تحظى جامعة الأزهر بالعدد الأكبر من طلاب الجامعات الحكومية، على حسب ما يكشفه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، حيث يبلغ عددهم 322 ألفًا و809 طلاب بنسبة 16.8%، وتضم إلى جانب الكليات العلمية، كالطب والهندسة والعلوم، الكليات التى تدرس العلوم الشرعية كالفقه وأصوله والحديث وعلوم القرآن. وتتبع جامعة الأزهر المشيخة التى تشرف عليها، وتختار أساتذتها، ويفترض بها أن تلتزم بالوسطية التى يدعو لها الجامع الأزهر، لكن يبدو أن هذا غير صحيح، بسبب الاختراقات التى طالتها من الجماعات السلفية والإخوان المسلمين طوال السنوات الماضية. استعنا فى هذه المساحة بـ4 من طلاب الجامعة الذين يظهر اختلاف انتماءاتهم وأفكارهم بشكل لافت للنظر، ويبدو أن هذا هو حال طلاب الأزهر الآن، بسبب حالة التشوه التى أصابت مناهجه، وهذا ما يكشفه الطلاب بأقلامهم. «اليوم السابع» إذ تستكتب الطلاب الأزاهرة، باختلاف توجهاتهم الفكرية بين أشعرى وسلفى وعلمانى ورابع لا دينى، فإنها لا تنحاز لأى منهم، إنما تتركهم يعبرون بإرادتهم، دون تدخل منها، ويقيّمون تجاربهم فى الجامعة، ورأيهم فى المناهج التى يدرسونها، وكيف تشكل شخصيتهم.
«ضياء» المنتمى للمذهب الأشعرى يكتب: أزهر بلا منهج.. أزهر بلا وجود
من البديهى أن قوة الوجود من قوة المنهج، وضعفه من ضعف المنهج، ولكل منهج مجموعة من القواعد الأساسية التى تحدده وتضبطه وتميزه عن غيره، والتى إذا اختلت يندثر المنهج على أثر هذا الخلل.
للأزهر منهج وسطى معتدل فى الاعتقاد، معروف للكافة، هو «مذهب الأشاعرة»، وهو مذهب أهل السنة والجماعة، ويتضح ذلك المنهج من خلال الكتب التى يُدرسها الأزهر فى كلياته الشرعية بالجامعة، ويقوم بطبعها على نفقته، فهو فى الفقه مثلًا يدرس المذاهب الأربعة المعتمدة، وفى العقيدة يدرس منهج الأشاعرة، كشرح الجوهرة وغيره، وفى التفسير يدرس إما أمهات التفاسير، أو التفاسير الحديثة التى كتبها مؤلفون من أعلام الأزهر، كتفسير المنار لمحمد عبده.. المشكلة الرئيسية التى تواجه الأزهر اليوم أن تلك المناهج، وتلك الكتب التى يعتمدها الأزهر ويقررها أصبحت مهمشة تمامًا، بل نستطيع القول إنها لم تعد موجودة لأسباب عدة.
أهم هذه الأسباب هو الغزو الفكرى للأزهر، سواء الإخوانى أو الوهابى.
وهذا الغزو الفكرى ناتج عن أنه لا توجد بالأزهر قوانين تجرم الانتماء الفكرى لهذه المدارس، حتى أصبح معظم أساتذة الجامعة ينتمى إما لمدرسة الإخوان، أو لمدرسة السلفيين «الوهابيين»، وهم على مستوى واحد من الناحية العقيدية، والتى تختلف جوهريًا مع منهج أهل السنة والجماعة فى الاعتقاد «المنهج الأشعرى».
ويعتبر شيوخ الأزهر وعلماؤه أن مناهج الإخوان والسلف العقائدية باطلة، بل قد وصل الأمر إلى تكفير أصحابها، ووصفهم بـ«الخوارج»، كما صرح بذلك شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب علانية فى وسائل الإعلام.
لكن، ما الذى يحدث تحت لواء الجامعة وداخل أسوارها؟.. مايحدث ببساطة أن كل أستاذ فى مادته يدرس منهجه الخاص، ولايكتفى بهذا، بل يهاجم منهج الأزهر فى الاعتقاد ويخطئه.
على سبيل المثال وليس الحصر، يقوم أساتذة الكليات الشرعية، ككلية أصول الدين والدعوة، وكلية الدعوة الإسلامية، وكليةالدراسات الإسلامية، وغيرها من الكليات الشرعية، بتجاهل منهج الأزهر المقرر المطبوع تمامًا، وإقرار كتب أخرى على الطلاب بما يتوافق مع منهجهم، ويقوم الأساتذة فى نهاية الفصل الدراسى أو العام الدراسى باختبارهم فيها، ويعتبرون كتب الأزهر ملغاة بكل بساطة.
وهناك أقسام شرعية أخرى بها مشكلة أكبر، كقسم «الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية» التابع لكلية «اللغات والترجمة».. هذا القسم لا تقوم الجامعة بطبع مناهج مقررة له أصلًا، بل مهمتها فقط أن تنظم سير العملية الدراسية به عن طريق تقرير المواد الدراسية، وتنظيم تدريسها على مدى السنوات الدراسية، كأصول الفقه والسيرة والعقيدة والتفسير وأصولة والحديث ومصطلحه.. إلخ، ولأستاذ المادة كل الحرية فى وضع المادة العلمية لتلك المواد!
للقارئ الكريم أن يتخيل أننا درسنا فى مادة «التفسير» كتاب «فى ظلال القرآن» لمؤلفه سيد قطب، ذلك الذى أعدمته الحكومة بسبب تطرفه الفكرى، وتكفيره المجتمعات الإسلامية ووصفها بالجاهلية! والطامة الكبرى أن المنهج المقرر علينا آنذاك كان «آيات القتال»!
فبدلًا من أن ندرس واحدًا من أمهات التفاسير كالرازى والقرطبى والطبرى والسيوطى، ندرس فكر سيد قطب، وأين؟، تحت لواء جامعة الأزهر، وعلى منبرها.
وفى مادة «مناهج المفسرين» درسنا مقالًا عن «تفسير المنار» للإمام الراحل محمد عبده، وهو علم من أعلام الأزهر الشريف، المضحك المبكى هو أن صاحب المقال كان يطعن طعنًا مباشرًا فى الإمام محمد عبده، وفى تفسيره، ويصفه بالانحراف الفكرى، وما إلى ذلك.
على الجانب الآخر، حتى يتبين للقارئ مدى توغل الفكر الوهابى فى جامعة الأزهر الشريف، لم ندرس أى كتاب عن منهج الأزهر فى الاعتقاد مثلًا، فقد قُررت علينا مادة العقيدة فى المرحلة الثالثه من الجامعة، ودرسنا فيها مجموعة من الكتب الوهابية بامتياز، أولها كتاب «متن نواقض الإسلام وشرحه»، والمتن لزعيم الحركة الوهابية محمد بن عبدالوهاب نفسه، وشرحه لـــ«ابن جبرين»، والكتاب عبارة عن عشرة أشياء تنقض الإسلام فى رأى مؤلفه، وكلها ضد المنهج الأزهرى!
فالمؤلف يعتبر «التوسل» على سبيل المثال شركًا، والأزهر على الجانب الآخر يقر بمشروعية التوسل، وقد كتب العديد من شيوخ الأزهر كتبًا ومقالات فى مشروعية التوسل، كالشيخ مصطفى الدجوى المالكى الأزهرى.
كما درسنا أيضًا فى العقيده كتاب «أركان الإيمان»، لمؤلفه محمود مراد، ونصه باللغة الإنجليزية، وهو ضد المنهج الأزهرى أيضًا، فهو عبارة عن تجسيد لله عز وجل، حاشاه، ووصفه بصفات المخلوقين، كأن له يدًا وعينًا وأصابع، والأزهر يعتبر التجسيد فى ذات الله شركًا وخروجًا ومروقًا عن الدين! وليس الأزهر فحسب، بل كل المذاهب الإسلامية تعتبر التجسيد فى ذات الله شركًا أيضًا.
للقارئ الكريم أن يتخيل حجم المأساة، فكل هذه الأفكار يتم تدريسها تحت لواء جامعة الأزهر الشريف، كل هذه الأفكار المسمومة يتم تدريسها لمن سيعملون فى العمل الدعوى فيما بعد، سواء أكان محليًا، أقصد على منابر المساجد فى مصر، أو عالميًا فى المراكز الإسلامية فى مختلف أنحاء العالم.
وكل هذه الأفكار يتم بثها فى عقول من يدرس فى الأزهر من مختلف الجنسيات من جميع أنحاء العالم الإسلامى، لمن يتركون بلادهم وأهلهم للدراسة فى منبر الإسلام المعتدل فى العالم الإسلامى، الأزهر الشريف، ماذا سيحمل هؤلاء الطلاب الوافدون من الأزهر معهم إلى بلادهم؟ أهو المنهج الأزهرى أم منهج شيوخ البترودولار التكفيرى الإقصائى؟
إلى ماذا سندعو غير المسلمين؟ إلى المنهج الأزهرى المعتدل أم إلى منهج الإخوان والسلف المتطرف؟، وإن لم يقف شيخ الأزهر أو رئيس الجامعة أو أى مسؤول فى الأزهر لذلك الغزو الفكرى فمن سيقف؟ وكيف ننتظر جيلًا أزهريًا ينهض بالفكر الإسلامى المعتدل، وبمنهج الأزهر فى ظل تلك الحرب الفكرية إذا كان الحال هكذا؟، للأسف ذلك الأزهر الذى أخرج أمثال محمد عبده، ومحمود شلتوت، وعبدالحليم محمود، والمراغى، ومصطفى عبدالرازق، وغيرهم الكثير والكثير من الأعلام لم يعد موجودًا الآن.
«صالح» الملحد الأزهرى يكتب: «إلحقوه هيكفر بالله»
من العقول التى ساهمت فى تشكيلها مناهج الأزهر الشريف، شخصية صالح، وهو شاب لا دينى، هدفه فى الحياة نشر السلام النفسى بين الناس، وليست مشكلته أن يؤمن الناس بربهم من عدمه، وهدفه الأساسى هو نشر السلام بين الجميع كما يقول، وإلى نص مقاله:
بعد التصريح الأخير للأزهر بعدم تكفير داعش، بحجة أنه لا يجوز تكفير المسلم مهما عظمت ذنوبه، صاح الناس على الأزهر، وأعتقد أنهم سيتراجعون قريبًا لأسباب سياسية، لكن نحن أبناء الأزهر ترعرعنا على تكفير المخالف، فلا تنصدموا كثيرًا، فأنتم يا من تحاربون داعش عليكم بمحاربة المؤصلين لداعش. فأى شىء تقوم به داعش له تأصيل فقهى فى كتب الأزهر تربينا عليها فلماذا تلمونهم إذًا؟
نعلم جيدًا أن الإسلام بداخله فرق كثيرة لا نكفر منها أحدًا، لكن الأزهر يكفرها، فالمعتزلة تنكر عذاب القبر ونعيمه، ونحن تربينا على كفر منكر عذاب القبر ونعيمه، لأنه أنكر معلومًا من الدين بالضرورة. أذكر هنا أن صديقًا لى ونحن فى الصفوف الإعدادية كان قد اقتنع بآراء المعتزلة، فكانت النتيجة أنه كان على أعتاب الفصل، وقاطعه الجميع طلابًا وأساتذة حتى أنهم قالوا لأبويه نصًا «إلحقوه هيكفر بالله»، هذا ما نتربى عليه، أن العقل ليس له أهمية!
فى مناهج الأزهر، ندرس الدليل العقلى بالفعل، ولكن الدليل العقلى الذى ندرسه لا يقنع أحدًا على الإطلاق، نحن الآن فى عصر الانفتاح، فكيف يقولون بحد الردة، لا تقولوا لى إن الأزهر لا يقول بقتل المرتد، الأزهر هو من أصّل لقتل المرتد بحجة أنه «أنكر معلومًا من الدين بالضرورة»، ووسط هذه المناهج التكفيرية كيف لا أصبح إرهابيًا.
على سبيل المثال التوضيحى للقارئ، فى امتحان الفقه المقارن فى كلية الشريعة والقانون، كان هناك سؤال يتعلق بعقد مقارنة بين المذاهب، السنى والمعتزلى والشيعى، وكانت الصاعقة حينما دخل دكتور المادة ليخبرنا بأن الإجابة المأخوذ بها هى مذهب أهل السنة، فلا تتعبوا أنفسكم فى سرد البقية.
«سعيد» المنتمى للتيار العلمانى يكتب: جامعة الأزهر مُصنّع الإرهاب
تعتبر جامعة الأزهر هى الجامعة الأكبر فى مصر من حيث عدد الطلاب والفروع، ومن المفترض أن يتزامن مع ذلك تنوع التوجهات الفكرية داخل الجامعة، لكن ليس هذا هو الحال فى جامعة الأزهر، فمع تنوع فروعها الجغرافى فى مناطق مختلفة من الجمهورية، فإننا نلحظ سيطرة التيار الدينى بجميع أشكاله على العمل الطلابى والأسر ذات القدرة على الاستقطاب الكبير، لكننا مع ذلك لا يمكن أن ننكر وجود تيارات أخرى مخالفة، منها ما هو داخل الإطار الدينى، مثل التيارات السلفية والأشعرية والقرآنية، وحتى الشيعية، ومنها ما هو خارج الإطار الدينى، مثل التيار الليبرالى واليسارى والعلمانى داخل الجامعة.
وأنا أكتب بصفتى أحد المنتمين للتيار العلمانى داخل الجامعة، فمع كوننا ندرس فى الأزهر، ونحمل لقب أزهرى، فإننا نختلف مع الأزهر ليس اختلافًا فى المواقف، إنما اختلاف فى البدايات والأساسات التى تجعل من التلاقى أمرًا يصعب حدوثه، وبالتأكيد مجالات الاختلاف الكثيرة بين التياريين «الأزهرى والعلمانى»، وأسباب عدم الاتفاق ما يلى:
الأزهر يتشابه إلى حد كبير مع أى مؤسسة من مؤسسات الدولة، مؤسسة تخدم مصالح الطبقة الحاكمة، وبالتالى تقوم المؤسسة الدينية بنشر الرأى الدينى الذى يتوافق مع أفكار الطبقة الحاكمة وأخلاقها، وبما يخدم مصالحها الاقتصادية، ويتم تصدير هذه المؤسسة للتعبير عن الرأى الدينى للدولة، المناهض بالتأكيد للرأى الدينى لأكبر فصائل المعارضة فى مصر، وهم الإخوان المسلمون، وإثبات أن ما يدعون إليه- أى الإخوان- ليس من الدين، وخارج حظيرته، وقد حذرنا النبى من الابتداع إلى آخر هذا الكلام، ناهيك عن أنه يتم استخدام المؤسسة الدينية من قِبل الدولة، لإخماد ثورة بقية الطبقات المضطهدة، ولاحظنا بالتأكيد قيام الدولة باستخدام المؤسسة الدينية لمواجهة دعوات الإضراب التى كانت تقوم بها بعض الحركات الثورية، مثل 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، فتظهر الخُطب الموحدة ضرورة العمل فى الإسلام وأهميته، وحرمانية تعطيل الأعمال.
ومن أكبر المشاهد التى تستدعى التوقف عندها هو حال الطالب الأزهرى، خصوصًا الدارس منهم فى الكليات التجريبية «طب، صيدلة، علوم»، حيث يجتمع فى هذا الطالب طرفا نقيض، بحكم كون الأزهر مؤسسة دينية، فهى تعتبر من أكبر المقدسين للمذهب الميتافيزيقى المعتمد بشكل أساسى عما هو وراء المادة، واعتباره هو أصل الإيمان، بينما على الوجه الآخر فإن الطالب فى الكليات التجريبية يجب أن يكون بكل الأحوال مُقدسًا للمنهج التجريبى الذى ينطلق من الحس، ويرفض وجود ما وراء المادة، لأن وجود ما وراء المادة يقوم بتدمير الأساس الذى يقوم عليه المذهب التجريبى، وهو أن كل شىء فى هذا العالم يمكن تفسيره من داخل هذا العالم، لا من شىء خارجه، فعلاج الأمراض له سبب مادى يمكن اكتشافه بالتجربة والملاحظة، لا بسبب وجود جن أو روح أو شياطين أو إرادة الله غير الخاضعة لقانون، وهذا المزيج العجيب فى سيكولوجية الطالب الأزهرى تُخرج لنا نماذج فى منتهى الغرابة من أمثال زغلول النجار، فلا هو رافض للتجربة ومُعتمد على الميتافيزيقا، ولا هو رافض للميتافيزيقا ومُعتمد على التجربة، فهو فى منزلة بين المنزلتين، غير قادر على إنتاج شىء حقيقى.
ناهيك عن أن الأزهر- بلا نزاع- المصنّع الأكبر والرئيسى لكوادر التيارات الدينية المتطرفة، من أمثال الجماعة الإسلامية، وأتباع دولة الخلافة فى العراق والشام، أو حتى كوادر التيارات الدينية غير المتطرفة، لكنها فى حالة خصومة مع السلطة، مثل الإخوان المسلمين، فيعتبر الأزهر هو المرحلة التأهيلية لإنتاج مثل هذه الكوادر الرجعية، فالأزهر- بلا نزاع- هو المصنّع الأكبر للإرهاب، وبدونه نكون قضينا بشكل واسع على الأصول التى تعتمد عليها بقية التيارات الفكرية الدينية الرجعية.
ولا ينبغى علينا ترك ذكر أن المؤسسة الأزهرية تصدّر للناس ولشبابها فى مناهجها الدراسية نظامًا أخلاقيًا رجعيًا، من أول رفض المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة بداية من موقفها فى الشهادة، وموقفها فى نظام المواريث، وما يجب إخفاؤه أو إظهاره من الجسد، وما هو متاح للرجل وغير متاح للمرأة، ونذكر أيضًا إيمان المؤسسة الأزهرية بطرق للعقوبات عفا عليها الزمن من أمثال الجلد، والرجم، وقطع اليد، وقطع الأيدى والأرجل من خلاف، والنفى من الأرض، وغيرها من العقوبات التى تجاوزها الزمن مع ظهور ما يُدعى بالميثاق العالمى لحقوق الإنسان.
الطالب «إبراهيم» السلفى يكتب: المناهج الدراسية عقيمة
إن الله تعالى أكرم مصر بوجود الأزهر الشريف، واختص رجالها وأبناءها بالدفاع عن دينه، والحفاظ على لغة القرآن، ولعل تجربة مصر مع جمهوريه الجزائر الشقيقة خير مثال، والناظر إلى حال الأزهر فى زماننا يجد الأزهر ضعف أهله، وقد خارت قواههم حتى إن كثيرًا من الناس يتساءل: أين الأزهر؟ وأين رجاله الذين وقفوا ضد كل المحتلين عبر تاريخ مصر الطويل؟، وبالنظر نجد أن هذا الانحدار له أسباب:
مناهج عقيمة عفا عليها الزمان، حتى إن طالب الأزهر يدرس أحكام الرقيق والإماء فى عده أشهر من عمره الدراسى، علمًا بأن الرق انتهى منذ عام 1945 طبقًا لاتفاقية الأمم المتحدة، فكيف يستقيم ذلك فى هذا العصر؟!
ثانيًا: مناهج الأزهر بها كتب مؤلفة منذ عدة قرون، عندها يجد الطالب نفسه بين استخدام مرادفات لغوية ليست فى زمانه.
لأجل ذلك خرج دعاة ليسوا من الأزهر، ولم يدرسوا به، وتعلق الشباب بهم لأنهم لم يتكلموا بلغة التعليم الأزهرى، مثل عمرو خالد، ومصطفى حسنى، ومعز مسعود، أين العلم الحديث فى مناهج الأزهر مثل الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم؟
ويبدو أن أهم سبب فى ضعف الأزهر- من وجهة نظرى- هو تدخل الأمن فى اختيار قيادات الأزهر، والنتيجة ظهور أشخاص تابعين لمن اختاروهم، فكيف لهؤلاء أن يكونوا قادة للأزهر نحو التقدم، لأن هذا الأمر يجعل هؤلاء التابعين رؤساء، وأصحاب الكفاءة فى الظل، لا يسمع بهم أحد إلا من اقترب وتعلم على أيديهم، فلا يرى من الأزهر إلا أسوأ ما فيه، وهذا ما يحصل فى زماننا. غير أنه مما ينبغى الإشارة إليه أن ضعف الأزهر هو نتاج عام لضعف الدولة المصرية سياسيًا واقصاديًا واجتماعيًا، فقد انهارت الدولة المصرية فى أخلاقها وقيمها، فكيف ينهض الأزهر فى دولة تنهار فيها القيم؟!
طلاب الأزهر: لماذا تلموننا إذا أصبحنا «دواعش»؟!..4 طلاب بالجامعة يكتبون عن تجاربهم فى جامعة الأزهر.. وأزهرى علمانى: المناهج تُخرج لنا نماذج من أمثال زغلول النجار.. وكل كوادر التكفير خرجت من الأزهر
الجمعة، 02 يناير 2015 10:10 ص
طلاب الأزهر
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى عربى اصيل
الازهر
عدد الردود 0
بواسطة:
nona
الأزهر في ثبات مع قيادات ذات فكر عقيم والكثير منها أخوانية
عدد الردود 0
بواسطة:
فؤاد نبراوى
لوجة الله ولمصلحة مصر ودول العالم
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام
الشيخ محمد حسان والحوينى ويعقوب يجب ضمهم للازهر لتعليم الطلبة اصول الخطابه
عدد الردود 0
بواسطة:
ع. أ.
يجب البدء بطلبة الأزهر بالحكمة والموعظة الحسنة فهم مستقبل الأزهر
عدد الردود 0
بواسطة:
Melika
عنده حق
عدد الردود 0
بواسطة:
MOHAMED
عندما يكون الازهر مستقلا
عدد الردود 0
بواسطة:
سامى سامى سامى
اهدار المال العام
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي خليفة منصور
الازهر
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي خليفة منصور
الازهر