كاتب: أفكار "الإخوان المسلمين" تضعك وجها لوجه أمام لينين وهتلر

السبت، 17 يناير 2015 06:15 م
كاتب: أفكار "الإخوان المسلمين" تضعك وجها لوجه أمام لينين وهتلر حسن البنا
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفرق بين أنواع الإرهاب واختلاف طرقه وأدواته إنما هى وسائل متعددة لغاية واحدة يسعى إليها الإرهاب فمن معانى «الإرهاب الناعم» رؤية شمولية عن العالم والذات والآخر والتاريخ تجعل الفرد فى حال رفض وصراع وجودى متواصل مع ذاته ومجتمعه والعالم أجمع، ويقابل ذلك «الإرهاب الصلب» المتمثل فى أشكال العنف الدموية المختلفة، صحيح أن الإرهاب الناعم ليس عنيفاً لكنه يخلق المناخ الملائم لإفراز أشكال مختلفة من العنف الاجتماعى والسياسى، بدءاً من رفض المختلف وصولاً إلى التفجير، هكذا كتب عبد الله حميد الدين فى مقالته التى جاءت بعنوان إرهاب «الإخوان» الناعم أساس تيارات العنف الدينى، والمنشورة فى صحيفة "الحياة".

الإرهاب الناعم تشكل ردا على الاستعمار العربى

وأكد "عبد الله" أن الإرهاب الناعم يتضمن فعلين: الأول صياغة تلك الرؤية الشمولية والثانى بثها. والأمران أخذا فى التشكل فى نهايات القرن التاسع العشر كرد فعل على الاستعمار الغربى وتفتيت الدولة العثمانية، لكنهما تبلورا كإيديولوجية كاملة رافقها نشاطان سياسى وتثقيفى مع ظهور «الإخوان المسلمين» إذ استلهم «الإخوان» منذ بداياتهم الفكر القومى الاشتراكى بصيغته النازية والفكر الماركسى بصيغة لينينية، وبلغ الاستلهام مداه مع سيد قطب حيث يشعر القارئ أمام كتابى «ظلال القرآن» و «معالم فى الطريق» أنه يقرأ «ما العمل» للينين أو «كفاحى» لهتلر، وأخطر ما قام به «الإخوان المسلمين» - بوعى أو بغير وعى- مزجهم بين الرؤية النازية/ اللينينية للعالم وبين الدين، مما أضفى قداسة الإسلام بأكمله على أيديولوجية شمولية إقصائية عنيفة. لذلك فما نسميه الإسلام السياسى هو فى نهاية التحليل فكر شمولى لينينى/ نازى بثوب إسلامى ولا يمت إلى الإسلام بصلة.

العلاقة بين فكر الإخوان المسلمين والفكر النازى قديمة

وأضاف "حميد الدين" أن دراسة العلاقة بين فكر «الإخوان المسلمين» وبين الفكر اللينينى/ النازى ليست أمراً جديداً، ولكن، للأسف، لم تنل حظها من الاهتمام. فأكثر المحللين اقتنع بأن الإسلام هو الملهم للإسلام السياسى، وعندما يقدم "قُطب" فكرته بثوب مشحون بالقرآن والحديث فالقارئ سيفترض أن الإسلام ألهم فكرته، ولن يتصوّر أنَّ قُطب أسقط أفكاره المسبقة على الإسلام. بل إن قُطب نفسه ما تصور هذا! وعندما يقدم إرهابى بياناً دينياً لشرح أسباب انتحاره نفترض أن الدين ألهمه. وعندما يقتل داعشى أحداً بحجة أنه كافر نستنتج أن التكفير الدينى سبب لأصناف العنف المادى والاجتماعى.

وتابع الكاتب، لا يتبين للمراقب الانفصال بين الدين والإسلام السياسى إلا بالمقارنات بين خطابات هذه الإيديولوجية وخطابات شمولية أخرى. وبدراسة الأفكار المؤثرة على الإسلاموية فى مراحلها التأسيسية كفكر ألكسيس كاريل مؤلف «الإنسان ذلك المجهول» والمتعاون مع الحكومة الفرنسية النازية فى الحرب العالمية الثانية، حينها ندرك أن الإسلام السياسى ما هو إلا أيديولوجية شمولية بلباس آخر. أيضاً يظهر الانفصال بين الدين وبين الإسلاموية حين نتأمل فى الفرق بين تسويغ الفعل وبين دوافع الفعل، وحين ندرك أنَّ التسويغ والدافع لا يتطابقان فى أكثر الأحوال. بل حتى التكفير الذى ننسب إليه ثقافة الإرهاب برىء منه. التكفير قبيح لكن التكفير الممارس اليوم يختلف عنه فى الماضى. التكفير فى الماضى موجّه ضد من لا يؤمن بالله. أما التكفير الإسلاموى المعاصر فموجّه ضد من يقف أمام مسيرة الطليعة المنقذة للبشرية. وهذا النوع الأخير من التكفير هو الأخطر وهو الذى يوصل البعض إلى حد الإرهاب، لأنّه يخلق حالة عداء شخصية بحجم الوجود والتاريخ والأمة بين المكفِّر وبين المكفَّر. إنَّ التكفير المعاصر يجد جذوره فى إرهاب الثورة الفرنسية والنازية والستالينية والماوية وليس فى تكفير محمد بن عبدالوهاب.


موضوعات متعلقة..

فوكس نيوز: إصرار إدارة الرئيس الأمريكى على دعم الإخوان محير.. رغم جهود السيسى فإن أوباما يفتقر للحماس فى دعمه لقوى مكافحة الإرهاب.. تقارير حذرت من دور الإخوان فى تهريب الأسلحة لجماعات العنف فى المنطقة







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة