قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن العاهل السعودى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز جاء إلى السلطة فى سن متقدم وحظى بسمعة أنه إصلاحى حذر، حتى مع إطاحة ثورات الربيع العربى برؤساء دول وتهديد مسلحى داعش للمؤسسة الإسلامية التى يمثلها.
وكان الديوان الملكى السعودى قد أعلن فى بيان أن الملك توفى فى ساعة مبكرة من اليوم، الجمعة، ولم يكشف البيان عن السبب الرئيسى للوفاة، بينما قال بيان وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن الملك كان يعانى من عدوى بالرئتين عندما أدخل إلى المستشفى فى الرياض فى ديسمبر الماضى.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن وفاة الملك تزيد من عوامل عدم اليقين فى منطقة تسودها الأزمات، حيث تخوض السعودية نفسها صراع مع إيران على الهيمنة الإقليمية، موضحة أن العائلة الملكية تحركت سريعا لتأكيد انتقال سلس للسلطة فى البلد التى تعد حليفا وثيقا للولايات المتحدة، وهى أكبر مصدر للنفط فى العالم ومركز دينى للإسلام، واعتبرت نيويورك تايمز إلى أن صعود الأمير سلمان، ولى العهد، لولاية العرش يشير إلى أن المملكة ستحافظ على سياستها الحالية، إلا أنها ستواجه تحديات جديدة، ورغم أن السعودية كانت تفضل دفع أجندتها من خلال دبلوماسية المال، إلا أنها انتهجت سياسة تعتمد على العضلات بشكل أكبر منذ الربيع العربى وقدمت دعما سخيا لحلفائها مثل مصر، بينما عملت على معارضة خصومها مثل الرئيس السورى بشار الأسد والإخوان، وحتى مع انخفاض أسعار النفط التى استنفذ خزينة المملكة على حد قول الصحيفة، إلا أنها رفضت قطع الإمدادات على أمل أن يزيد حصة السوق على حساب خصومها الأقل قدرة على ضخ النفط بأسعار منخفضة.
ومضت الصحيفة قائلة إن "ظروف المولد والجيولوجيا جعلت عبد الله واحدا من أغنى رجال العالم وأكثرهم قوة، وبسيطرته على خمس احتياطى العالم المعروف من النفط، سافر للعلاج الطبى فى الخارج على متن أسطول من الطائرات، كما أن التغييرات التى أحدثها فى المجتمع السعودى عززتها أموال النفط، وكملك، حمل لقب خادم الحرمين الشريفين، مما جعله من أهم الشخصيات الإسلامية".
وتولى عبد الله مقاليد السلطة قبل فترة طويلة من وصوله إلى العرش فى أغسطس عام 2005، فعندما تعرض سابقه الملك فهد، أخيه غير الشقيق لسكتة دماغية فى نوفمبر 1995، حكم عبد الله الذى كان وليا للعهد باسم الملك، إلا أن عبد الله تحدث بشكل واضح مثل رجال القبائل الذى أرسل للعيش معهم فى شبابه، ورفض أن يطلق عليه "جلالتك" وأثنى العوام عن تقبيل يديه، وصدم سبعة آلاف من أمراء وأميرات السعودية عندما خفض مخصصاتهم، ووصف بأنه زاهد أو متقشف.
كان عهد الملك عبد الله، وفقاً للصحيفة الأمريكية، محاولة مستمرة لتحقيق التوازن بين التقاليد الصحراوية مع متطلبات العلم، مما جعله فى بعض الأوقات يبدو متحولا من شخص لآخر، وعندما هددت الحركات الشعبية والجماعات المتمردة الحكام العرب من تونس وحتى اليمن تحرك الملك سريعا، فبعد عودته من رحلة علاج استمرت 3 أشهر فى نيويورك والمغرب، أنفقت حكومته 130 مليار دولار لبناء 500 ألف وحدة سكنية لمحدودى الدخل ولتعزيز رواتب العاملين بالحكومة وضمان ولاء المنظمات الدينية، وأنشأ صفحته على فيسبوك حتى دعا المواطنين إلى تقديم مظالمهم له بشكل مباشر على الرغم من أنه لم يعرف عدد ما كان يصل إليه.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه فى مكالمتين هاتفيتين على الأقل، انتقد الملك عبد الله الرئيس الأمريكى باراك أوباما لتشجيعه الديمقراطية فى الشرق الأوسط وقال إنها خطيرة، ولم يبد تسامحا مع المعارضة.
من ناحية أخرى، أشارت نيويورك تايمز إلى أن الملك عبد الله أصبح من قوى الاعتدال فى بعض النواحى، فعارض تفسيرات مسلحى القاعدة للدين باعتبارها تبرر الإرهاب، وأمر بتطهير الكتب الدراسية من لغتها المتطرفة، وأرسل 900 إمام لجلسات إعادة تعليم. واعتقل المسلحين وبعضهم تم إعدامه، لكنه كان يدرك أن عائلته ومنذ القرن الثامن عشر استمدت سلطتها من تحالف مع المذهب الوهابى، ومن ثم أجرى تغييرات متواضعة على المؤسسة الدينية المحافظة فى المملكة، لكن الملك عبد الله انتقد كبار رجال الدين لعدم معارضتهم بشكل أكثر قوة للجهاديين، وأرسل فى النهاية طيارين سعوديين للمشاركة فى الحملة بقيادة أمريكا ضد داعش، كما أجرى العاهل السعودى الراحل تغييرات اعتبرت هامة فى السياق السعودى مثل سماحه للمرأة بالعمل ككاشير فى الأسواق التجارية وتعيينه امرأة فى منصب نائب وزير، وفى جامعته التى استثمر فيها 12.5 مليار دولار، تدرس النساء بجوار الرجال.
لكنه لم يف بوعده للمذيعة الأمريكية باربرا والترز فى أول مقابلة أجراها كملك عام 2005 عندما قال إنه سيسمح للمرأة بالقيادة وهى قضية مثيرة للجدل للغاية فى السعودية.
موضوعات متعلقة..
مصادر سعودية تؤكد لـ"اليوم السابع" نبأ وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز
مبايعة الأمير سلمان بن عبد العزيز ملكاً للسعودية والامير مقرن ولياً للعهد
السيسى يقطع زيارته لسويسرا ويتوجه للمشاركة فى جنازة الملك عبد الله
رويترز: وفاة ملك السعودية تؤدى لارتفاع سعر برميل النفط الأمريكى دولارًا
"رحيل الفارس".. وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز"خادم الحرمين الشريفين".. وصلاة الجنازة اليوم بمسجد الإمام تركى بالرياض..والديوان الملكى يعلن مبايعة الأمير سلمان ملكا للسعودية والأمير مقرن وليا للعهد
الملك عبد الله بن عبد العزيز "مؤسس دولة الحداثة".. فى عهده تم تأسيس 12 جامعة وزيادة منارات العلم إلى 20.. وتصدرت السعودية قائمة الدول ذات الأفضلية الاستثمارية باحتلالها المركز 23 من أصل 178 دولة
مواقع التواصل تتشح بالسواد عقب وفاة خادم الحرمين..المفتى السابق يدعو له بالمغفرة.. وأحمد حلمى ينشر صورة سوداء..مظهر شاهين: خسارة كبيرة.. و"آسف ياريس"تنعيه نيابة عن مبارك..وتمرد: لن ننسى موقفه التاريخى
القوى السياسية تنعى وفاة "العاهل السعودى".."المصريين الأحرار":أول من وقف بجانب الشعب المصرى عقب ثورة 30 يونيو..و"الجبهة المصرية":لن ننسى مواقفه العربية المخلصة..وتيار الاستقلال يعلن الحداد لمدة 3 أيام
بان كى مون يشيد بجهود الملك عبد الله فى الدفع بحوار الأديان
هاشتاج"وفاة خادم الحرمين الشريفين" يحتل صدارة التصنيف اليومى لـ"تويتر"
رئيس الوزراء البريطانى ناعيا الملك عبد الله: عزز التفاهم بين الأديان
"الأوقاف": صلاة الغائب اليوم على خادم الحرمين الشريفين بجميع مساجد مصر
نيويورك تايمز: الملك عبد الله عاش زاهدا رغم كونه أحد أثرى رجال العالم وأكثرهم قوة.. وأثنى العوام عن تقبيل يديه وخفض مخصصات الأمراء.. ووفاته تزيد من عدم اليقين فى منطقة تسودها الأزمات
الجمعة، 23 يناير 2015 11:11 ص
الملك عبد الله
كتبت ريم عبد الحميد
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة