قد يبدو من الوهلة الأولى، إنه الكلمات الثلاثة لا يمكن أن يجتمعوا معا – (داعش) والحب والأمل!!! – وبما أن (داعش) أصبحت رمزا للوحشية وانعدام الإنسانية، ومعها أصبحنا نرى الرؤوس مفصولة عن الأجساد، وكتائب الإعدام الجماعى تنفذ أحكامها دون توقف، بجانب بيع النساء كجوارى، وأصبحت لغة ومنطق السلاح أعلى وأسبق من لغة ومنطق العقل.
لكن إن ابتعدنا عن الأفكار والمبادئ التى تدعم هذه الأفعال، وبحثنا عما دفع هؤلاء الأفراد للانضمام لهذا التنظيم، سنجد إن المنتمون لهذه الأيدلوجيات فى الأصل مهيئين نفسيا واجتماعيا لهذه الأفعال، وظروفهم قد هيئتهم ودفعتهم لقبول الأفكار التى تبيح ذبح الرقاب دون رحمة.
إن ما يربط البشر بعضهم البعض هو الحب، وما يربط الإنسان بالمستقبل هو الأمل، وعندما يجتمعا الحب والأمل فى إنسان يصنعان منه إنسان راض عن نفسه ومتفاعل إيجابيا مع من حوله، يعمل من أجل مستقبل يرسم أمله فيه.
وليس هذا تبريرا لـ(الداعشيين)، ولكن من المؤكد إنهم لم يقابلوا الحب ولم يجدوا من يعيشوا من أجله ويضعون أملهم فيهم؛ فإن نظرت لأى إنسان بسيط ذاهبا لعمله ويتحمل ضغوط الحياة والعمل من أجل أسرته الصغيرة وأطفاله الذى يضع فيهم أمله ومستقبله، فستعرف معنى الحب والأمل.
ولكى لا يتحول أحد فينا أو حولنا إلى (داعشى) جديد، لابد أن نبحث عن الحب حولنا والأمل فى مستقبلنا ونتمسك بهما.
صورة أرشيفية