السيسى فى الأمم المتحدة

لن يجد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، فرصة ومكان مناسب لمخاطبة العالم من خلاله أفضل من منصة الأمم المتحدة حينما يشارك فى الدورة الـ69 للجمعية العامة نهاية سبتمبر الجارى، فنيويورك خلال هذه المدة تكون قبلة الكثيرين من السياسيين والأكاديميين والإعلاميين ممن يبحثون فى الكواليس ويجتهدون للتعرف على خطط ونوايا كل دولة، وسيكونون كما غيرهم من المسؤولين الدوليين فى انتظار الخطاب الأول لرئيس مصر المنتخب.

المكان والظرف مناسب لخطاب تاريخى من رئيس مصر الذى ينتظر منه العالم تحديد ملامح خطته لإدارة دولة كبيرة مثل مصر، لذلك فإن لغة الخطاب وما يحتويه من مضامين جادة لخطة الرئيس عبدالفتاح السيسى السياسية والاقتصادية والاجتماعية ستكون بوابة مهمة نعبر من خلالها بعض العثرات الدولية التى تواجهنا، وبالطبع سيستمع السيسى على هامش تواجده فى أروقة الأمم المتحدة وخلال لقاءاته مع بعض المراكز البحثية ووسائل الإعلام الأمريكية إن جرى الترتيب لذلك، فسيستمع لتعليقات بعضها لاذع ومنتقد للسياسات التى اتخذتها الدولة المصرية بعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013، خاصة أن هذه المراكز أعلنت من قبل رؤيتها تجاه بعض القضايا، منها بالطبع قانون التظاهر الذى سيكون محور حديث الكثيرين هناك فى نيويورك ممن سيلتقون السيسى، كما أن بعضهم سيعيد مرة أخرى طرح فكرة إعادة دمج أعضاء جماعة الإخوان ضمن الحياة السياسية، وربما يطالب بعضهم بالإفراج عن قيادات الجماعة وعلى رأسهم بالطبع المعزول محمد مرسى، وأكثر من ذلك فمن المؤكد أن تلعب جماعة الإخوان ومن والاهم فى قطر وتركيا لإفساد الزيارة بإعلانات مدفوعة الأجر ووقفات احتجاجية لكنها ستكون منعدمة التأثير من وجهة نظرى لأن العالم تخطى هذه المرحلة تماما وبدأ ينظر عن مصر الجديدة وليس إلى الماضى الكئيب الذى عاشته فى كنف الإخوان.

لذلك فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى عليه أن يعد جيدا لهذه الزيارة المهمة.