مفتى الجمهورية يرسم صورة الإسلام الصحيحة فى مقر الاتحاد الأوروبى.. ولأول مرة فى تاريخه يعقد البرلمان الأوروبى جلسة خاصة لعالم دين حول مصر ودور مؤسساتها الدينية فى نشر الفهم الصحيح للإسلام

الثلاثاء، 09 سبتمبر 2014 02:57 م
مفتى الجمهورية يرسم صورة الإسلام الصحيحة فى مقر الاتحاد الأوروبى.. ولأول مرة فى تاريخه يعقد البرلمان الأوروبى جلسة خاصة لعالم دين حول مصر ودور مؤسساتها الدينية فى نشر الفهم الصحيح للإسلام مفتى الجمهورية خلال زيارته للاتحاد الأوروبى
كتب جمال جرجس و لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختتم الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية - زيارته الرسمية لبروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبى، شارك خلالها فى عدة فعاليات مهمة استهدفت تصحيح صورة الإسلام التى تتعرض إلى تشويه متعمد فى الفترة الأخيرة، حيث مثلت هذه الزيارة مهمة قومية تأتى فى إطار الاستخدام الأمثل للقوة الناعمة لمصر.

استهل مفتى الجمهورية جولته بلقاء رئيس مجلس الاتحاد الأوروبى هرمان فان رومباى، وأوضح مفتى الجمهورية خلال اللقاء، أن مصر دولة محورية وأن استقرار المنطقة منوط باستقرار مصر، مؤكداً أن مصر تفتح ذراعيها للتعاون البناء بما يحقق المصلحة المشتركة.

وأضاف مفتى الجمهورية أن تعامل جماعات الإسلام السياسى مع الدين على أنه أيديولوجية سياسية وتصدر غير المؤهلين للحديث عن الشريعة تجعلنا أمام تحدٍ متزايد لنقل صورة الإسلام الصحيحة أمام العالم.

وأبدى مفتى الجمهورية استعداد دار الإفتاء للتعاون فى توضيح صورة الإسلام وأن تكون الدار بيت خبرة للاتحاد الأوروبى فيما يخص الفتوى وقضاياها، وأوضح المفتى خلال اللقاء أن المؤسسة الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف فى مصر ترفض كل أشكال العنف والإرهاب باسم الدين، مشدداً أن ما يحدث من قبل التنظيم الإرهابى الذى يطلق على نفسه مسمى الدولة الإسلامية لا يقره شرع أو دين.
وشدد المفتى أننا فى مصر نعالج قضايا التطرف الدينى من منطلق رسالتنا الأساسية بأن الهدف الأسمى لكل الأديان هو تحقيق السلم العالمى.

وعرض مفتى الجمهورية ما تقوم به دار الإفتاء من جهود حثيثة لتفكيك الأفكار المتطرفة والرد عليها بشكل علمى لتحصين الشباب من الوقوع فى براثن هذا الفكر المنحرف.

وأطلق مفتى الجمهورية رسالة مهمة خلال اللقاء وجهها إلى الجاليات المسلمة فى دول الاتحاد الأوروبى بالاندماج الإيجابى فى مجتمعاتهم الأوروبية، ونبذ التطرف وعدم الوقوع فريسة للأفكار المتطرفة.

وفى نهاية اللقاء، أهدى مفتى الجمهورية لرئيس المجلس الأوروبى نسخة من إصدارات الدار باللغتين الإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى ترجمة للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية.

وفى لقاء تاريخى عقدت لجنة العلاقات الخارجية للبرلمان الأوربى جلسة خاصة على شرف مفتى الجمهورية استمرت قرابة الساعة والنصف استعرض مفتى الجمهورية فى كلمته دور مصر المحورى فى المنطقة وإسهامات الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية فى تصحيح صورة الإسلام ونبذ العنف والتطرف.

وفى معرض إجاباته على نواب البرلمان الأوروبى أوضح مفتى الجمهورية أن مصر تقدر اهتمام العالم بالحراك الدائر فيها من الناحيتين السياسية والدينية، مؤكداً أهمية إدراك الواقع المصرى بكل مشتملاته وسياقاته الصحيحة وعدم أخذ المعلومات من بعض وسائل الإعلام المغرضة.

وأضاف مفتى الجمهورية أن من المبادئ الأساسية للنظم الديمقراطية، الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وألا تتدخل سلطة فى عمل أخرى وهو ما نحرص عليه فى مصر.

وشدد مفتى الجمهورية على ضرورة تكاتف جهود المسلمين عامة والعلماء والدعاة خاصة لاستعادة الصورة الحقيقية للدين الإسلامى من قوى الظلام والإرهاب والتطرف، محذراً من أن الخطر الحقيقى يتمثل فى انتشار أفكار هذه التنظيمات المنحرفة عن تعاليم الإسلام ومبادئه وسط بعض الشباب المسلم الذى يعيش فى الغرب الأمر الذى لاقى اهتماماً من قِبَلِ أعضاء البرلمان الأوروبى فى انضمام مقاتلين أوروبيين فى صفوف منشقى القاعدة.

وأوضح المفتى أن الانتصار فى حربنا الفكرية ضد التشدد هو انتصار للقيم الإنسانية بشكل عام وتحقيق للاستقرار العالمى.

وفى لقاء حضره قادة الفكر وصناع القرار السياسى فى الاتحاد الأوروبى، قال مفتى الجمهورية إننا نشهد ظاهرة فى جميع الأديان بما فيه الدين الإسلامى وهى تصدى غير المتخصصين ممن ليس لهم نصيب وافر من التعليم الدينى الصحيح وتنصيب أنفسهم مرجعيات دينية، بالرغم من أنهم يفتقرون إلى المقومات التى تؤهلهم للحديث فى الشريعة والأخلاق، وقد أدى هذا التوجه إلى أن فتح الباب على مصراعيه أمام التفسيرات المتطرفة للإسلام والتى لا أصل لها، مشيراً إلى أن هؤلاء المتطرفين هم نتاج بيئات مفعمة بالمشكلات، واعتمدوا على تفسيرات مشوهة ومنحرفة.

وأكد المفتى أن غايتهم هى تحقيق مآرب سياسية محضة لا أصل لها من ناحية الدين، وأن همهم إشاعة الفوضى، مضيفا "أن دورنا كعلماء الأزهر هو كشف زيف هؤلاء المدعين وتفكيك الآراء الشاذة والمتطرفة والرد عليها بشكل علمى منهجى".

وأوضح المفتى أن مصدر التبرير المزعوم لكثير من مظاهر التطرف والعنف السياسى فى العالم الإسلامى وخارجه ليس مرده إلى تعاليم الأديان، ولكن لمجموعة معقدة من العوامل نحتاج لفهمها جيدا بشكل معمق حتى نعالج هذه الظواهر التى تهدد العالم أجمع.

وانتقد مفتى الجمهورية أن بعض المحللين من خارج العالم الإسلامى قد نظر إلى أعمال فئة قليلة لكنها عالية الصوت واعتبروهم ممثلين لمعتقدات أغلبية المسلمين، زاعمين أن الإسلام دين أساسه العنف، وللأسف ساهمت بعض وسائل الإعلام فى تأكيد هذا الرأى من خلال تناولها للأحداث التى تقع فى المنطقة.

وإدراكا منه بأهمية التواصل المباشر مع وسائل الإعلام الغربية عقد مفتى الجمهورية عدة لقاءات إعلامية فى بروكسل مع كبرى القنوات والصحف والمجلات الأوروبية، ومن أهمها قناة يورو نيوز الدولية وجريدة لو سوار ومجلة لا روبوبليكا وصحيفة أفينييرى والتليفزيون الإيطالى، أكد مفتى الجمهورية على مجموعة من الرسائل كان من أهمها أن مصر حريصة على الانفتاح على العالم وتمد يدها للتعاون مع الدول الأوروبية بما يحقق المصلحة المشتركة، ويعزز من السلم العالمى.

وأكد المفتى لوسائل الإعلام الغربية أن العالم كله ليس بمنأى عن خطر التطرف والإرهاب، مشدداً أن مصر حذرت من هذا الوباء مراراً وتكراراً ولم تجد دعوتها آنذاك آذاناً صاغية.

ودعا مفتى الجمهورية وسائل الإعلام الغربية إلى عدم استخدام مصطلح الدولة الإسلامية عند الحديث عن جماعة إرهابية تقتل وتذبح باسم الدين، مشدداً أن وسائل الإعلام الغربية عليها مسئولية كبيرة فى تهميش الخطاب المتطرف وإعطاء مساحة أكبر لعلماء الأزهر الشريف.

وتناول مفتى الجمهورية فى حديثه العديد من القضايا المطروحة على الساحة، حيث أكد أن المصريين جميعا مسلميهم ومسيحييهم أمام القانون سواء، مشيراً إلى أننا كمصريين لا نستخدم مصطلح الأقلية الدينية فالجميع مواطنين لهم كافة الحقوق وعليهم نفس الواجبات.

وفيما يتعلق بدور الأزهر الشريف فى المرحلة الحالية أكد مفتى الجمهورية أن الأزهر أخذ على عاتقه منذ تأسيسه مهمة نشر الفكر الوسطى، وأنه يفد إلى الأزهر آلاف الطلاب من جميع أنحاء العالم للدراسة به وتعلم العلوم الدينية بمنهج وسطى مرتبط بالأصل ومتصل بالعصر.

وعلى هامش الزيارة الأوروبية شارك مفتى الجمهورية فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار بين الأديان وألقى كلمة أكد فيها أن الإسلام أقام حضارة إنسانية أخلاقية وسعت كل الملل والفلسفات والحضارات وشاركت فى بنائها كل الأمم والثقافات، مشيراً إلى أننا كمسلمين استوعبنا تعددية الحضارات ومؤكداً أننا فخورون بحضارتنا لكننا لا نتنكر للحضارات الأخرى، فكل من يعمل على التنمية البناءة فى العالم شريك لنا.

وأشار المفتى فى كلمته إلى أن الإسلام نسق عالمى مفتوح لم يسع أبداً إلى إقامة الحواجز بين المسلمين وغيرهم، وإنما دعا المسلمين إلى ضرورة بناء الجسور مع الآخر بقلوب مفتوحة وبقصد توضيح الحقائق.

وأوضح مفتى الجمهورية أن العالم أحوج ما يكون إلى منتديات تعين على حوارٍ حقيقى نابع من الاعتراف بالهويات والخصوصيات، "الحوار الذى يظل محترما ولا يسعى لتأجيج نيران العداوة والبغضاء أو فرض الهيمنة على الآخر"، "الحوار القائم على أساس التعددية الدينية والتنوع الثقافى، الحوار الذى أبداً لا ينقلب إلى حديث أحادى" على حد قوله.


موضوعات متعلقة

وزير الأوقاف: تنظيم العملية الإنجابية ضرورة ملحة يحكمها فقه المقاصد



مختار جمعة: المفتى يرأس وفدا من علماء الأزهر والأوقاف لبعثة الحج











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين حمدي

عالمية الإفتاء

عدد الردود 0

بواسطة:

AbouHelal

فضيلة المفتي له علامات مضيئة في مجال الحوار بين الحضارات لتصحيح المفاهيم الخاطئة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سليم

فضيلة المفتي جاهدا على خدمة المسلمين في جميع أنحاء العالم

عدد الردود 0

بواسطة:

هنا

جهود عظيمة .. بارك الله في علمكم وعملكم

عدد الردود 0

بواسطة:

فادي عبدالغني

فضيلة المفتي سباق بأطروحاته لدعم الحوار بين الأديان

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

تحياتي لفضيلتكم

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء

نفع الله بك الإسلام والمسلمين يا دكتور شوقي

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد عبد الهادي

تحقيق قول الله تعالى "لتعارفوا".

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد السيد

يبذل فضيلة المفتي قصارى جهده لإخماد نار الفتنة بين الشعوب

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالشكور

دار الإفتاء المصرية لها هدف سامي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة