صدر حديثًا عن دار الشروق للنشر، كتاب بعنوان "مانشيتات يوم القيامة" للكاتب الصحفى أحمد سمير، ويقع الكتاب فى 188 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن الكتاب ستة أبواب، وهى: "مش حنجيب حقهم.. واحتمال نموت زيهم"، "بنى آدم وراح"، "ما ذنب النباتات؟"، "أنا إعلامى.. أحب الإعلام"، "الإخوان.. سيزيف إلى الأبد"، وأخيرًا "منفعتش كده.. طيب نحاول كده.. طب كده".
ويتناول أحمد سمير فى كتابه عدة موضوعات تتشكل خلال أبوابه الست، ومنها كيف بدأ الدم فى 28 يناير، وحكاية من لم يقتل فى موقعة الجمل، ونوفمبر 2011 ما قبل الدم وما بعد الدم، ومحمد مرسى، والحكم العسكرى، ومحمد بديع، وسلوكيات الأخ المسلم فى الحرب الأهلية، 30 يونيو الطوفان جاى، وغير ذلك من الموضوعات.
ويقول الكاتب بلال فضل فى مقدمة الكتاب التى جاءت بعنوان "فى محبة المندهش": لعلك عزيزى قارئ هذا الكتاب، بعد أن عشت السنوات العصيبة السابقة التى اختلف فيها الحابل بالنابل، ورأيت كيف يصبح الكاتب مستقلاً ويمسى بوقًا لسلطة أو لجماهير أو لأصحاب مصالح، بتّ تدرك الآن أن العبرة فى الكُتَّاب وغيرهم بالخواتيم، ولعلك تعرف رأى العين ما كنت تسمع عنه من قبل عن الكُتَّاب الذين يتفننون فى نقد مضحكات مصر المبكيات ومحاربة نواطيرها التى تعمل مع الثعالب فى سرقة الكروم وهجاء الرجال الذين ملأتهم الشروخ، إلى أن تملأهم الدنيا بالشروخ، فينتقلون تدريجيًا وأحيانًا فجأة من النقد إلى التبرير، وينالون رضا النواطير والثعالب، ويصبحون رقمًا جديدًا فى قائمة مضحكات مصر المبكيات، تلك القائمة التى لا تنتهى أبدًا، مهما ظننا ذلك.
ويضيف: يترجم أحمد سمير دهشته إلى أسئلة يعود فيها لممارسة مهنته كصحفى تحقيقات، ليتعامل مع راوى الحكاية الفاجعة بوصفه "مصدرًا صحفيًا" لابد أنى حصل منه على إجابات شافية لأسئلة التغطية الصحفية "من – لماذا – أين – كيف – متى". ولأننا أصبحنا نعيش فى زمن فشخ فيه الواقع الخيال كما تعلم، فغالبًا ما تكون الإجابة المنطقية عن أسئلته هى الإجابة الأكثر انتشارًا فى مصر منذ أيام المرحوم سيد درويش: "أهو ده اللى صار وآدى اللى كان"، وتلك هى الإجابة التى أظنك سترددها وأنت تقرأ فصول هذا الكتاب التى كتبها أحمد سمير ليعبر عن دهشته مما رآه وعاشه وليحاول الإجابة عن الأسئلة التى تتدافع فى رأسه كلما رأى ما أدهشه، فأصبحت محاولاته للإجابة – فى حد ذاتها – قطعًا من الكتابة المدهشة التى تدفع للتفكير والتأمل والأمل فى غدٍ لا يدهشنا بقدرته على تنويع العفن، وهو غد سيشارك فى صنعه أحمد سمير وأبناء أيامه الذين سيقاومون رغبة الحياة الشرسة فى أن تفقدهم أعز ما يملكون: الاستقلالية والمهارة والقدرة على الاندهاش.
ويقول بلال فضل: لقد استطاع أحمد سمير أن يصنع لنفسه أسلوبًا متميزًا يؤثر فى القراء الأكثر منه شبابًا، والذين ينفرون بحكم تأثير مواقع التواصل الاجتماعى من الفقرات المطولة ذات الصياغة المكلكعة؛ فاشتهر بالمقالات ذكية العناوين التى تنقسم إلى مقاطع قصيرة أغلبها يدخل فى بند السهل الممتنع.
أما الإعلامى والدكتور باسم يوسف، فقال: أحبطت جدًا عندما قرأت هذا الكتاب لأننى كنت أعتقد فعلاً أنه كتاب خيال علمى يتحدث عن المانشيات المتوقعة يوم القيامة، ولكن فوجئت أنها مقالات عن أشياء حدثت بالفعل، مما يؤكد أن يوم القيامة جه واللى بيحصل فينا ده تخليص حق. منك لله يا سمير ماكنتش ناقصاك.
وأحمد سمير، كاتب صحفى، بدأ عمله عام 2005 فى جريدة "الدستور" ثم مسئولاً عن صفحة للإسلام السياسى بجريدة البديل عام 2009، بدأ كتابة مقالات الرأى عام 2010 فى موقع البديل الإليكترونى، ثم عمل كاتبًا صحفيًا ببوابة المصرى اليوم، ثم بوابة الشروق، وحاز جائزتى نقابة الصحفيين لأحسن مقال سياسى عام 2014، وجائزة مصطفى الحسينى لأحسن مقال صحفى عام 2014.