صانع التاتو فى "الفيل الأزرق".. طارق مصطفى: الفيلم صحوة لتصحيح مسار السينما.. وشاركت فى "flight of the phoenix" و"the ring"..ورسمت "ديجا" مرة واحدة وشخصية خالد الصاوى استغرقت أسابيع وأجهدتنى جدًا

الأحد، 10 أغسطس 2014 06:00 م
صانع التاتو فى "الفيل الأزرق".. طارق مصطفى: الفيلم صحوة لتصحيح مسار السينما.. وشاركت فى "flight of the phoenix" و"the ring"..ورسمت "ديجا" مرة واحدة وشخصية خالد الصاوى استغرقت أسابيع وأجهدتنى جدًا لقاء محرر اليوم السابغ مع صانع التاتو فى فيلم الفيل الأزرق
حوار بلال رمضان - تصوير عمرو مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد "التاتو" واحدًا من التيمات الأساسية التى تعتمد عليها رواية "الفيل الأزرق" للكاتب أحمد مراد، والتى وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الرواية العالمية فى نسختها العربية، وتم تحويلها مؤخرًا إلى فيلم سينمائى، من سيناريو أحمد مراد وإخراج مروان حامد.



الماكير طارق مصطفي متحدثًا عن رواية الفيل الأزرق

وحينما أعلن عن تحويل الرواية إلى فيلم سينمائى، فقد أبدى العديد من قراء الرواية التساؤلات حول إمكانية تنفيذ ما جاء بها، وهو الأمر الذى تسبب فى مخاوف الكثير من إفساد الفيلم لبريق الرواية، وكان من بين هذه التساؤلات هو كيفية تنفيذ "التاتو" كما جاء وصفه فى شخصيات "شريف الكردة" و"ديجا" و"مايا" و"زوجة المأمون" خاصة وأن تصميم بعض أشكال التاتو تحتاج لسنوات عديدة، إلا أن الفيلم كما استطاع أن يهبر قراء الرواية وجمهور السينما، وهو الأمر الذى دفعنا لأن نبحث عن أحد صانعى هذا الفيلم، والمحسوبين من الجنود المجهولين ممن لا يعرفهم الكثيرين.


طارق متحدثًا عن أعماله

فى البداية توجهت للمخرج مروان حامد، وأثناء حديثنا عن بعض التفاصيل فى "الفيل الأزرق" أبلغته بمدى إعجابى الشديد بتنفيذ أشكال التاتو وإخراجها بهذا المستوى، وأنها كانت أحد النقاط الأساسية التى كنت أخشى ألا تبدو كما جاءت فى الرواية، فأبلغنى بأن الذى صممه مصمم ماكير شارك فى العديد من الأفلام العربية ويدعى طارق مصطفى، وحصلت منه على رقم هاتفه، وتحدثنا بالفعل، وحددنا موعدًا لنلتقى فى مكتبه، والتقينا إذا.


محرر اليوم السابع محاورًا طارق مصطفي

فى البداية قال اسمى "طارق مصطفى" تخرجت من كلية فنون جميلة قسم فنون متحركة، وسافرت إلى جنوب أفريقيا، وتخصصت فى المؤثرات، وعملت هناك فى شركة CFX واشتركت معهم فى صناعة أكثر من فيلم من إنتاج هوليود مثل "flight of the phoenix" و"the ring" ثم عدت إلى مصر فى 2003، وبدأت أعمل فى المؤثرات الخاصة، وتخصصت فيها، والتاتو هو أحد أجزاء الدراسة التى تعلمنا من خلالها كيفية استغلال الجسد، وصناعة شخصية جديدة، وتغير من شخصية الممثل بطرق كثيرة من ضمنها استغلال المساحات فى جسده، وهو أحد هوايتى المفضلة جدًا.


جانب من معمل طارق مصطفي

عن أول ممثل قام طارق برسم تاتو له يقول: هو الفنان أحمد مكى، فى فيلم "لا تراجع ولا استسلام، وهو ما ظهر فى شخصية "أدهم"، ثم عملت معه شخصية "الكبير أوى"، وعن أول فيلم شارك فيه فكان "يانا يا خالتى" فى مشهد خاص بالماسكات، ثم شارك فى فيلم "ويجا" و"خيانة مشروعة" و"أيظن" وغير ذلك، على الرغم من كل هذا إلا أننى منذ أن دخلت عالم الفن لما يزيد عن عشر سنوات لم يجر معى لقاء صحفى، وهذا أول حوار فى حياتى.


طارق مصطفي يعرض على محرر اليوم السابع أحد خدع المعارك السينمائية

سألته كيف تم اختيارك للعمل فى فيلم "الفيل الأزرق" وهل توجد علاقة صداقة بينك وبين أحمد مراد هى التى أهلتك للمشاركة فى الفيلم أم ماذا؟ فقال لى: لا تربطنى صداقة بأحمد مراد، سواء قبل اختيارى فى "الفيل الأزرق" أو بعد الانتهاء منه، وحتى أثناء التصوير لم ألتق به مرة واحدة، فدائمًا ما كنت أتواجد أثناء رسم الشخصية، واذهب لأشغالى ويبقى المساعدون لمعاجلة أى طارئ.


تابع لخدع المعارك

قلتُ: ومروان حامد؟ فقال: علاقاتى به كانت من خلال إعلان قمنا بالعمل فيه سوياً للمصرية للاتصالات منذ ثلاث سنوات، ولكن من قبل الفيلم وأنا أعمل مع فادى فهيم، وهو المنتج الفنى والشريك فى الفيلم من خلال شركة "لايت هاوس" وشاركت معهم فى أعمال كثيرة، ويعرفون مدى خبرتى، وحرصى على التطوير فى أداء مهنتى التى أحبها، فتلقيت منهم اتصالا بشأن الفيلم، وعلمت منهم أن لديهم مشكلة بشأن التاتو فى الفيلم ومدى أهميتها، والطريقة التى يمكن بها تصميمها، خاصة أن هذه التاتو تستلزم سنوات عديدة من أجل تنفيذها، فحتى إذا أردنا تنفيذها واقعيًا فلن نتمكن من ذلك، فمثلا شخصية "ديجا" تحتاج لسنوات وسنوات من أجل رسمها.


جانب من الوجوه المصطنعة

فسألته ألم يكن لديك أية تخوفات؟ فقال بصوته الهادئ جدًا، كان التخوف فى مدى أهمية التاتو فى الرواية والقدرة على تطبيقه بطريقة لا تقل عنها، وألا يظهر فى الفيلم بمستوى أقل فيضعف منه، ولهذا طلب منى أن أقدم لهم أمثلة تتضمن أشكالا عربية، وفى هذا الوقت كنت خارج مصر، وقمت بعمل نموذج وأرسلته لهم، وساعدنى فى ذلك أن الفتاة التى قمت برسم تاتو على جسدها كان لديها بالفعل تاتو فظهر لهم الفرق بين عملى وبين التاتو على جسد الفتاة، وبعدما أرسلت لهم النموذج عرضوا على نسخة من سيناريو الرواية، وفى الواقع كنت قد قرأتها منذ صدورها، وكان الاتفاق فى البداية على أن أقوم بعمل التاتو فى الفيلم فقط، ولكن فيما بعد تحدثنا عن حجم المؤثرات الخاصة التى يمتلئ بها الفيلم، مثل الطعنات والجروح التى تبدو فى شخصية "بسمة" و"مايا" أما الفنان خالد الصاوى فى شخصية "شريف الكردى" فكانت بحاجة إلى مؤثرات كثيرة جدًا خاصة أنه يظهر بثلاث شخصيات "نائل والمأمون وشريف" وهو أكثر شخصية أجهدتنى جدًا، فبين كل مشهد وآخر كنا بحاجة إلى إظهاره بطريقة مختلفة.


طارق مصطفي ضاحكًا

وعن المدة التى استغرقها فى رسم الشخصيات، يقول "طارق" رسمت شخصية "ديجا" مرة واحدة فقط، لأنها كانت تظهر فى مشهدين فى محل عملها، واستغرقت يوما، أما شخصية خالد الصاوى فاستغرق أسابيع حسب المشاهد، وفى كل مشهد كنا نرسم جزءا معينا، ما بين الكف والجسد وغير ذلك، وكنا نستعين بالشكل الثابت فى اسكتشات من أجل تنفيذها فى كل مرة، وهذا الجزء تحديدًا كان من الأشياء المقلقة جدًا أثناء العمل، وهو القدرة على تنفيذه فى كل مرة بنفس المستوى دون وجود أى اختلافات بين كل مشهد وآخر.


محرر اليوم السابع يسأل طارق مصطفي

وقتها تذكرت حبوب "الفيل الأزرق" فسألته هل أنت من قام بتصميمها؟ فقال: لا، وللأسف لا أذكر من قام بتصميمها، ولكن العمل مع مروان حامد يتمتع بالدقة العالية، وهذا فى حد ذاته مريح جدًا، لأن المخرج الذى يملك صورة مرسومة يمكن فريق العمل من الوصول إليها بدقة عالية.

وعن المشكلات التى واجهته أثناء العمل فى "الفيل الأزرق"، فقال: إنه حينما عرض على الانضمام لفريق العمل، كنت مرتبطًا بفيلم "الحرب العالمية الثالثة"، وفيلم فيلا 69 لخالد أبو النجا، ولهذا للأسف الشديد لم أقض وقتًا طويلاً أثناء تصوير "الفيل الأزرق" وكنت أتمنى أن توقيت هذه الأفلام يأتى فى وقت مختلف، وأن أتفرغ لكل فيلم حتى الانتهاء منه، لأخرج كل طاقتى فى كل فيلم، فمثلاً "الفيل الأزرق" كرواية رائعة جدًا، وكفيلم أول ما تقرأ السيناريو تشعر بأنك ملزم باستكماله للنهاية، فهو مشروع كبير، ولا أرى أنه مجرد فيلم عادى.


محرر اليوم السابع يستمع لطارق مصطفي

وعن المعوقات التى تواجهه بشكل عام فى مجال صناعة السينما، أوضح طارق أنها تتمثل فى إجراءات دخول المواد التى يتم استخدمها وأن دخول هذه المواد صعب ومكلف جدًا، مضيفًا، فلو الحكومة جادة فى النهوض بصناعة السينما، فلابد من تسهيل الإجراءات، خاصة الجمارك، فأى مادة نريد استخدمها لابد من مرورها أولاً على وزارة الصحة، لنحصل على موافقة، وهو أمر يعيق العمل خاصة أنه فى أغلب الأوقات يطلب منا تجهيز مشهد بعد يومين فلا نتمكن من استحضار مستلزماته، وأضف إلى ذلك، أن أى شىء يتعلق بالريموت كنترول فيحظر دخوله مصر، فمثلا إذا أردنا أن نقوم بتصوير مشهد لشخصية مصطنعة يتم تفجيرها أثناء التصوير ونريد أن نظهر هذه الشخصية المصطنعة أثناء التفجير وهى تبتسم أو تتحدث، فإن الأمر يتطلب تكنولوجيا معينة تساعدنا على هذا، وهو ما يتم من خلال الريموت كنترول، فهذا فى حد ذاته ممنوع، ولا أعرف الأسباب، ولكن أتصور المنع خوفًا من أن يتم استغلال هذا الريموت فى بعض الأعمال الإرهابية، ولكن لماذا لا تكون هناك جهات رقابية تتابع هذا العمل، ونعمل فى الوقت نفسه على النهوض بصناعة السينما.


مجسمات لصناعة الخدع

كما أن الأمر لا يتوقف على هذا فحسب، فـ"طارق" يرى أنه قبل القوانين لابد من أن تكون هناك مؤسسة تعليمية على مستوى عالمى، فمثلاً أنا أتساءل على أى أساس تمنح عضوية نقابة المكياج، فلا يوجد فى معهد السينما قسم لتعليم المكياج، ولهذا أتمنى أن فيلم "الفيلم الأزرق" يكون دعوة لصحوة السينما، وتصحيح مسارها، فللأسف الشديد أن من يطور هذه الصناعة هم العاملون فيها، وكل ذلك يتم بجهود ذاتية من محبى صناعة السينما.

وقبل نهاية الحوار سألته إذا ما كان قد شارك فى مسلسلات رمضان هذا العام أم لا، فقال: نعم، فى دهشة، وابن حلال، وكلام على ورق، وشارع عبد العزيز، والصياد، ولكن أنا لا أشارك كماكير تجميل، فدائمًا ما أرفض هذا العمل، وأقبل فقط بصناعة الأحداث أو الشخصيات مثل المعارك وما تتضمنه، ومشاهد الفنان الكبير نبيل الحلفاوى فى دهشة.



موضوعات متعلقة
بالصور .. "الفيل الأزرق".. الرواية والفيلم الأكثر جدلا.. أحمد مراد يقدم حبكة درامية جديدة لقراء الرواية ويبهر جمهور السينما ويحصل على تقييم 9.5 فى "IMDB" متساويًا مع هارى بوتر وقراصنة الكاريبىمراد: تعمدت إرباك قارئ "الفيل الأزرق" وسأكتب عن الثورة "لما نفهم اللى بيحصل""الفيل الأزرق".. الطبيب حينما يكون مهيأً للعدوى من المريض










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة