الشهر الحزين فى بلاط صاحبة الجلالة.. 30 يوما كتبت فيها النهاية لـ3 من فرسانها..فراقهم يسدل الستار عن فكرة أحمد رجب وريشة مصطفى حسين ونهاية موسوعة الثقافة فى الوسط..والسرجانى لم تكتمل فرحته بليلة زفافه

الأحد، 14 سبتمبر 2014 10:24 م
الشهر الحزين فى بلاط صاحبة الجلالة.. 30 يوما كتبت فيها النهاية لـ3 من فرسانها..فراقهم يسدل الستار عن فكرة أحمد رجب وريشة مصطفى حسين ونهاية موسوعة الثقافة فى الوسط..والسرجانى لم تكتمل فرحته بليلة زفافه الراحل الكاتب أحمد رجب
كتب محمد السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
30 يوما أُسدلت فيها الستار عن صاحبة الجلالة، بعد 3 لطمات، على فرسانها الذين رحلوا عنها ولا عزاء للقراء سوى كتابات راحليهم على أرواح الذين فارقوا الحياة، ليبقى السؤال هنا هل اتفق أعلام المهنة على موعد لوضع كلمة النهاية تحت عنوان "شهر أسود على بلاط صاحبة الجلالة".

ففى شهر واحد، فقدت صاحبة الجلالة ثلاثة من أعلامها وفرسانها، أولهم الفنان الكبير مصطفى حسين رسام الكاريكاتير، والذى شكل برسوماته ثقافة المعارضة الساخرة والذى توفى فى 16 أغسطس الماضى، وثانيهم الكاتب الصحفى خالد السرجانى نائب رئيس تحرير الأهرام فى 7 سبتمبر الجارى، ولم تتوقف الأحزان التى توالت على صاحبة الجلالة بل التحق بهم أمس الجمعة الكاتب الكبير أحمد رجب عميد الساخرين، لتفقد الصحافة المصرية قيما فنية كبيرة.

مصطفى حسين الريشة التى رسمت تاريخ مصر على مر العصور

مصطفى حسين رسام الكاريكاتير الأشهر فى مصر، ولد فى 7 مارس 1935، كان يرسم كاريكاتيرا اجتماعيا سياسيا يوميا فى جريدة الأخبار المصرية، وصاحب أشهر الشخصيات الكاريكاتيرية. وشكل مع الكاتب أحمد رجب ثنائيا رائعا، عملا سويا لأعوام، فكان أحمد رجب صاحب الأفكار، ومصطفى حسين صاحب الريشة.

التحق حسين بكلية الفنون الجميلة قسم تصوير بجامعة القاهرة عام 1953 وتخرج فيها عام 1959، وبدأ حياته الصحفية فى دار الهلال 1952 وكان يشارك فى تصميم غلاف مجلة "الاثنين"، وفى عام 1956 عمل رساماً للكاريكاتير بصحيفة المساء، وظل بها حتى عام 1963، ثم انتقل للعمل فى صحيفة "أخبار اليوم" ومجلة "آخر ساعة"، ومنذ عام 1974 وهو مستمر فى العمل بصحيفة "الأخبار".

ومن الشخصيات الكاريكاتيرية التى أبدعها مصطفى حسين، فلاح كفر الهنادوة الذى اعتبره الكثيرون تطوراً مهماً فى الكاريكاتير السياسى فى الصحافة العربية، خاصة بعد شهرة فلاح كفر الهنادوة بأحاديثه للرئيس مبارك والحكومة، ومن أشهر أحاديث فلاح كفر الهنادوة الذى يرمز لشعب مصر، تلك التى كانت مع رئيس الحكومة الراحل د.عاطف صدقى، وكان يناديه دائما بالبيه عاطف، و كذلك كمبور والمواطن،"كيف تعيش"،"سيسى مان"، "عزيز بك الأليت"، "أسلوب حياة"، "مطرب الأخبار"، "عباس العرسة"، "على الكومندا"، قاسم السماوى.

وبعد عمر من الإبداع، رحل مصطفى حسين، صباح 16 أغسطس الماضى، عن عمر يناهز 79 عاماً بعد رحلة علاج فى مستشفى سوس كلوريتا بالولايات المتحدة الأمريكية، تاركاً وراءه آلاف الرسومات التى كانت علامة بارزة على صفحات أخبار اليوم.

خالد السرجانى موسوعة الثقافة بالوسط الصحفى

ولد خالد السرجانى عام 1960 وتخرج فى كلية الإعلام عام 1982، وعمل فى بداية التحاقه بالصحافة فى جريدة الجمهورية، وانتقل بعدها فى منتصف الثمانينيات إلى الأهرام، حيث عمل مع المفكر البارز الراحل لطفى الخولى فى صفحة الحوار القومى، التى كانت منتدى للفكر القومى العربى، وكان الراحل عضوًا بلجنة الثقافة والفنون بالمجلس الأعلى للثقافة، واختير رئيسًا للمركز الصحفى لمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ36.

وكان السرجانى، من أفضل المحررين فى مجال الثقافة والأدب، وكان مشرفًا على صفحة كتب بجريدة الأهرام، ويكتب مقالًا أسبوعيًا صباح كل جمعة بجريدة المصرى اليوم، وكانت له صفحة متخصصة فى الصحافة وأحوالها فى جريدة الدستور وبعدها جريدة المصرى اليوم، وأحدثت ضجة كبيرة وردود أفعال واسعة فى الوسط الصحفى كله.

وامتلك الراحل، مكتبة شخصية تضم أكثر من 8 آلاف كتاب، وكان واسع الإطلاع على كل جديد فى عالم الثقافة والفكر والنشر بجميع اللغات، كما وصفه الكثير من المفكرين والأدباء والمتخصصين بالموسوعة الثقافية، حيث كان يلجأ إليه من يريد معرفة معلومات عن كتاب بعينه لسؤاله. فى حين وصفه البعض بـ"أشهر عازب" فى الوسط الصحفى، وذلك لتأخر زواجه.

وفى صباح 7 سبتمبر الجارى، استيقظت صاحبة الجلالة على نبأ وفات الكاتب الصحفى خالد السرجانى، نائب رئيس تحرير الأهرام، إثر أزمة قلبية مفاجئة، ونقل إلى المستشفى الجوى التخصصى بالتجمع الخامس فى القاهرة الجديدة، ولم تفلح محاولات الأطباء إسعافه.

أحمد رجب عميد الكتاب الساخرين فى الصحافة المصرية

لم يصبر الكاتب الصحفى أحمد رجب على فراق رفيق عمره مصطفى حسين رسام الكايكاتير ليرحل بعده بأسابيع قليلة، رجب ولد فى 20 نوفمبر 1928 بالإسكندرية، وحصل على ليسانس الحقوق، وبدأت موهبته الصحفية مع مجلة "أخبار الجامعة" التى أصدرها مع زملائه أثناء الدراسة، و تعرف من خلالها على مصطفى وعلى أمين.

وعمل "رجب" فى مكتب أخبار اليوم فى الإسكندرية، ثم انتقل إلى القاهرة، وتولى سكرتارية التحرير واكتشف على ومصطفى أمين مواهبه، ووقعت حينئذ الكثير من الخلافات بينه وبين على أمين بسبب هجومه على بعض السياسيين، وكان له مقالة ثابتة يوميا فى جريدة الأخبار بعنوان "نصف كلمة".

شارك رجب مع الفنان الراحل مصطفى حسين رسام الكاريكاتير فى رسم كاريكاتير الأخبار وأخبار اليوم يوميا من أفكاره، وألف شخصيات كاريكاتيرية، فقد امتزجت فكرة رجب بالرسومات الكاريكاتيرية لمصطفى حسين فى الصفحة الأخيرة لجريدة الأخبار، والتى شكلت شخصيات غريبة الشكل حاملة للملامح المصرية من "فلاح كفر الهنادوة" و"عبده مشتاق"، فخطفت البسمة الرقيقة من الوجوه.

وبعضها من الشخصيات البارزة المصورة بطريقة كوميدية كـ"أحمد نظيف" رئيس الوزراء الأسبق، والوزيرة السابقة "فايزة أبو النجا"، تشغف فكر القارئ لمعرفتها، واستدعاء الموقف المرتبط بالحدث، استطاعت أن تجذب قطاعا كبيرا من القراء لفترة طويلة أوشكت على الانتهاء.

وتمكن "رجب" بأفكاره و"حسين" برسوماته من إخراج الضحكات من قلوب قرائهم بشخصيات ساخرة ابتكرها رجب من وحى خياله، ورسمها حسين بريشته المميزة، وأخرجا "عزيز بك الأليت، الكحيت، كمبورة ،عبده مشتاق"، وغيرها من الشخصيات، التى ابتكروها على صفحات الجريدة، بالإضافة لمسلسلهما الذى كان يذاع فى رمضان فى الثمانينيات "ناس وناس".

قلم أحمد رجب لم يقدر على العيش بدون ريشة حسين التى ودعتها فى 16 أغسطس الماضى عن عمر يناهز 79 عاما، فلم يمر شهر على وداع صديق عمره مصطفى حسين إلا ولحق رجب به صباح اليوم الجمعة بعد صراع طويل مع المرض جعله لم يشارك فى وداع صديق عمره مصطفى حسين.

الموضوعات المتعلقة..

نقابة الصحفيين: أحمد رجب قضى حياته فارساً نبيلاً ومقاتلاً شرساً










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة