فى ندوة "تجديد الخطاب الدينى".. وزير الثقافة: مصر بين الحربين العالميتين أكثر تحررًا دينيًا.. وزير الأوقاف الأسبق: تراجعنا لتوقف الاجتهاد.. الغزالى حرب: نحتاج لتنقية كتب التراث من الأحاديث المغلوطة

الأربعاء، 21 يناير 2015 09:21 م
فى ندوة "تجديد الخطاب الدينى".. وزير الثقافة: مصر بين الحربين العالميتين أكثر تحررًا دينيًا.. وزير الأوقاف الأسبق: تراجعنا لتوقف الاجتهاد.. الغزالى حرب: نحتاج لتنقية كتب التراث من الأحاديث المغلوطة وزير الثقافة جابر عصفور
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقيم بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، ندوة ثقافية تحت عنوان "تجديد الخطاب الدينى"، نظمها المجلس الأعلى للثقافة، بالتعاون مع الصالون الثقافى العربى، وشارك فيها الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة المصرى، والدكتور يحيى الجمل، والدكتور محمود حمدى زقزوق، والدكتور أسامة الأزهرى؛ وحضرها الدكتور محمد عفيفى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، والدكتورة إقبال بركة، والدكتورة أمانى فؤاد، والدكتورة فينوس فؤاد، وعدد كبير من الأدباء والمثقفين.

وقال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة المصرى، إن الخطاب الدينى فى مصر بين الحربين العالميتن، كان أكثر تحررًا من الخطابات الدينية فى يومنا هذا، ولو عدنا مثلا لكتاب رفاعة الطهطاوى "تخليص الإبريز فى تلخيص باريز" الذى نشر عام 1834م، سوف نجد فيه خطابات دينية متحررة جدًا، لو ناقشناها فى يومنا هذا سنجد كثيرا من الاعتراضات عليها.

وأضاف الدكتور جابر عصفور، أن الخطاب الدينى فى حاجة لمراجعة حقيقية، ونحن لا نراجعه بوصفنا رجال دين، ولكن مثقفين، نناقشه من الزاوية الثقافية، موضحًا إقامة الندوة فى دار الأوبرا، لأن الخطاب الدينى هو خطاب ثقافى، ويشتمل على خطابات كثيرة متعددة منها السياسى ومنها الدينى، وكلاهما مرتبطان ببعضهما، فالخطاب الدينى هو جزء من الخطاب الثقافى، والثقافة لن تتقدم إلا بتقدم الخطاب الدينى، وهذا لن يحدث إلا فى أجواء مواتية، ومناسبة.

وقال الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف المصرى الأسبق، إن تجديد الخطاب والفكر الدينى، مرتبط بالاجتهاد، أى مبدأ الحركة فى الإسلام، هو ما ليس موجودا بيننا الآن، حيث توقفت الحركة، ولم يعد هناك اجتهاد، وللأسف فنحن الآن نتعلم من الأخرين الذين اجتهدوا فى فترة التراجع الإسلامى، وليست فترة الازدهار والتقدم، وهو ما أدى لتراجع الخطاب الدينى.

وأضاف "زقزوق"، أنه عندما توقف الاجتهاد سيطر التقليد، ولايزال يسيطر حتى يومنا هذا، مشيرًا إلى قضية اشتغال المرأة فى القضاء، قائلًا إن، الأئمة "مالك، وبن حنيفة، وابن حنبل"، رفضوا اشتغال المرأة بالقضاء، لكن بعض الحنفيين قبلوا اشتغالها لكن فى الجانب المدنى فقط، وليس فى الجنايات، مؤكدًا أننا حين ننظر للوضع الحالى، نجد أن وضع المرأة اليوم غير المرأة منذ ألف سنة، وقتما ظهرت اجتهادات هذه الأئمة، ولذلك علينا إقامة دراسات جديدة فى وضع المرأة، وحالها اليوم، ولا ننقل الفتوى القديمة كما هى، بل نحتاج إلى اجتهاد جديد ينظر للواقع المعاصر.

وأكد "زقزوق" على أن القرآن جعل الذين لا يستخدمون عقولهم، فى مرتبة أقل من الحيوان، فالقرآن يقول" أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا " لذلك فالتقليد هو آفة المجتمع، والسبب فيه هو نظام التعليم، فلا نجد من يتخرج من المدارس أو المعاهد الدينية، لديه تفكير نقدى، لأن نظام التعليم يعتمد على التلقين والحفظ، لذلك انتشرت ظاهرة الإلحاد فى مجتمعنا اليوم، لأنهم لا يعملون عقولهم، ويسيرون خلف الأخرون، برغم أن الرسول الكريم قال "لا تكونوا إمعة".

وقال الدكتور محمود حمدى زقزوق، إن تجديد الخطاب الدينى، مرتبط بتجديد الفكر الدينى، إن تجديد الخطاب الدينى، لا يأتى إلا بشيئين هما "الاجتهاد، واعمال العقل الإنسانى"، وبدونهما لا يوجد تجديد فى الفكر، ولا تجديد الفكر الدينى.

وأضاف الدكتور محمود حمدى زقزوق، أن الإنسان يجب أن يُعمل عقله فى التفكير، والتدبر، فالقرآن الكريم حثنا على ذلك وجعل عقاب هؤلاء كبير، وذنب من الذنوب، فالقرآن يقول "وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير"، لذلك فإنه لا يجوز وضع العقل على الرف، بل نتعقل ونتدبر ونفهم كل الأشياء التى خلقها الله، فالله سخر للإنسان كل الكائنات، السماء والأرض وما بينهما، والذى يتفكر ويبحث وينقب يصل فى النهاية للنتائج التى يبتغيها من البحث العلمى.
وقال الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية الليبرالى: إننا فى ظل الدعوة لتجديد الخطاب الدينى، نحتاج إلى إعادة شرح الأحاديث النبوية، وشجاعة كاملة فى التعامل معها، حيث إنه لم تحدث محاولات جادة لتنقية هذه الأحاديث، لأن هناك الكثير من الأحاديث تمتلأ بها كتب التراث، منسوبة إلى الرسول، لكنها غير صحيحة.

وأضاف الدكتور أسامة الغزالى، أن هناك الكثير من الفتاوى ظهرت هذه الأيام، وما أنزل الله بها من سلطان، وتحتوى على الكثير من الخرافات، والكراهية الدينية والطائفية، وتحض على العف، نتيجة سوء تفسير آيات القرآن، مؤكدًا على ضرورة تجديد الخطاب والفكر الدينى.

وأشار "الغزالى"، إلى أن أهم عنصر يُعتمد عليه فى تجديد الفكر الإسلامى، هو تجديد المؤسسات، وتجديد ظروف علماء الدين الإسلامى، المنوط بهم هذا التجديد فى الدرجة الأولى، وعلى رأسها مؤسسة الأزهر، وعلماؤه، وكلذلك إعادة النظر فى قانون إصلاح الأزهر، الذى أصدره الرئيس جمال عبد الناصر.
وأكد الدكتور أسامة الغزالى حرب، على ضرورة أن يعود الأزهر لرسالته الأساسية، والتركيز عليها، مشيرًا إلى أن الإصلاح الدينى واصلاح الأزهر، مرتبطان ببعضهما، ولا يمكن إصلاح الدين، إلا بإصلاح الأزهر، وكذلك رفع شأن الدعوة الدينية، وفى السياق ذاته أكد على دور قصور الثقافة فى المحافظات المصرية، قائلًا، إن عليها دور مهم فى استضافة علماء الأزهر التنويرين، وإقامة ندوات لهم، حتى يكون هناك وعى حقيقى بالتوجه نحو التنوير، الذى لا يمكن أن يكون مناهض لدعوة الإسلام.

من جانبه اقترح الدكتور أسامة الأزهرى، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، على الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، إعادة طبع كتاب "القول السديد فى الاجتهاد والتقليد"، لرفاعة رافع الطهطاوى، وهو كتاب يرتكز الحديث إلى الدين واللغة والأدب ويعرض للفقه والرأى، وذلك فى إطار الدعوة إلى تجديد الخطاب الدينى فى مصر.

ووافق الدكتور جابر عصفور، على طباعة الكتاب، وعهد بالمهمة إلى الدكتور محمد عفيفى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.

وقال الدكتور أسامة الأزهرى، إننا فى حاجة إلى خطاب دينى جديد، يستوعب أطروحات فلسفية مختلفة، ويتناول ظاهرة الإلحاد، التى بدأ يتأثر بها عدد من أبناءنا داخل مصر، مؤكدًا على أن تجديد الخطاب ضرورة مُلحة، ولها آليات تحتاج إلى إعادة تأهيل عدد من العلماء والباحثين، لأن يكون لهم نظر عميق فى العلوم الشريعية وتدريسها، بعد أن تولد خطاب دينى وضع الاسلام فى وضع الاتهام.








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

سامح عسكر

عمل جيد

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد شعبان محمد

مداخلتي بالندوة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة