تباينت أراء عدد من السياسيين، حول تسريبات رجل الأعمال أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل، لتبرئة ساحته من تزوير برلمانات مبارك، وكشف خططه لمواجهة الإخوان، فرغم اتفاقهم على رفض شخص "أحمد عز"، إلا أن أراءهم اختلفت على تصريحاته، فالبعض رأى التعليق على تلك الفيديوهات والهدف من تسريبها مضيعة للوقت، وضرورة أن نولى اهتمامنا ببناء الوطن، ومحاربة الإرهاب، فيما رأى أخرون أن كلامه عن جماعة الإخوان بعدم اعترافهم بالدولة المصرية كلام دقيق ولا خلاف عليه، وأيدوه فى تلك التصريحات.
وفى البداية، قال الكاتب الصحفى، مصطفى بكرى، إن التزوير فى الانتخابات البرلمانية عام 2010، كان ملء السمع والبصر فى كل أنحاء البلد، وكان التزوير فى الانتخابات واضح أمام الجميع، والذى أقرت المحكمة الإدارية العليا بتزوير نتائجه، والدليل على ذلك صدور 199 حكم من المحكمة الإدارية العليا بإلغاء الانتخابات فى 199 دائرة.
وأضاف الكاتب الصحفى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الحزب الوطنى كان يحمل أحمد عز، المسئولية الأساسية فى هذا البرلمان الذى أسقط النظام، لافتاً إلى أن اللواء الراحل عمر سليمان، كشف له عن تفاصيل لقاء جمع بينه وبين "أحمد عز"، قبل إجراء الانتخابات البرلمانية فى 2010، بشأن موقف الحزب المنحل من الانتخابات البرلمانية، ورد "عز" أن الحزب الوطنى مستعد، وعندما قال "عمر سليمان" لـ"عز": "لازم تسيبوا قرابة 120 إلى 150 مقعدا لنواب المعارضة حتى يحققوا الفوز بدون تدخل من أحد"، فوجئ برد أحمد عز "ولا مقعد واحد للمعارضة"، وذلك حسب رواية مصطفى بكرى.
وأشار إلى أن توقعه خروج تلك التسريبات بمعرفة أحمد عز، بقصد إبراء ساحته من التزوير فى الفترة السابقة، خاصة وأننا مقبلون على انتخابات برلمانية، مضيفا "كلا يريد إبراء ساحته وتحميل الأخر المسئولية".
فيما، قال وليد البرش، مؤسس حركة تمرد الجماعة الإسلامية، أن ما قاله أحمد عز ليس بجديد، فالإخوان منذ أن نشأت وهى لا تعترف بالدولة المصرية وليس لديهم أى انتماء سياسى .
وأضاف مؤسس حركة تمرد الجماعة الإسلامية، فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن حديث عز عن الإخوان حقيقى لأن الجماعة لم تجعل يوما مصلحة الدولة فى مقدماتها ولكن أعضاءها لا يعترفون بمصر.
وفى سياق متصل، قال نبيل زكى، المتحدث الرسمى لحزب التجمع، والقيادى بتحالف الأمل المصرى، أن فيديوهات أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطنى المنحل، هدفها تبرير ما قام به الحزب المنحل من أخطاء وجرائم، ولكن هذه التبريرات لن تلقى أى صدى لدى المواطن، ولن يكون لها أى تأثير.
وأضاف المتحدث الرسمى لحزب التجمع، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الحزب الوطنى المنحل انتهى ولن يعود، ولقد طوينا هذه الصفحة باسقاط حكمه، ولا وقت لدينا لنضيعه فى هذه المهاترات، مؤكداً على ضرورة التركيز فى المرحلة الحالية على بناء الوطن ومحاربة الإرهاب.
وأشار القيادى بتحالف الأمل المصرى، إلى أن أحمد عز، كان الرجل الثانى فى الحزب الحاكم فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وتبريره لأخطاء الحزب الوطنى المنحل، أمر طبيعى ومتوقع، ولكنه أمر لم يعد مهماً أو مقبولاً بالنسبة للشعب المصرى.
وفى السياق ذاته، قال قدرى أبو حسين، رئيس حزب مصر بلدى، فى تصريح مقتضب تعليقاً على تلك التسريبات، أن المواطن المصرى والأحزاب السياسية ترفع ألآن شعار "أرض جديدة .. سنة جديدة"، والتأكيد على ضرورة التركيز على المستقبل، وعدم التعليق على الماضى.
وتابع رئيس حزب مصر بلدى، "إن هذه التسريبات والتصريحات المشابهة، ما هى إلا أمور عفا عنها الزمن، والتطرق إليها مراراً وتكراراً مضيعة للوقت، ولا يجب أن نلتفت إليها بعد الآن".
فيما، قال أحمد ربيع الغزالى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، والخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إنه رغم تحفظه على شخصية رجل الأعمال أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطنى المنحل، إلا أن ما قاله عن جماعة الإخوان كان صحيحاً.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن ما قاله أحمد عز، أمر واقع، وصدق فيما قاله عن الإخوان وسياساتها قبل ثورة 25 يناير من عدم اعترافهم بالدولة المصرية.
بدوره، قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن تصريحات أحمد عز، تعكس وجود جناح داخل الدولة بالسابق كان يرفض سياسة الإخوان، فيما كان هناك فى الدولة أطراف أخرى تسمح للإخوان بممارسة السياسة قبل ثورة 25 يناير.
وأوضح الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن "أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل"، كان من الجناح الذى لديه تحفظات على سياسة الإخوان وعدم اعترافها بالدولة المصرية، مؤكداً أنه كان يمثل جناحا قويا فى الدولة قبل 25 يناير.
ونشر عدد من أنصار رجل الأعمال أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطنى المنحل، فى وقت سابق، على مواقع التواصل الاجتماعى، فيديوهات لاجتماعات أحمد عز عبر الفيديو كونفرانس مع قيادات حزبه، قبل الأسبوع الأخير من بدء انتخابات برلمان 2010، أشهر برلمان فى تاريخ مصر، والذى شهد حالة من الاحتقان والجدل السياسى الذى لم يسبق له مثيل فى الشارع السياسى المصرى، وأدى إلى اندلاع ثورة 25 يناير 2011 وانهيار أركان نظام مبارك بالكامل.
موضوعات متعلقة:
بالفيديو.. أخطر تسريب لاجتماعات أحمد عز السرية مع قيادات الحزب الوطنى قبل انتخابات 2010.. أنصار رجل الأعمال سربوا فيديوهات تتضمن خططه لمواجهة الإخوان وتبرئة ساحته من تزوير آخر برلمانات مبارك
انتقادات واسعة لـ أحمد عز بعد "التسريبات الأخيرة".. مصطفى بكرى: تزوير برلمان 2010 كان ملء السمع والبصر.. التجمع: هدفها تبرير ما قام به الحزب المنحل من جرائم.. "مصر بلدى": عفا عليها الزمن ومضيعة للوقت
الإثنين، 12 يناير 2015 02:04 م
رجل الأعمل أحمد عز