السيسى يلتقى وفد الكونجرس الأمريكى بمقر الرئاسة.. ويؤكد: نعكف على صياغة تشريعات توفر البيئة الجاذبة للاستثمار..ونلتزم بعدم التدخل فى الشأن الداخلى الليبى..والناتو تدخل هناك دون إتمام مهامه وبناء الجيش

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، ظهر اليوم، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وفداً من أعضاء الكونجرس الأمريكى الديمقراطيين (تجمع النواب من أصل إفريقى)، ضم كلاً من النائبات إيدى جونسون، وشيلا جاكسون، وكارين بارس، والنائبين أندريه كارسون، ودونالد بين جونيور، وذلك بحضور سامح شكرى، وزير الخارجية، وديفيد رانز، القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالقاهرة.

وقال السفير إيهاب بدوى، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس استهل اللقاء باستعراض تطورات الأوضاع فى مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، منوها إلى خارطة المستقبل التى صاغتها القوى الوطنية فى الثالث من يوليو لتعبر عن إرادة الشعب المصرى الحرة، والتى نجحت الدولة، بتضافر جهودها مع الشعب ومختلف القوى المجتمعية، فى إنجاز الاستحقاقين الرئيسيين لها، وهما إقرار الدستور وإنجاز الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن الاستحقاق الرئيسى الثالث لها، والمتمثل فى الانتخابات البرلمانية، سيتم عقده قبل نهاية العام الجارى ليكتمل بذلك البناء المؤسسى والتشريعى للدولة المصرية.

واستعرض الرئيس خلال اللقاء أوضاع التعليم والصحة فى مصر بوجه خاص، مشيرا إلى أن الحكومة الحالية قد ورثت تراكمات سياسات اقتصادية على مدار عقود طويلة كان لها أثرها على قدرة الدولة على الوفاء باحتياجات مواطنيها، وكبلت موارد الموازنة العامة بأعباء خدمة الديون والدعم، ولاسيما فى مجال الطاقة، ومن ثم كان لزاما على الدولة أن تتخذ القرار بالخفض التدريجى للدعم، لتقليص عجز الموازنة العامة.

وأثنى الرئيس على وعى وتفتح الشعب المصرى، الذى تقبل - رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة - قرارات خفض الدعم بتفهم كامل لمدى احتياج الاقتصاد المصرى إليها، وهو الموقف الذى ستسجله مصر لأبنائها.

وأضاف الرئيس أن الدولة تعكف على صياغة حزمة من القرارات والتشريعات التى من شأنها أن توفر البيئة الجاذبة للاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية، وذلك لخلق فرص العمل للشباب ومكافحة البطالة، إذ أن الفقر يعد أحد التحديات الرئيسية التى تواجهها مصر.

وعلى الصعيد الإقليمى، استعرض الرئيس رؤية مصر للأوضاع فى كل من العراق وسوريا، مشيرا إلى أهمية أن يعى الغرب حقيقة الأوضاع فى المنطقة وذلك من منظور ثقافى مختلف عن المنظور الغربى، فمنذ عام 2003 وحتى الآن يصر الغرب على التعاطى مع أوضاع المنطقة من منظوره الخاص، ومع ذلك لم يتحقق الأمان والديمقراطية المنشودان، وإنما مزيد من الصراعات وعدم الاستقرار السياسى وغياب للاستتباب الأمنى، فضلاً عن اِتساع بؤرة الإرهاب.

ورداً على استفسار أعضاء الوفد بشأن الوضع فى ليبيا، أفاد الرئيس بأن عملية الناتو غير المكتملة هناك أدت إلى ترك البلاد دون جيش وطنى أو شرطة وطنية يحميانها ويذودان عن شعبها، منوها إلى أنه على الرغم من أن مصر تعد أكثر الأطراف المتضررة من تردى الأوضاع السياسية والأمنية فى ليبيا، إلا أنها تلتزم بعدم التدخل فى الشئون الليبية الداخلية.
وشدد الرئيس على أن مصر تقف إلى جوار الشعب الليبى، وأنها تقدم كل الدعم والمساندة للمطالب والاحتياجات الليبية المشروعة.

وأشار إلى نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة فى ليبيا، منوها إلى رفض الأقلية لنتائج الديمقراطية ولجوئها للعنف لفرض رؤيتها وذاتها على أرض الواقع بقوة السلاح، فى مجافاة لأبسط قواعد الديمقراطية التى لا تخول لأقلية ما أن تتحكم وتفرض رؤيتها على الأغلبية من خلال العنف.

وأضاف الرئيس أن مصر تؤمن بالديمقراطية وتُفَعِّلها، ولكن دون هدم الأوطان، مشيرا إلى أن تلك هى اقتناعات وثوابت السياسة المصرية.

وردا على استفسار عن الرسالة التى يرغب الرئيس فى تحميل أعضاء الوفد بها لنقلها للكونجرس الأمريكى، أوضح الرئيس أنه ليس لديه رسالة بعينها، مطالبا أعضاء الوفد بالانخراط قدر الإمكان مع الشعب المصرى والقيام بنقل أمين لما سيلمسونه بأنفسهم خلال زيارتهم إلى مصر.



موضوعات متعلقة :
وزير الرى يعرض على الرئيس نتائج مباحثات سد النهضة بالخرطوم