على درويش

جنة الطاعة والعطاء

السبت، 09 أغسطس 2014 08:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إلهى أنت خلقتنى من العدم تفضلاً، وجعلتنى بصيراً مبصراً وناطقاً متكلماً وفاهما مدركا من فضلك وكريم إحسانك. كيف تتوه الشاه عن الراعى، إنه هو الذى أتى بها إلى المرعى، وصد عنها الذئاب الضارية والحيوانات المفترسة.

من يحب مولاه عليه أن يعلم أن مولاه يحبه وسوف يقربه إليه إن لم يبتعد عنه ويلجأ إلى الدنيا التى تقتله بمتع زائلة. إن متع الحياة كالبرق تلمع وتحدث ضوءا ثم يعود الظلام. والظلام الذى يتلو المتع الزائلة هو ظلام دامس لا يرى فيه العبد أصابع يده وأن وضعها أمام عينيه. ويظل العبد يتخبط إن لم يعد إلى بارئه.

ربى سلمت نفسى إليك لأنك موجدى الذى يعلم باطنى وظاهرى «تعلم السر وأخفى»، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، «هل هناك أمان أكثر من أن تكون فى يد الرحمن. من أسلم نفسه لك يا ربى فلا سقوط له، وإن كان هناك سقوط سابق فهو مغفور». من تاب وأصلح من بعده فهو غفور رحيم». إن العبد فى عين الرحمة إذا تعلقت عين قلبه بالرحمة المهداة تاج الأنبياء المصطفى الحبيب عليه الصلاة والسلام.

إن الله معكم أينما كنتم. إن إدراك المعية الربانية تساوى النعيم، فهى صحبة ملك الملوك ومع ملك الملوك ينال العبد عطاءات غير محدودة نورانية من اليد الكريمة المقدسة. جود علينا ياربنا من فيض كرمك حتى ننعم بالقرب وبالعطاء: «من خاف مقام ربه جنتان» جنة الطاعة والعطاء والأنوار والعلوم، ثم جنة القرب، وفى الاثنين العبد مع الجمال والجلال المطلق يتأرجح بين الخوف والرجاء. ما أسعد العاشق بصحبة الرب الرحمن الرحيم «أسجد واقترب». نعم أسجد واقترب. السجود الكلى الذى من أجله يخلع الجسد، ويصبح روحا عاشقا ترى الله فى كل موجود.. «أينما تولوا فثم وجه الله»، ومن تحقق له هذا فهو فى الجنة. ما أسعد هذا العبد بما من الله به عليه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة