حنان شومان

حكايات من هنا وهناك

الخميس، 21 أغسطس 2014 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1 - حين تكتب فى الظلام على ضوء شمعة، أو ضوء أبيض خارج من فانوس صينى لا يعيش أكثر من أسابيع قليلة ثم يموت بالسكتة القلبية، والحر يلسع فى عقلك وقفاك، تُرى ما الموضوع الذى يمكن أن يلح على عقلك لتكتبه فى الشأن العام؟.. طبعاً حضرت ستتصور أنه طبيعيًا جدًا أن يكون الموضوع الرئيسى- إن لم يكن الوحيد- هو انقطاع الكهرباء، وتأثيرها على مصر واقتصادها وأهلها وزوارها، وكارثية الأزمة، وأشياء من هذا القبيل، وقد تلعن الحكومة، وتشارك فى الحفلة على وزير الكهرباء كرواد «تويتر» وبقية خلق الله، لكنى قررت أن أكون مختلفة، لن أتحدث عن انقطاع الكهرباء، ولن ألعن الحكومة مع بقية خلق الله، ولن أشارك فى الحفلة على وزير الكهرباء، وعدم مشاركتى بالتأكيد ليست نابعة من حبى للحكومة، وسعادتى بضوء الشموع، أو أننى من هؤلاء الذين يرفعون شعار لا تلعن الظلام بل أشعل شمعة، ولكن عدم مشاركتى فى كل هذا نابعة من محاولة الاختلاف، وأن آخذ حضرتك بعيدًا عن الظلام والحر.

2 - روبين ويليامز، النجم العالمى الذى وصل للعقد السادس انتحر مكتئبًا.. الرجل الذى أضحك العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه انتحر رغم الثراء والشهرة وسلطانهما.. انتحر وهو الضاحك المضحك الذى قدم أدوارًا، كما أضحكت الجمهور جعلتهم يفكرون، وأحيانًا تذرف دموعهم. وأشهر أدواره فى الوطن العربى هو دوره فى فيلم «مسز داوتفاير» أو «بابا الشغالة»، كما قدم للسينما دورًا خالدًا فى فيلم «صباح الخير يا فيتنام»، حاز عنه جائزتى «الأوسكار» والـ«جولدن جلوب»، أرفع الجوائز الفنية فى العالم، ورغم هذا انتحر روبين ويليامز مكتئبًا، وقراءة مثل هذا الخبر قد تستدعى عند البعض تعليقًا مثل «عالم مفترية كل الهنا ده وينتحر إمال أنا أعمل إيه»، وعند آخرين قد يعلقون بأن «الوفرة تسبب الاكتئاب، فالحمد لله على الستر»، وهناك من يتفلسف أكثر ويقول «إنه الدين والإسلام يحفظنا من هذه النهاية»، متناسيًا أن كثيرًا من المسلمين ينتحرون، ولكنى أدعوك لتكن من هؤلاء الذين حين يقرأون مثل هذا الخبر أن يتفكروا فى كيف أننا كائن شديد التعقيد، ليس لنا من «كاتالوج» محدد نستطيع كبشر أن نقيس عليه انفعالاتنا أو ردود أفعالنا، فكما بصماتنا كبشر لا يمكن أن تتكرر أو تتشابه، فأيضًا سعادتنا وتعاستنا أسبابها ونتائجها أبدًا لا يمكن أن تتشابه، فلا تقيم غيرك ومشاعره وفق تصرفاتك وأفكارك، فقط واحد أحد هو الذى يعرفنا ويخبرنا لأنه خالقنا، ولهذا فهو فقط الذى منح نفسه حق حسابنا، أما لو كان حسابنا على غير الله لكنا هلكنا جميعًا فى الدنيا والآخرة، لأن الهوى الشخصى سيكون المعيار مهما حاولنا العدل، ولذا فحين تقرأ خبر انتحار أحد قل اللهم ارحمنا وارحمه إن أردت، فأنت أعلم بنا منا.. روبين ويليامز انتحر، لكن أعماله الجميلة العظيمة ستظل تمتعنا، أما هو فله عمل آخر، وهم آخر ليس من بين اهتمامنا الآن.

3 - صافيناز اتجوزت: صافيناز أو صافينار اتجوزت، آخر خبر فى الراديوهات وعلى القهاوى والكافيهات.. تصوروا رغم الظلام والحر يشكل خبر زواج صافيناز من رجل مصرى أعلى الأخبار قراءة وتعليقًا على المواقع الإخبارية والاجتماعية، برغم الظلام الذى يخيم علينا والحر والعرق والهم، لكن خبر بقاء صافيناز وزواجها كيدًا فى الوزيرة التى أقسمت أن ترحلها عن مصر جعل الكثيرين يعلقون فرحًا لانتصار الراقصة، فكيد النسا غلب الرجال، وكيد العوالم غلب الوزيرة، فما أسهل على صافيناز أن تجد رجلاً يمنحها اسمه لكى تبقى فى مصر، وكله بالقانون.
أخيرًا لا تلعن الظلام، وأضئ شمعة لأن الظلام سيطول كما بشرنا المسؤولون، واستبشر خيرًا، فصافيناز لن تغادر مصر!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

لم نلعن الظلام ولم ننتحر من الفواتير وجوزنا صافيناز واشعلنا عشرات الشموع - اياك حكومتنا الرشيده تقدر

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة