المشاكل والضغوط النفسية جزء لا يتجزأ من الحياة، ولابد للإنسان من مواجهتها بين حين وآخر حتى يتمكن من تخفيف أثرها، القلق والتوتر العصبى يمثلان جزءًا من حياتنا اليومية، مشاكل الحياة ومسئولياتها، القلق على الأبناء والخوف من المستقبل كلها عوامل أدت لزيادة التوتر العصبى، كل شىء له وجهين فالتوتر إذا كان بجرعة مقننة قد يكون له أثر إيجابى فى الحياة العملية حيث يحفز الذهن من خلال ما يفرزه من هرمون الأدرينالين فيؤدى لرفع كفاءة الطالب للمذاكرة أثناء الأمتحانات، أو زيادة إنتاجية العامل فى فترة تتطلب سرعة الإنجاز، لكن لابد من مراعاة ألا تزيد نسبة الأدرينالين أو تستمر حالة التوتر لمدة طويلة وإلا يصبح تأثيرها سلبيًا وضارًا من الناحيتين النفسية والعضوية، فما نحتاجه هو بعض الأمور البسيطة التى تساعدنا على التخفيف من حدة التوتر.
حاول أن تبتسم فالابتسامة مهما كانت بسيطة لها فوائد صحية، لا شك أن الابتسامة هى أكثر ما يقوى جهاز المناعة ويخفف من الشعور بالتوتر، إلى جانب ممارسة الرياضة بصورة خفيفة ومنتظمة تقلل من الآثار السلبية للتوتر الناتج عن المشاكل سواء فى العمل أو الحياة الاجتماعية، كذلك الاسترخاء لبعض دقائق أثناء اليوم يؤدى لصفاء الذهن كما أن التركيز على تمارين التنفس تخفض من الشعور بالتوتر.
الرسم والكتابة حتى الشخبطة تخلصنا من المشاعر السلبية وتقلل من التوتر، الاستماع إلى موسيقى هادئة أو قراءة كتاب والاستمتاع به يساهم بشكل كبير فى الشعور بالهدوء النفسى حيث نبتعد عن ضجيج الحياة ونعيش فى الخيال فنبتعد ولو لدقائق عن الواقع وبالتالى عن كل ما قد يسبب لنا ضغطًا عصبيًا.
كل إنسان معرض للخطأ لذلك لا يجب الشعور بالذنب ومحاسبة النفس بشكل مبالغ فيه نتيجة لخطأ بسيط سواء فى الدراسة أو العمل أو العائلة، مشاعر الذنب ترفع هرمون الأدرينالين وتزيد التوتر وتضعف المناعة.
كل شخص يحتاج فى وقت ما للمساعدة والمساندة، حين نجد أنفسنا نحمل أعباء تزيد عن طاقتنا، فمن الطبيعى أن نلجأ لغيرنا لتخفيف العبء، وأيضا علينا أن نتعلم أن نقول لا ونعتذر عن تأدية خدمة لأحد فوق طاقتنا حتى لا تسبب لنا التوتر فى حالة عدم قدرتنا على تنفيذها مما سيؤدى لزيادة التوتر العصبى.
لابد من تخصيص يوم فى الأسبوع للترفيه والتخفيف عن النفس، وكذلك إجازة سنوية تقضيها فى مكان تتمتع فيه بالمناظر الطبيعية وتتخلص من الضغوط التى تعانى منها طول السنة سواء فى الدراسة أو العمل، تمارس فيها هواياتك سواء رياضية أو فنية أو أى حرفة يدوية المهم أن يكون لديك شغف بها وتستمتع وتخرج كل طاقاتك من خلالها فتخفض من التوتر العصبى.
تنظيم أمور حياتك وتدوين كل المتطلبات التى تريد أن تنجزها وتحديد الأولويات يجعل الشخص يفكر بهدوء ويسهل مهمته فيعرف ما يجب عليه القيام به تحديداً، كما أن التواجد مع الأصدقاء المقربين بين الحين والآخر والتواصل الاجتماعى وصلة الرحم وعدم الشعور بالوحدة يقلل من مشاعر التوتر العصبى ويخففه.
لابد من الحصول على قسط كافٍ من النوم فكثرة السهر والنوم المتأخر يزيد من حدة التوتر ويؤثر على نفسية الشخص وسلوكياته.
أخيرًا علينا أن نحاول معرفة أسباب الضغوط التى تواجهنا وتسبب لنا التوتر ومحاولة إيجاد حلول لها حتى نقتلع المشاكل من جذورها ونصل للهدوء والراحة النفسية المنشودة.
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "كيف نخفف من التوتر العصبى"
الجمعة، 30 يناير 2015 05:13 ص
الخبيرة النفسية راندة حسين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشال باسم
الصلاه و تلاوة القران والد عا ء