دراسة بحثية: الخطاب الدينى تغلب عليه الرجعية ويعتبر المرأة عالة

الأحد، 25 يناير 2015 07:45 م
دراسة بحثية: الخطاب الدينى تغلب عليه الرجعية ويعتبر المرأة عالة أحمد خيرى المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة جنوب الوادى
كتب وائل ربيعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشفت الورقة البحثية المقدمة من الباحث أحمد خيرى الأمير، المدرس المساعد بكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة جنوب الوادى حول "الخطاب الدينى عبر القنوات الفضائية المصرية وانعكاسه على فرص التقدم الحضارى للمجتمع المصرى"، أنه يغلب الطابع الرجعى على أطروحات الخطاب الدينى المصرى بتوجهاته المختلفة.

وأضافت الرسالة، التى اعتمدت على المدخل النقدى فى الدراسات الإعلامية، أن هذا الطابع الرجعى للخطاب الدينى اتضح فى تدنى الرسائل التى يوجهها فيما يتعلق بالقضايا التقدمية مثل الحرية السياسية وحقوق المرأة والتشجيع على العمل، و احترام قيمة العلم والتعايش السلمى مع الآخر.

وأوضحت الدراسة، أن المؤسسات الدينية الإسلامية الرسمية "الأزهر والأوقاف" عجزت عن تقديم خطاب دينى متزن يمثلها على مستوى القنوات الفضائية بشكل مؤسسى منتظم، وأنه يقابل ذلك تفوق ملفات للكنيسة المصرية الأرثوذكسية دون غيرها من الكنائس الأخرى فى مصر، وإن كانت الكنيسة الأرثوذكسية تفتقر إلى توجيه رسالة شاملة إلى كل المصريين، دون الوقوع فى فخ الاتهام بالتبشير أو التنصير، حسب تأكيد الباحث.

وأكد الباحث، فى دراسته، أن تراجع مستوى الخطاب الدينى الإسلامى سبب ونتيجة للتراجع المخجل الذى أصبحت تعانى منه الأمة الإسلامية بشعوبها المختلفة، وأن هذا الخطاب شهد 7 انحرافات وهى: "الترهيب والتخويف، والميل إلى التشديد على النفس، والغفلة عن مقاصد الشريعة والوقوف عند ظاهر النصوص وحروفها، والغفلة عن ترتيب الأولويات ومراتب الواجبات الدينية، وكذلك الغفلة عن دور العقل وأهمية العلم فى بناء التصور الإسلامي، ومداومة الحديث عن الماضى والذهول عن الحاضر، و الخوف من المستقبل".

وعدد الباحث فى ورقته البحثية المعنونة "تجديد الخطاب الدينى المعاصر ضرورة ملحة"، كأحد المراجع التى رجعت لها الدراسة الحالية، أسباب الفشل أو الإخفاق إلى العناصر والسمات التى من بينها: "عدم الاستفادة من النص القرآنى المتنوع والمتجدد فى أساليب الخطاب، والنزعة الماضوية التى جعلت الخطاب الدينى يعيد إنتاج مقولات الفقهاء، ويبحث فى الماضى عن حلول لمشكلات الحاضر، متوجساً من التغيرات المجتمعية، قلقاً من التطورات المستقبلية، وتمجيد التاريخ والتغنى بالأمجاد، والسمة الاقصائية للآخر الدينى والمذهبى، والنزعة الاتهامية نحو الآخر ولومه".

وأشارت الدراسة، إلى أن المناخ الطائفى الذى شجعته سياسة الرئيس السادات إلى زيادة عزلة المسيحيين فى مصر، وأن دور الكنيسة بدأ يتزايد ليتجاوز الدور الروحى الذى يعد وحده من ثوابت الديانة المسيحية، فلم يعد تعبير "شعب الكنيسة" يعبر عن المدلول الدينى للكلمة بل أصبح أقرب للمدلول السياسى الكامل، موضحة أن من عيوب الخطاب الدينى المسيحى نقل مشاعر سلبية عن حقوق المسيحيين العادلة فى الفرص المتكافئة فى المواقع الرفيعة بمؤسسات الدولة المختلفة.

وأضافت الدراسة، أن الخطاب الدينى المسيحى جاء انعكاسا لهذه التصرفات فى الواقع ولا يحاول تغييره، وبعكس الخطاب الإسلامى ذى النغمات العديدة المتنافرة فإن معايير الانضباط التنظيمى فى هيراركية المؤسسة الكنسية، جعلت الخطاب المسيحى يكاد يكون بنغمة واحدة تؤكد على فكرة المظلومية، دون أن تقدم حلولاً وضغوطاً واقعية، وليس مجرد علاج مؤقت لآثاره الجانبية.

وأوضحت الدراسة، أن الخطاب الدينى يتعامل فى أطروحاته الظاهرة مع المرأة فى سياق إيجابى، لكن المضامين المضمرة الكامنة فى هذه الأطروحات تعامل المرأة باعتبارها "عالة " على الرجل من ناحية، والفخ الذى يضعه الشيطان لايراد الرجال المهالك من ناحية أخرى، ولايصح أن تتمتع بكل ما تستحقه، من خلال تكرار التأويل السلبى لبعض النصوص الدينية.

واتفقت مختلف الخطابات فيما تقدمه من أطروحات على المزايدة على وطنية المختلفين معها، وتستشهد بنصوص دينية تؤكد على قداسة مصر كوطن، و إحاطته بعناية إلهية دائمة خاصة، واعتبر الباحث المزايدات على الوطنية بين أطياف الخطاب الدينى الإسلامى من شاكلة المماحكات السياسية، ليس لها أصل شرعى ولا تاريخى جوهرى يمكنها أن تستند إليه، فالوطنية بمفهومها المعاصر معنى مستورد من خارج البنية الثقافية للحضارة الإسلامية، حسب قوله.

وأوضحت الدراسة، أن كلا الخطابين الدينيين فى مصر يقومان بآداء وظيفتين رئيستين بشكل متوازى أولاهما الدفاع و التبرير لكل خيارات وانحيازات معسكره السياسى من ناحية، والهجوم على كل خيارات ومواقف المعسكر المقابل بما قد يصل إلى تكفير الأفراد المنتمين إليه، وأن الخطابين يعانيان أثناء ذلك من جرائر الانحيازات غير الموضوعية المتمثلة فى التعميم والخلط والاجتزاء، وأنه من خلال الخطاب الدينى المقدم عبر الفضائيات المصرية يظهر التداخل المتعمد والخلط المشبوه بين ما هو من جوهر الدين وثوابته وما هو متعلق بالسياسة ومتغيراتها.

وطالبت الدراسة، فى نتائجها، كافة المؤسسات المتداخلة فى صياغة الخطاب الدينى و توجيهه وتحديد أهدافه التنبه إلى خطورة إساءة استخدامه على مستوى حاضر ومستقبل الوطن، لأن الطرح السيء عبر الخطاب الدينى لا يعرقل فرص التحضر فحسب، لكنه قد يؤدى إلى الوقوع فى مخاطر الاقتتال الداخلى و الصراع الاجتماعى، وأن أهم المؤسسات المعنية بذلك هى السلطتان التنفيذية والتشريعية و المؤسسات الدينية الرسمية الإسلامية والمسيحية، و التنظيمات أو التيارات الدينية غير الرسمية و مؤسسات الإعلام و منظمات المجتمع المدنى.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Ill

ازدواجية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة