على اللى يعارضها فى أحيان أخرى.

ثم جاءت ثورة يناير، وعشت فيها أحلاماً بأنى أخيراً وبعد عمر طويل سأستريح من المعارضة، وسنبنى بلدنا معاً حتى مع الاختلافات، ولكنى كنت واهمة، فما هى إلا أسابيع قليلة واكتشفت الخازوق الذى جلست عليه مصر وعادت ريما لعادتها القديمة، معارضة والرزق على الله، وتصورت كما تصور أهل الجماعة أنه لا خلاص لنا منهم إلا بعد قرنين أو ثلاثة يعنى غالباً سأكون أنا وأحفادى وربما أحفادهم رماداً، ولكن قدر الله وما شاء فعل، فقد تخلصنا منهم بأسرع مما كنت أو كان أحد يتصور، وكان ما كان مما جرى على أرض مصر وجاءت ثورة يونيو، وانتصرنا وتخلصنا من الجماعة بضربة معلم شعبية، ولأن اللى اتلسع من الشوربة ينفخ فى الزبادى لم أفرح بشدة، وأسرع فى ضبط بوصلة إحساسى تجاه معارضتى المزمنة كما فعلت بعد ثورة يناير مباشرة، ولكنى توجست خيفة فى انتظار ما ستسفر عنه الحالة السياسية والحكومية، وإن كنت قد ضبطت نفسى فى موقف أو أكثر أشعر ببعض الشفقة والتراحم على مسؤولى الحكومة وهو إحساس غير معتاد لدى ولكنه على كل حال لا يطول إلا لحظات.

وها قد جاءت الانتخابات التى شاركت فيها للمرة العاشرة منذ يناير ولأول مرة منذ شاركت، تأتى النتيجة كما اخترتها فقد تولى السيسى الذى اخترته للحكم وأصبحت كما أظن عضوا فاعلا فى اختيارنا لهذا الرئيس ومسؤولة كغيرى عن تصدره الحكم، وليس مجرد صاحبة كلمات متناثرة غاضبة هنا أو هناك.. ويبدو أن هذا الأمر وضعنى فى مأزق شخصى فبقدر ما تعبت من دور المعارضة الذى لم أعرف له بديلاً منذ وعيت، وأتمنى أن أجرب مرة واحدة قبل أن أموت إحساس أهل الموالاة، إلا أننى متوجسة أن أترك مقعدى على يسار أى حكم لهذا البلد، ولو أنك مثلى بصورة أو أخرى فإليك ما وصلت إليه من حل لتلك المعضلة، فما علينا كمواطنين إلا أن نجدّ كل فى مكانه وننتظر، فإن أحسن الحكام كنا من الموالاة نصفق لهم، أما إن أساؤوا فلنكن من أصحاب اليسار المعارض حتى يفيقوا، وكم أتمنى أن يحسنوا فقد تعبت من المعارضة، ونزلت دمعتى على رأى الرائع عمنا عبد الباسط حمودة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

اعتقد يا حنان مش ممكن بعد 50 سنه موالاه وتصفيق يحنوا علينا ويعتبرونا بنى ادميين

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

انا بقى نفسى اشحن كل المافيا فى بالونات سياحيه تظل فى عنان السماء حتى ينفذ وقودها

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الموالاه والتصفيق ياحنان لا تاتى بنتيجه مع السلاحف النائمه والجرزان القارضه والقواقع الزاح

لازم نجرب الساطور والشاكوش

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الفنان بتاع ماما امريكا عمل بنصيحتك وربنا العالم متى يتوقف عن التصفيق

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

تصورى المهزله لما يكون عضو مجلس النواب حاصل على الاقل على التعليم الاساسى

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

والعجيب العضو راتبه 5000 جنيه اساسى و4 اضعافه حلوانى عشان يبقى سوبرمان فى التصفيق

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

وطبعا حرصا على عمل يرتاح الشباب والمرأه فى البيت وينعموا بالانجازات فى التليفزيون

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

نريد مجلس نواب خالى من التلوث - كفايه الهواء والماء والغذاء

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

نريدها مدنيه تنعم بالاستقرار والامن والرخاء - لا فلول ولا عشيره ولا كسر ولاجبيره

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة