وصل البابا متياس الأول، بطريرك إثيوبيا، صباح اليوم السبت، إلى القاهرة، على رأس وفد كبير من أحبار الكنيسة الإثيوبية، فى زيارة لمصر تستغرق 6 أيام، هى الأولى له منذ توليه منصبه عام 2013، يحضر فى نهايتها عظة البابا تواضروس الأربعاء المقبل.
وكان فى استقبال البابا الإثيوبى، الأنبا بيشوى، أسقف دمياط، والأنبا هدرا، أسقف أسوان، والأنبا يوأنس، الأسقف العام، والأنبا بيمن، أسقف قوص ونقادة، والأنبا رافائيل، أسقف كنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا يوليوس، أسقف مصر القديمة، والقس أنجيلوس إسحق، سكرتير البابا تواضروس، والقس بيشوى حلمى، أمين عام مجلس الكنائس المصرية.
ووصل الأب ميتياس إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث خرج البابا فى تواضروس الثانى على رأس وفد من أساقفة الكنيسة، من المقر البابوى لاستقبال البطريرك والوفد المرافق له، وقامت فرق الشمامسة بترتيل ألحان قبطية لاستقبال البطريرك ورفعت الكشافة الأعلام المصرية حتى دخول البطريريك إلى المقر البابوى، برفقتهم فرق شمامسة من الفتيات الأثيوبيات، وشهد الكاتدرائية تشديدات أمنية لتأمين استقبال البطريرك.
عبّر البابا تواضروس الثانى فى كلمته عن سعادته والمجمع المقدس لزيارة الأب متياس الأول بطريرك إثيوبيا، مشيرا إلى العلاقات التاريخية التى تربط الكنيستين.
وقال الباب تواضروس فى كلمته: "أريد أن أعبر عن سعادتنا فى استقبال أبونا متياس الأول بطريرك إثيوبيا باسم المجمع المقدس للكنيسة القبطية، لقد كانت الزيارة الأولى بين الكنيستين فى ١٩٨٢م"، موضحا أن الكتاب المقدس تكلم عن مصر فى العهد القديم فى سفر إشعياء عن قدوم السيد المسيح إلى أرض مصر، حيث بارك أماكن كثيرة فيها.
وأكد البابا أن هناك علاقات تاريخية وطيدة تجمع بين الكنيستين تبدأ منذ أيام البابا اثناسيوس حين سام الأنبا سلامة لإثيوبيا، وكنيسة إثيوبيا تضم كنائس وأديرة أثرية كثيرة وبها العديد من القديسين ومنهم القديس تكلاهيمانوت الذى لنا كنيسة باسمه فى الإسكندرية.
وقال البابا إن الكنيستين ترتبطان بعلاقة جغرافية حيث يربطهم نهر النيل، ومن الأساقفة الأقباط الأنبا بيمن هو منسق العلاقات بين الكنيستين، إنها زيارة ليست فقط لكنيستنا ولكنها أيضا إلى قلوبنا، نرحب بقداسته مرة أخرى فى مصر.
ويتوجه الأب متياس الأول بطريرك أثيوبيا، غدا الأحد، إلى كنيسة السيدة العذراء بالزيتون ليترأس القداس، ثم يتوجه بعدها إلى كنيسة مار جرجس للراهبات بمصر القديمة ثم يوم الاثنين يقوم بجولة لأديرة وادى النطرون وبعدها يتوجه إلى الإسكندرية ويزور صباح الثلاثاء دير مار مينا بالإسكندرية، ويترأس القداس بكنيسة الأنبا تيكلا الحبشى بمنطقة الإبراهيمية بالإسكندرية.
وفى يوم الأربعاء تقيم الكنيسة الأرثوذكسية حفل استقبال شعبى له بحضور البابا تواضروس الثانى كما يلتقى يوم الأربعاء عدد من الزيارات الرسمية فى الدولة ثم يغادر صباح الخميس.
وتعد كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية من الكنائس الأرثوذكسية المشرقية انفصلت عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عام 1959، حين منح البابا كيرلس السادس رأسها لقب بطريرك، ويبلغ عدد أتباعها 40 مليون شخص، وهى أكبر كنيسة شرقية ومقرها مدينة أكسوم بإثيوبيا.
وترجِع الكنيسة الأثيوبية بوادر دخول الديانة المسيحية إلى البلاد إلى القرن الأول الميلادى، وفى القرن الرابع أصبحت الديانة المسيحية الديانة الرسمية لمملكة أكسوميت الأثيوبية فى أيام الملك إيزانا، وذلك بفضل الجهود التبشيرية لفرومينتيوس السريانى الأصل والمعرف بإثيوبيا بـ Abba Selama, Kesaté Birhanأى أبو السلام وكاشف النور.
استمر اتحاد الكنيسة الأثيوبية مع كنيسة الأقباط الأرثوذكس حتى بعد سيطرة العرب المسلمين على أراضى مصر، واستمرت المراسلات ما بين بطاركة الإسكندرية وملوك الحبشة والنوبا. وفى عام 1439 م فى عهد الملك زارا يعقوب قاد حوار دينى ما بين الأنبا جيورجيس وزائر فرنسى إلى إرسال سفارة من إثيوبيا إلى الفاتيكان.
فى عام 1507 طلب الإثيوبيين المساعدة من البرتغال للوقوف فى وجه سلطنة عدوليس، وفى عام 1520 م وصلت سفارة من البرتغاليين إلى الأراضى الأثيوبية ووصلت معها الإرساليات الكاثوليكية وبقيت هناك لسنوات عدة، وطال الأمر حتى عام 1624 م لكى يظهر الإمبراطور بعض مظاهر الخضوع الرسمى لبابا روما، حيث أعلن سوسينيوس بأن الكاثوليكية هى المذهب الرسمى لمملكته، ولكن هذا الإعلان لقى مقاومة عنيفة من قبل الشعب، مما اضطر سوسينيوس للتخلى عن عرشه لصالح ابنه فاسيليدس فى عام 1632 م، الذى أعاد الأرثوذكسية كمذهب إثيوبيا الرسمى، بعد ذلك قام بطرد الآباء اليسوعيين من بلاده عام 1633 م، وفى عام 1665 م أمر فاسيليدس بإحراق جميع كتب اليسوعيين.
وفى 13 يوليو 1948 توصلت كل من الكنيستين القبطية والإثيوبية إلى اتفاق مهد لانفصال واستقلال الكنيسة الأثيوبية، حيث قام بطريرك الإسكندرية للأقباط فى ذلك العام برسامة خمسة أساقفة لهذه الكنيسة وفوضهم بانتخاب بطريرك جديد لهم يكون له السلطان لاحقا لرسامة أساقفة جدد لكنيسته.
وتوفى البطريرك باسيليوس عام 1971 م وخلفه فى ذلك العام ثيوفيلوس، ومع سقوط الإمبراطور هيلا سيلاسى عام 1974 م فصلت الكنيسة فى إثيوبيا عن الدولة، وبدأت حكومة إثيوبيا الجديدة الماركسية بتأميم الأراضى بما فى ذلك أراضى الكنيسة، ولم يتعامل البطريرك الجديد تيكلا هيمانوت مع الحكومة الإثيوبية بالسلاسة التى كانت تتوقعها منه، لذلك عندما توفى هذا البطريرك عام 1988 م تم انتخاب ميركوريوس عضو البرلمان الإثيوبى الموالى للحاكم لهذا المنصب.
وبعد أن استقلت إريتريا عن إثيوبيا عام 1991 م أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية انفصال كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترّية، فأصبح لها بذلك مجمعها المقدس الخاص المستقل عن المجمع الأثيوبى الأم.
الأب ميتياس الأول بطريرك إثيوبيا فى زيارة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية
الأب ميتياس والوفد المرافق له
البابا تواضروس يستقبل الأب ميتياس بطريرك أثيوبيا
البابا تواضروس والأب ميتياس والوفد المرافق له
البابا تواضروس والأب ميتياس بطريرك أثيوبيا
الأب ميتياس خلال زيارته للكاتدرائية المرقسية بالعباسية
جانب من لقاء البابا تواضروس ووفد الكنيسة الأثيوبية
الشمامسة الإثيوبيات خلال زيارة وفد أثيوبيا
البابا تواضروس يستقبل وفد الكنيسة الأثيوبية
البابا تواضروس خلال استقبال وفد الكنيسة الأثيوبية
البابا تواضروس والأب ميتياس بطريرك أثيوبيا خلال زيارته للكاتدرائية
البابا تواضروس يستقبل بطريرك أثيوبيا
البابا تواضروس يستقبل وفد الكنيسة الأثيوبية خلال الزيارة
وفد الكنيسة الأثيوبية
الوفد الأثيوبى يقدم التحية للبابا تواضروس
أخبار متعلقة..
البابا تواضروس الثانى: الكنيستان المصرية والإثيوبية علاقتهما تاريخية
جدول زيارات بطريرك أثيوبيا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مصر
البابا تواضروس يستقبل بطريرك إثيوبيا بالمقر البابوى
بالصور.. بطريرك إثيوبيا يصل القاهرة فى أول زيارة منذ توليه منصبه.. البابا تواضروس الثانى يستقبله بالمقر البابوى ويؤكد: زيارة تاريخية لقلوبنا.. والبابا متياس الأول يزور كنائس مصر القديمة ووادى النطرون
السبت، 10 يناير 2015 02:10 م
البابا تواضروس الثانى وبطريرك إثيوبيا