أحمد التايب يكتب: الحياة الزوجية بين الفشل والنجاح

الأربعاء، 07 يناير 2015 12:03 م
أحمد التايب يكتب: الحياة الزوجية بين الفشل والنجاح زواج - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مجتمعنا الشرقى التقليدى لا يزال الرجل صاحب القرار الأول والأخير فى تحديد ماهية الحياة الزوجية وطبيعتها.. وتفاصيلها.. وهو الذى يصدق فى النهاية على قرار الاستمرار من عدمه.. وهذا الرجل لا يأتى على نمط واحد من حيث الفكر أو السلوك.. فقد يكون سخياً أو بخيلا فى المشاعر أو المال أو العطاء.. وهو رجل يحمل الصفات والسجايا الحسنة من حلم وسعة صدر وروية وحب وعطاء واهتمام وعفو وتسامح ومرونة.. وقد يأتى على العكس تماما سريع الغضب.. حاد الطباع متقلب المزاج.. أحمق..أهوج.. أنانى.. بخيل.. يحاسب الزوجة على الصغيرة قبل الكبيرة.. يتصيد الهفوات والأخطاء.

ولذلك نسمع كثيرا عن حالات الطلاق والتى ربما وصلت فى مجتمعنا إلى أرقام ضخمة ونسب عالية.. وتصيبنا الدهشة من الزيادة المضطردة والمستمرة فى حالات الإخفاق والفشل وعدم القدرة على إكمال المسيرة فى حياة زوجية مليئة بالسعادة.. وتوقف قطار تلك الحياة فى محطة الانفصال واللاعودة.. وتبقى الحيرة مرتسمة فى كل الوجوه.. والتساؤلات تنطلق من كل الأفواه تبحث عن الإجابة الشافية والناجعة دون الوصول إلى الحقيقة.

ولأن الفتاة توافق على الارتباط بذلك الشاب فهى تتخذ هذا القرار فى الغالب دون أن تملك أية معلومة عنه إلا اللمم من والدها أو والدتها أو أخوها أو أختها.. وقد تكون هذه المعلومات مشوشة وربما غير جديرة بالثقة المطلقة، وبالتالى لا تزودها بالصورة الحقيقية عنه.. ومثل ذلك تلك الثوانى المعدودة التى تراه فيها قبل إعطاء الرأى النهائى.. واتخاذ القرار المصيرى دون أن تتعرف على التفاصيل الدقيقة، ولأنها قد ترسم فى فكرها صورة خيالية جميلة فلا مشاحة أن تدلف إلى الحياة الزوجية بتلك الصورة التى ارتسمت بفعل ما تقرأ من قصص عاطفية وما تشاهد من أفلام ومسرحيات ومسلسلات تجسد تلك الحياة على أنها سلسلة جميلة من قصص الحب والرومانسية.. والتى تعيش فيها مع فارس الأحلام فى أجواء شاعرية مدى الحياة، فهذه الصور الخيالية قد تقود الفتاة المسكينة للشعور بالصدمة العنيفة عندما يصعقها الواقع الملىء بالتغيرات.. والقنابل الموقوتة.. وقد تجد إحداهن حياة أقل بمسافات كبيرة عما عاشته فى بيت والدها حيث الرفاهية وخدمة الخمس نجوم التى يقدمها السائقون والخدم.. والأوامر والمطالب المجابة والواجبة التنفيذ.. وداخل أسرة تؤمن بمبدأ حرية الرأى والمشاركة.. فتصدم بزوج لا يؤمن بكل ما سبق..يتمحور حول ذاته..وقد لا يوفر لها الحد الأدنى من متطلباتها أما لقلة حيلته أو لبخله، أو يكون نصيبها ذلك الزوج الذى لا يقر سفر وترحال.. سهر مع الشلة إلى الفجر..لا يتجاوز مكوثه فى المنزل ساعة من نهار أو دقائق معدودة من ليل أرخى سدوله على تلك الزوجة المسكينة التى وأدت كل أحلامها الجميلة لتقف فى النهاية فى مفترق طريق صعب، وقد ترتطم أحلام الفتاة فى واقع الأسرة الجديدة.. أم الزوج.. أخته.. إلى آخر القائمة ممن يحشرون أنفسهم فى كل صغيرة أو كبيرة تخص ابنهم وزوجته.. وتوجيهاتهم التى لا تنقطع وتدخلاتهم حتى فى أدق التفاصيل، وقد تقع الفتاة ضحية لتلك التوصيات المسبقة التى زودت بها من الأم والأخت والعمة والخالة والقريبة.. انتبهى لزوجك.. خذى حقك منه كاملا.. افرضى شروطك عليه خليه مثل "الخاتم فى إصبعك" الرجال ما لهمش أمان.

وفى الغالب يكون السبب الرئيسى لعدم تمكن الفتاة من النجاح فى الحياة الزوجية سوء إعدادها فى بيت أهلها.. وعدم تبصيرها بحقوقها وواجبات زوجها.. وتعويدها على الإتكالية فهى لا تستطيع تحضير حتى طبق البيض المسلوق أو كوب الشاى.. أو السلطة.. ولا تتقن من فنون بناء العلاقات الجيدة إلا النزر اليسير، ولهذا ننتهى بالقول المفيد أن إعداد الفتاة أو الفتى للحياة الزوجية ومتطلباتها وكيفية العيش فى ظروفها المتقلبة كفيلة بإذن الله بالقضاء على مسببات الفشل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة