الملك عبد الله بن عبد العزيز "مؤسس دولة الحداثة".. فى عهده تم تأسيس 12 جامعة وزيادة منارات العلم إلى 20.. وتصدرت السعودية قائمة الدول ذات الأفضلية الاستثمارية باحتلالها المركز 23 من أصل 178 دولة

الجمعة، 23 يناير 2015 02:23 ص
الملك عبد الله بن عبد العزيز "مؤسس دولة الحداثة".. فى عهده تم تأسيس 12 جامعة وزيادة منارات العلم إلى 20.. وتصدرت السعودية قائمة الدول ذات الأفضلية الاستثمارية باحتلالها المركز 23 من أصل 178 دولة الملك عبد الله بن عبد العزيز
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركى بن عبدالله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدى، وينتهى نسبهم إلى بكر بن وائل من بنى أسد بن ربيعة، هكذا جاء اسم خادم الحرمين الشريفين، فهو سليل أسرة عربية أصيلة.

ولد فى مدينة الرياض سنة 1349هـ الموافق 1931م فى عصر كل ما فيه يفرض على الإنسان الصبر والاحتمال، وكان من نتيجة ذلك أن كان للانضباط الدينى والنفسى والأخلاقى دوره فى تكوين شخصيته حضورًا وتأثيرًا وتفاعلاً كون فى مجموعه رؤية ثاقبة تفرض قناعتها بالمنطق والعقل سلوكًا وتعاملاً قولاً وفعلاً هى معه اليوم ويتعامل بها فى حياته، والده هو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود موحد ومؤسس الدولة السعودية الثالثة، أما خؤولته فمن رؤساء عشائر شمر فجده لوالدته هو العاصى بن كليب بن حمدان بن شريم فارس نجيب من فرسان العرب وأحد شيوخ عبدة من قبائل شمر وكذلك كان خاله مطنى بن العاصى بن شريم.

تعليمه وثقافته

نهل الملك عبدالله بن عبدالعزيزمن مدرسة والده ومعلمه الأول الملك عبدالعزيزوتجاربه فى مجالات الحكم والسياسة والادارة والقيادة الى جانب ملازمته لكبار العلماء والمفكرين الذين عملوا على تنمية قدراته بالتوجيه والتعليم أيام صغره، لذلك فهو حريص دائما على التقاء العلماء والمفكرين وأهل الحل والعقد سواء من داخل المملكة أو خارجها.

عاش الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى كنف والده الملك عبدالعزيزبن عبدالرحمن ال سعود فعلق فى ذهنه أحداث تلك المرحلة التاريخية، وهى مرحلة كانت مشحونة بالصراعات القبلية والفكرية فى شبه الجزيرة العربية الى جانب التطورات السياسية فى الوطن العربى وفى العالم أجمع إبان الحربين العالميتين.

أهم مسئولياته

فى سنة 1383هـ الموافق 1962م تسلم الأمير عبدالله بن عبدالعزيز رئاسة الحرس الوطنى الذى كان يضم فى مطلع تكوينه انذاك أبناء الرجال الذين عملوا وأسهموا مع قائدهم الملك عبدالعزيز فى توحيد وبناء المملكة العربية السعودية وكان لتحمل مسؤولية هذه المؤسسة العسكرية دورها الفعال فى تطويرها وتحديثها. وفى سنة 1395هـ الموافق 1975م أصبح نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطنى. وفى يوم الاحد 21 / 8 / 1402هـ الموافق 13يونيو 1982م بويع وليا للعهد من قبل أفراد الاسرة المالكة والعلماء ووجهاء البلاد وعامة الشعب السعودى وفى مساء ذات اليوم صدر أمر ملكى بتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطنى بالإضافة إلى ولاية العهد. وقد أولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز العلم والثقافة فى المملكة العربية السعودية اهتمامًا واضحًا فكان من نتاج ذلك أن أسس مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فى الرياض كما أسس شقيقتها الأخرى فى الدار البيضاء فى المملكة المغربية الشقيقة كما أنشأ فى 2/7/1405هـ المهرجان الوطنى للتراث والثقافة الذى يقام سنويا فى الجنادرية، ويستقطب العلماء والأدباء والشعراء والمفكرين من العالم.

أبرز الإنجازات:

شهدت المملكة العربية السعودية منذ مبايعة الملك عبد الله بن عبدالعزيز فى 26/6/1426هـ العديد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة فى مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة تشكل فى مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل فى بناء الوطن وتنميته، مما يضعها فى رقم جديد فى خارطة دول العالم المتقدمة فقد تجاوزت فى مجال التنمية السقف المعتمدة لإنجاز العديد من الأهداف التنموية التى حددها إعلان الألفية للأمم المتحدة عام 2000، كما أنها على طريق تحقيق عدد آخر منها قبل المواعيد المقترحة. وتحقق لشعب المملكة العربية السعودية فى عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العديد من الانجازات المهمة منها تضاعف أعداد جامعات المملكة من ثمان جامعات إلى أكثر من عشرين جامعة.

وافتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات.وإنشاء حامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والعديد من المدن الاقتصادية منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية فى رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية فى حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة إلى جانب مركز الملك عبدالله المالى بمدينة الرياض.

وخطت مسيرة التعليم خطوات متسارعة إلى الأمام حيث وجهت المملكة نسبة كبيرة من عائداتها لتطوير الخدمات ومنها تطوير قطاع التعليم ولم تقف معطيات قائد هذه البلاد عند ما تم تحقيقه من منجزات تعليمية شاملة فهو أيده الله يواصل مسيرة التنمية والتخطيط لها فى عمل دائب يتلمس من خلاله كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا البلد وأبنائه.

وتعيش المملكة حاليا نهضة تعليمية شاملة ومباركة توجت بإحدى وعشرين جامعة حكومية وأربع جامعات أهلية تضم 19 كلية جامعية أهلية موزعة على جغرافيا لتغطى احتياجات المملكة بلغ عدد طلبتها 701.681 وبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس فى هذه الجامعات 30.246 أستاذا للعام الدراسى 1428 / 1429 هـ , اضافة الى 32 ألف مدرسة للبنين والبنات ارتفع أجمالى عدد طلبتها إلى أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة يتلقون تعليمهم فى أكثر من 32 ألف مدرسة ويقوم على تعليمهم أكثر من 426 ألف معلم ومعلمة. وإنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين تم إنشاء العديد من المعاهد والمراكز فى بعض الجامعات لأبحاث التقنيات متناهية الصغر النانو.

وتمثل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ورئاسته أيده الله مجلس أمنائها مرحلة جديدة من مراحل التعليم فى وطننا الغالى واستجابة طبيعية للتحولات النوعية الماثلة فى مجال تحديث البرامج التربوية والتعليمية.

وفى نفس اإيطار أقر مجلس الوزراء فى جلسته التى عقدها فى 24 محرم 1428هـ مشروع الملك عبدلله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام الذى يعد نقلة نوعية فى مسيرة التعليم فى المملكة العربية السعودية، فهو مشروع نوعى يصب فى خدمة التعليم وتطوره فى المملكة لبناء إنسان متكامل من جميع النواحى الاجتماعية والنفسية.

ويتضمن المشروع الذى سيتم تنفيذه على مدى ست سنوات بتكلفة قدرها تسعة مليارات ريال برامج لتطوير المناهج التعليمية وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات وتحسين البيئة التربوية وبرنامج للنشاط اللاصفى وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود على استكمال مختلف المشروعات التى تسهل وتيسر على حجاج بيت الله الحرام أداء مناسكهم والقضاء على مشاكل الازدحام حول جسر الجمرات وفى الساحات المحيطة بها بالإضافة إلى ما تضمنته المشروعات من استكمال امتداد الإنفاق والتقاطعات والجسور التى ستؤدى بمشيئة الله إلى تسهيل حركة المرور من وإلى مشعر منى.

وفى هذا السياق صدرت فى السادس والعشرين من شهر ذى الحجة 1428 هـ موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على تنفيذ مشروع لتوسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام وستكون مجمل المساحة المضافة إلى ساحات المسجد الحرام بعد تنفيذ مشروع التوسعة ثلاثمائة ألف متر مسطح تقريبًا مما يضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ويتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج ويساعدهم فى أداء نسكهم بكل يسر وسهولة.

واتسم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به رعاه الله من صفات متميزة أبرزها تفانيه فى خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنسانى بأجمعه فى كل شأن وفى كل بقعة داخل الوطن وخارجه إضافة الى حرصه الدائم على سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية فى شتى المجالات مع توسع فى التطبيقات ومن هذا المنطلق تم إكمال منظومة تداول الحكم بإصدار نظام هيئة البيعة ولائحته التنفيذية وتكوين هيئة البيعة وجرى تحديث نظام القضاء ونظام ديوان المظالم وتخصيص سبعة مليارات ريال لتطوير السلك القضائى والرقى به كما تم إنشاء عدد من الهيئات والإدارات الحكومية والجمعيات الأهلية التى تعنى بشؤون المواطنين ومصالحهم ومنها (الهيئة الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد) و(الهيئة العامة للإسكان)، كما تم إنشاء وحدة رئيسية فى وزارة التجارة والصناعة بمستوى وكالة تعنى بشئون المستهلك.

وبدأت المجالس البلدية تمارس مسؤولياتها المحلية وزاد عدد مؤسسات المجتمع المدنى وبدأت تسهم فى مدخلات القرارات ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية وتم تشكيل هيئة حقوق الانسان وإصدار تنظيم لها وتعيين أعضاء مجلسها كما تم انشاء جمعية أهلية تسمى جمعية حماية المستهلك وهيئة الغذاء والدواء وقام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطنى بدوره فى نشر ثقافة الحوار فى المجتمع وأسهم فى تشكيل مفاهيم مشتركة بشأن النظرة إلى التحديات التى تواجه المجتمع وكيفية التعامل معها.

وفى المجال الاقتصادى أثمرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نحو الإصلاح الاقتصادى الشامل وتكثيف الجهود من أجل تحسين بيئة الأعمال فى البلاد وإطلاق برنامج شامل لحل الصعوبات التى تواجه الاستثمارات المحلية والمشتركة والأجنبية بالتعاون بين جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة عن حصول المملكة العربية السعودية على جائزة تقديرية من البنك الدولى تقديراً للخطوات المتسارعة التى اتخذتها مؤخراً فى مجال الإصلاح الاقتصادى ودخول المملكة ضمن قائمة أفضل عشر دول أجرت إصلاحات اقتصادية انعكست بصورة إيجابية على تصنيفها فى تقرير أداء الأعمال الذى يصدره البنك الدولى. وصنفت المملكة أفضل بيئة استثمارية فى العالم العربى والشرق الأوسط باحتلالها المركز 23 من أصل 178 دولة.

وفى هذا السياق قال خادم الحرمين الشريفين فى كلمته لدى افتتاحه أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى فى 7 ربيع الأول 1429هـ الموافق 15 مارس 2008م: "فى المجال الاقتصادى عملنا على تحسين مشاريع البنية الأساسية القائمة وتطويرها كما تم اعتماد مشاريع جديدة فى القطاعات المختلفة وبشكل يحقق التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة ورفع معدلات النمو الاقتصادى وزيادة فرص العمل".

واستضافت المملكة فى شهر نوفمبر 2007م بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القمة الثالثة لرؤساء وحكومات دول أعضاء منظمة أوبك فى الرياض والتى صدر عنها إعلان الرياض الذى ركز على دور منظمة اوبك ومساهمتها فى استقرار سوق الطاقة العالمية والازدهار العالمى.

وأطلق خادم الحرمين الشريفين مبادرته بتخصيص حكومة المملكة العربية السعودية مبلغ ثلاثمائة مليون دولار لتكون نواة لبرنامج يمول البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخى.

وفى مجال الحوار بين بين اتباع الاديان والثقافات والحضارات ونبذ الصدام بينهما وتقريب وجهات النظر دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود فى أكثر من مناسبة إلى تعزيز الحوار بين اتباع الاديان والثقافات والحضارات المختلفة وإلى ضرورة تعميق المعرفة بالأخر وبتاريخه وقيمه وتأسيس علاقات على قاعدة الاحترام المتبادل والاعتراف بالتنوع الثقافى والحضارى واستثمار المشترك الإنسانى لصالح الشعوب.

وتتويجًا للجهود التى يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز التواصل والحوار بين الحضارات والثقافات والتوافق فى المفاهيم تم إطلاق جائزة عالمية للترجمة باسم/ جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، إيمانا بأن النهضة العلمية والفكرية والحضارية إنما تقوم على حركة الترجمة المتبادلة بين اللغات كونها ناقلاً أميناً لعلوم وخبرات وتجارب الأمم والشعوب والارتقاء بالوعى الثقافى وترسيخ الروابط العلمية بين المجتمعات الإنسانية.

وللتأصيل الشرعى لمفهوم الحوار الاسلامى مع أتباع الاديان والثقافات والحضارات المختلفة فى العالم رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود فى الثلاثين من شهر جمادى الأولى 1429هـ حفل افتتاح المؤتمر الاسلامى العالمى للحوار الذى نظمته رابطة العالم الاسلامى بقصر الصفا فى مكة المكرمة.

وأوصى المشاركون فى المؤتمر بإنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولى للتواصل بين الحضارات بهدف إشاعة ثقافة الحوار وتدريب وتنمية مهاراته وفق أسس علمية دقيقة وإنشاء جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للحوار الحضارى ومنحها للشخصيات والهيئات العالمية التى تسهم فى تطوير الحوار وتحقيق أهدافه. وفى المجال السياسى حافظت المملكة على منهجها الذى انتهجته منذ عهد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه القائم على سياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على الصعد كافة ومنها الصعيد الخارجى، حيث تعمل المملكة على خدمة الإسلام والمسلمين وقضاياهم ونصرتهم ومد يد العون والدعم لهم فى ظل نظرة متوازنة مع مقتضيات العصر وظروف المجتمع الدولى وأسس العلاقات الدولية المرعية والمعمول بها بين دول العالم كافة منطلقة من القاعدة الأساس، وهى العقيدة الإسلامية الصحيحة.

وكانت السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية وما تزال تعبر بصدق ووضوح مقرونين بالشفافية عن نهج ثابت ملتزم تجاه قضايا الأمة العربية وشؤونها ومصالحها المشتركة ومشكلاتها وفى مقدمتها القضية الفلسطينية واستعادة المسجد الاقصى المبارك والعمل من أجل تحقيق المصالح المشتركة مع التمسك بميثاق الجامعة العربية وتثبيت دعائم التضامن العربى على أسس تكفل استمراره لخير الشعوب العربية.

وفى هذا الإطار قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عندما كان وليا للعهد، تصورًا للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من ثمانية مبادئ عرف باسم "مشروع الأمير عبدالله بن‌ عبدالعزيز" قدم لمؤتمر القمة العربية فى بيروت عام 2002م وقد لاقت هذه‌المقترحات قبولا عربيا ودوليا وتبنتها تلك القمة وأكدتها القمم العربية اللاحقة خاصة قمة الرياض الأخيرة وأضحت مبادرة سلام عربية.

وأقترح الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال المنتدى الدولى السابع للطاقة الذى عقد فى الرياض خلال عام 2000م انشاء أمانة عامة للمنتدى الدولى للطاقة يكون مقرها مدينة الرياض وقد قرر المجتمعون فى منتدى الطاقة الدولى الثامن المنعقد فى أوساكا اليابانية بالاجماع إنشاء هذه الأمانة ومقرها الرياض وفى 17 / شوال / 1426هـ رعى حفظه الله افتتاح مبنى الأمانة العامة لمنتدى الطاقة الدولى بالرياض.

كما اقترح حفظه الله إقامة مركز دولى لمكافحة الإرهاب وذلك خلال المؤتمر الدولى لمكافحة الإرهاب لذى عقد فى مدينة الرياض فى شهرفبراير 2005 برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وبمشاركة أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية وأجنبية إلى جانب عدد من المنظمات الدولية والاقليمية والعربية.

وامتدت مشاركات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الخارجية إلى أبعد من ذلك حيث يحرص رعاه الله دائما على المشاركة وحضور المؤتمرات الدولية والعربية والإقليمية والزيارات الرسمية لمعظم دول العالم ويسهم بفاعلية فى وضع الأسس الثابتة القوية لمجتمع دولى يسوده السلام والأمن والإخاء.

وجاءت زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزالعديدة للدول العربية والاسلامية والصديقة لتشكل رافدا آخر من روافد اتزان السياسة الخارجية للمملكة وحرصها على مسيرة التضامن العربى والسلام والأمن الدوليين‌.

وللمملكة اسهاماتها الواضحة والملموسة فى الساحة الدولية عبر الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل وصيانة حقوق الإنسان ونبذ العنف والتمييزا لعنصرى وعملها الدؤوب لمكافحة الإرهاب والجريمة طبقا لما جاء به الدين الإسلامى الحنيف منهج المملكة فى سياساتها الداخلية والخارجية بالإضافة إلى مجهوداتها فى تعزيز دور المنظمات العالمية والدعوة إلى تحقيق التعاون الدولى فى سبيل النهوض بالمجتمعات النامية ومساعدتها على الحصول على متطلباتها الأساسية لتحقيق نمائها واستقرارها

تمتد جذور العلاقات السعودية المصرية لسنوات طويلة، حينما أكد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على أهميتها الاستراتيجية بمقولته الشهيرة، "لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب".

هذه المقولة الخالدة، أصبحت ميثاقاً للعلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر، والتى طالما اتسمت بأسس وروابط قوية نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التى يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.

وترجم الملك عبدالعزيز ذلك من خلال حرصه، خلال تأسيسه الدولة السعودية الحديثة، على إقامة علاقات وطيدة مع مصر منذ مطلع القرن التاسع عشر، مؤكداً ذلك من خلال زيارته لمصر، وهى الزيارة الوحيدة التى قام بها خارج الجزيرة العربية، وقد كان لهذه الزيارة أثراً كبيراً فى تطور العلاقات بين البلدين.

وكان من رأيه أن خط الدفاع الأول فى تاريخ العروبة هو خط مشترك بين السعودية ومصر. كما تلا ذلك توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين عام 1936م، كذلك كان المغفور له الملك سعود أول ملك عربى زار مصر إثر قيام ثورة 1952م.

وقد بقيت العلاقة بين البلدين متماسكة فى ظل العواصف التى مرت بالمنطقة خلال عقود، حيث كان التعاون يزيد فى أحلك الظروف، والتضامن يبلغ مداه فى التصدى للمخاطر الداخلية والإقليمية، وكانت الدولتان المؤسستان لجامعة الدول العربية، هما نبض العالم العربى والإسلامى، والساعيتان لتحقيق مصلحة الشعوب العربية والإسلامية جمعاء.

وتقديراً منه لمصر حكومةً وشعباً، فقد حرص خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تأييد إرادة الشعب المصرى فى أعقاب ثورة 30 يونيو 2013م، ودعم مصر فى حربها ضد الإرهاب. كما حرص أيضًا على زيارة مصر والالتقاء بالرئيس عبدالفتاح السيسى فى 20 - 6 - 2014م، وتقديم التهنئة شخصياً له باسم خادم الحرمين الشريفين وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية بمناسبة فوزه فى الانتخابات الرئاسية.

تلا ذلك الزيارة الرئاسية للرئيس عبدالفتاح السيسى للمملكة العربية السعودية بتاريخ (10 - 8 - 2014م)، لتعبر الزيارتين بين القيادتين السعودية والمصرية على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وأهمية للتعاون المثمر والعمل جنباً إلى جنب لبحث القضايا والمستجدات على الساحتين العربية والدولية.

فى 18 يناير من عام 2009 حوّل الملك عبدالله قمة الكويت الاقتصادية قمة مصالحات عالجت العلاقات المتوترة بين العواصم العربية وخصوصاً بين القاهرة والدوحة، وقبل أسابيع أنجز المصالحة الخليجية مؤسساً لمصالحة القاهرة والدوحة، دافعاً فى اتّجاه الارتقاء من مرتبة التعاون الى مرتبة الوحدة، فالوحدة هى الإطار الذى يحمى دول الخليج التى تتكالب من حولها تدخلات اقليمية ومطامع دولية كثيرة.

سهر العاهل السعودى شخصياً على ترتيب المصالحة التى حمّل أوراقها لرئيس ديوانه خالد التويجرى، الذى زار برفقة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى المبعوث الخاص لأمير قطر الشيخ تميم، الرئيس عبد الفتّاح السيسي، بعدما كان أجرى سلسلة من اللقاءات بين الطرفين بإشراف حثيث من الرياض.

ولو لم تكن مصالحة فى العمق لما صدر البيان عن الديوان الملكى مرحباً بتوطيد العلاقة بين مصر وقطر، داعياً الشرفاء والعلماء والكتّاب الى الإستجابة لهذه الخطوة ومباركتها، ولم تكن الدوحة لترحّب بالمبادرة وتعلن وقوفها التام الى جانب مصر وأمنها الذى هو من أمن دول الخليج كما يكرّر الرئيس السيسى.

تكتسب هذه المصالحة أهمية كبيرة وتحظى بميزة إنجاز ضرورى فى الوقت المناسب، لأنها جاءت بالتوازى مع تطورين يعاكسان او يفترض ان يعرقلا بطبيعتهما توطيد المصالحة بين القاهرة والدوحة وهما:

أولاً - إنها حصلت مباشرة بعد توقيع الشيخ تميم والرئيس رجب طيب اردوغان اتفاقاً لتأسيس "مجلس التعاون الإستراتيجى التركى - القطرى الرفيع المستوى"، إضافة الى اتفاق للتعاون بين البلدين فى المجالات الدفاعية، وهنا إذا كان من المفهوم أن تتصرف قطر من خلال إستراتيجيا تهدف الى توسيع علاقاتها الإقليمية، فليس مفهوماً ولا مقبولاً ان يواصل رجب طيب اردوغان سياسة التحامل على مصر وعلى موضوع المصالحة.

ثانياً - جاء الإعلان عن المصالحة المصرية - القطرية، بعد الإعلان عن أن نواب "الاخوان المسلمين المصريين السابقين، سيجتمعون فى اسطنبول تحت مسمّى "البرلمان المصري"، وهذا يمثّل هرطقة عبثية تأتى فى سياق التحامل التركى على مصر، ودائماً من منطلق طموحات اردوغان العثمانية لجعل تركيا عاصمة لـ"الإخوان المسلمين" يحاول من خلالهم فرض هيمنة إقليمية!

لكن صوت الملك عبدالله جاء مدوياً مرة جديدة كما حصل فى قمة المصالحات فى الكويت يوم قال: "نواجه المستقبل نابذين خلافاتنا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص".

موضوعات متعلقة..

مصادر سعودية تؤكد لـ"اليوم السابع" نبأ وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز

مبايعة الأمير سلمان بن عبد العزيز ملكاً للسعودية والامير مقرن ولياً للعهد

السيسى يقطع زيارته لسويسرا ويتوجه للمشاركة فى جنازة الملك عبد الله



رويترز: وفاة ملك السعودية تؤدى لارتفاع سعر برميل النفط الأمريكى دولارًا



"رحيل الفارس".. وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز"خادم الحرمين الشريفين".. وصلاة الجنازة اليوم بمسجد الإمام تركى بالرياض..والديوان الملكى يعلن مبايعة الأمير سلمان ملكا للسعودية والأمير مقرن وليا للعهد



الملك عبد الله بن عبد العزيز "مؤسس دولة الحداثة".. فى عهده تم تأسيس 12 جامعة وزيادة منارات العلم إلى 20.. وتصدرت السعودية قائمة الدول ذات الأفضلية الاستثمارية باحتلالها المركز 23 من أصل 178 دولة









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة